الاستاذ حسين كلابي
2009-07-01, 07:51 AM
حلاق سعودي
http://www.alweeam.com/news/authpic/19.jpg
ما أن فرغ من تعبئة خزان وقود سيارتي حتى باغتني بسؤاله : أي خدمة
ياأستاذ خالد ؟ نظرت إليه ووجهي يعتريه الفضول : (من وين تعرفني) ؟ رد
بلهجة محشوة بغيم الطرقات المكية : (أنا جهاد وأنت درستني سنة رابع قبل
سبع سنوات )! فاعتذرت منه لأن المعلم تمرّ على شريط حياته مئات الوجوه ،
بينما تبقى ذاكرة الطالب متقدة بصور العشرات من المعلمين وبالذات الذين
يتركون أثرا إيجابيا أو سلبيا .
شكرته وشجعته على جهاده اليومي من أجل الحصول على اللقمة الكريمة في
ظل ارتفاع سقف البطالة وانعدام الفرص الوظيفية ، واستنتجت من كلامه
المحمل بنبرة يائسة أنه لاجدوى من الدراسة طالما أن المستقبل غائم الملامح
، والوظيفة - بعد الجامعة - أضحت من معجزات العصر !
هذه النظرة اليائسة أضحت شعارا لأغلب طلاب وطالبات التعليم الأساسي مما
خلق مناخا من الإحباط الاجتماعي والتربوي على حد سواء..نعم إن جل طلابنا
يرددون بكل أسى : (وش فايدة الدراسة مادام مافيه وظائف ؟! )
فطالما أن الوظائف أصبحت حكرا على أصحاب التخصصات العلمية النادرة ..
فلماذا لا تستبدل الكليات النظرية التي تكدّس المزيد من العاطلين بكليات مهنية
أو معاهد حرفية تضخ الآلاف المؤهلين إلى سوق العمل المهني والميداني ،
وبهذا نكون قتلنا ثلاث غربان بحجر واحد ، قضينا نسبينا على شبح البطالة
وتخلصنا من مشاكل العمالة الوافدة ، وبقي المردود الإقتصادي يأخذ دورته
المنتجة والمثمرة داخل الوطن .
إن حالة (جهاد) ليس حالة نادرة أو شاذة ، فهناك الآلاف المجاهدين في
ميدان العمل الشريف ، ولكن السؤال الذي يبطح نفسه : لماذا لا يكون هناك
مواد مهنية تبدأ من المرحلة المتوسطة مثلا تحت مسمى ( التربية المهنية) تعلم
الطالب أساسيات المهنة وتنمي في داخله حب العمل وتزرع في وجدانه قدسية
الكد والكدح في الأمور المشروعة ؛ حتى نرى أجيالا من المهنيين والحرفيين
يقوم أقل واحد فيهم بما يقوم به أفضل وافد يأتي بتأشيرة عامل ثم يتعلم
(الحلاقة في رؤوس الأيتام ) .. ويكفي !
http://www.alweeam.com/news/authpic/19.jpg
ما أن فرغ من تعبئة خزان وقود سيارتي حتى باغتني بسؤاله : أي خدمة
ياأستاذ خالد ؟ نظرت إليه ووجهي يعتريه الفضول : (من وين تعرفني) ؟ رد
بلهجة محشوة بغيم الطرقات المكية : (أنا جهاد وأنت درستني سنة رابع قبل
سبع سنوات )! فاعتذرت منه لأن المعلم تمرّ على شريط حياته مئات الوجوه ،
بينما تبقى ذاكرة الطالب متقدة بصور العشرات من المعلمين وبالذات الذين
يتركون أثرا إيجابيا أو سلبيا .
شكرته وشجعته على جهاده اليومي من أجل الحصول على اللقمة الكريمة في
ظل ارتفاع سقف البطالة وانعدام الفرص الوظيفية ، واستنتجت من كلامه
المحمل بنبرة يائسة أنه لاجدوى من الدراسة طالما أن المستقبل غائم الملامح
، والوظيفة - بعد الجامعة - أضحت من معجزات العصر !
هذه النظرة اليائسة أضحت شعارا لأغلب طلاب وطالبات التعليم الأساسي مما
خلق مناخا من الإحباط الاجتماعي والتربوي على حد سواء..نعم إن جل طلابنا
يرددون بكل أسى : (وش فايدة الدراسة مادام مافيه وظائف ؟! )
فطالما أن الوظائف أصبحت حكرا على أصحاب التخصصات العلمية النادرة ..
فلماذا لا تستبدل الكليات النظرية التي تكدّس المزيد من العاطلين بكليات مهنية
أو معاهد حرفية تضخ الآلاف المؤهلين إلى سوق العمل المهني والميداني ،
وبهذا نكون قتلنا ثلاث غربان بحجر واحد ، قضينا نسبينا على شبح البطالة
وتخلصنا من مشاكل العمالة الوافدة ، وبقي المردود الإقتصادي يأخذ دورته
المنتجة والمثمرة داخل الوطن .
إن حالة (جهاد) ليس حالة نادرة أو شاذة ، فهناك الآلاف المجاهدين في
ميدان العمل الشريف ، ولكن السؤال الذي يبطح نفسه : لماذا لا يكون هناك
مواد مهنية تبدأ من المرحلة المتوسطة مثلا تحت مسمى ( التربية المهنية) تعلم
الطالب أساسيات المهنة وتنمي في داخله حب العمل وتزرع في وجدانه قدسية
الكد والكدح في الأمور المشروعة ؛ حتى نرى أجيالا من المهنيين والحرفيين
يقوم أقل واحد فيهم بما يقوم به أفضل وافد يأتي بتأشيرة عامل ثم يتعلم
(الحلاقة في رؤوس الأيتام ) .. ويكفي !