المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التغذية الراجعة


ツأميمة الأحمديツ
2011-04-13, 11:37 AM
التغذية الراجعة

مقدمة: إن الوظيفة الأساسية للتربية المعاصرة هي العمل على تعديل سلوك الدارسين وفق أهداف تربوية محددة ، وخطة عملية سليمة تحقق لهم النمو الشامل . ممـا يساعدهم على العيش في مجتمع مستمر التغير ، ويكون ذلك عن طريق توفير ظروف مواتية للتعلم تمكنهم من الوصول إلى أقصى قدراتهم . وخضم فعاليات التعلم و التعليم تبرز التغذية الراجعة كأمرا"حيوى وهام فيساهم في تحقيق عمليات التعلم الفعالة.



فما المقصود بالتغذية الراجعة ؟ هي معلومات حول الأداء الحالي تؤثر على الأداء اللاحق ، وقد تكون عبارة عن استجابات من زميل في الفصل أو تعليقات أو تصويبات يقوم بها المعلم ، أو ملاحظات يقدمها أي طرف آخر له ارتباط بمن تقدم له الملاحظة .ويجمع التربويون على أن التغذية الراجعة ليست مهمة للطالب فحسب ،بل هي كذلك على جانب كبير من الأهمية بالنسبة للمعلم أيضا" ، إذ تمثل جوهر عمليات القياس و التقييم في التدريس البناء.



دور التغذية الراجعة في تعلم المفاهيم: إن التعليم هو كل ما يكتسبه الإنسان عن طريق الممارسة والخبرة ،لذا عندما يحاول الدارس أن يحقق أداء" معينا" فإن الحافز الذي يدفعه إلى ذلك يكون هاما" جدا" ،و بناء على ذلك لابد من تقديم أسلوب ما أثناء التعلم كي يدرك المتعلم نتائج نشاطه فيستقبل بذلك - من البيئة التعليمية - نوعا" من التغذية الراجعة تمكنه من التأكد أن أداءه صحيح، وقد أكدت الدراسات أن التغذية الراجعة تساعد على التعلم في خلال فترة و جيزة إذا ما روعي فيها حاجات المتعلم المرتبطة بالحافز و الاستجابة .وعند تعلم المفاهيم يفضل تجنب استخدام الكلمات (صحيح أو خطأ ) في الفصل ،بل العمل على استمرار تقديم معلومات ترتبط بالنقطة التي أجاب عنها الطالب . وهناك العديد من أنماط التغذية الراجعة غير الملفوظة التي يمكن أن تقدم (كالابتسامة - علامات الاستحسان - هز الرأس بالموافقة أو بالمعارضة ...)



المفاهيم :هي المعاني المجردة التي تمثلها الكلمات وغيرها من المصطلحات اللغوية التي ترتبط بكلمة أو رمز في عقل الإنسان .



مصادر التغذية الراجعة :

أ‌- التغذية الراجعة الذاتية (الحسية): وتكون نابعة من الشخص نفسه الذي قام بالعمل ،عندما يشعر أن عمله أوجوابه يتفق مع معلومات سابقة قد درسها . فالطالب شعر هنا بالخطاء ويحاول جاهدا" تصحيحه عن طريق احساسه الداخلي .وتعرف بالحسية لأنها تعتمد على حواس الطالب عبر تآزر الجهاز العصبي مع الحركي . مثال: يطلب من الطالب أن يكتب العدد (2) فبمجرد ن يقوم بالاستجابة يراجع عمله فإذا تبين أن الرقم معكوس مثل (6) فإنه يشطبه فورا" و يكتبه صحيحا".

ب‌- التغذية الراجعة الخارجية (المرتبطة بمعرفة النتائج): وفيها يعتمد المتعلم على التوجيه الخارجي ليتبين له مدى نجاح عمله (قد يكون من قبل المعلم - الزملاء في الفصل - زائر للحصة ) وهذا النوع من التغذية يحث الطلاب على ابداء رأيهم وتقديم التغذية الراجعة المناسبة للموقف .ونحن بحاجة إلى كلا النوعين من التغذية الراجعة ، فإذا لم تؤد الحسية الهدف فلا بد من اللجوء إلى استخدام التغذية الخارجية .



أنواع التغذية الراجعة

1- التغذية الراجعة المحايدة: وفيها المعلومات المعطاة لا تقدما "حكما" على الأداء سلبا "أو ايجابا" ، بل تقدم مقترحات أو تقارير من أجل تحسين الأداء ولا تقدم بشكل صريح، وتنطوي التغذية الراجعة المحايدة على ثلاثة جوانب :

· يخبر الطالب بالسبب إن كان عمله دون المتوقع .

· يعرف ماذا سيعمل .

· يعرف بالظروف التي تؤدي إلى ألاداء غير الصحيح.

2- التغذية الراجعة الإيجابية: و تعتبر من الدعامات القوية للتغذية الراجعة المحايدة نظرا "لأنها تهدف إلى التعزيز كأن نقول مثلا" (أجبت إجابة صحيحة -استمر على هذا الأداء - جزاك الله خيرا" - و جهة نظرك صابة ...) كما يمكن أن تمثل بأشكال عدة كالدرجات - الترقيات - امتيازات خاصة ... و لكن يبقى أفضل هذه الأساليب هو الثناء والمديح .

3- التغذية الراجعة السلبية: فيها نؤكد أن الطريقة الحالية في الأداء غير مقبولة وعليه استبدالها بطريقة أفضل للوصول إلى الحل الصحيح كقولنا مثلا ( لابد أن تغير هذا السلوك إلى الأفضل –يجب أن تدرس بصورة أفضل ...) وهذا النوع من التغذية يعتمد على تقديم الطرق البديلة للطالب لتحسين أدائه من أجل ذلك يتعاون الطالب مع المعلم لإيجاد البدائل المناسبة للنجاح في المستقبل .وإن تعددت أنواع ومصادر التغذية الراجعة ألا أن هناك نقاط يجب مراعاتها عند التعامل معها وهي:

· اتصاف المعلم ببعض المهارات منها (النزاهة - الجرأة - الاحترام - التواصل مع الآخرين) .

· الدخول مباشرة في صلب الموضوع ، وتحديد النتائج .

· أن تصف التغذية الراجعة الحالة الراهنة .

· تجنب الألفاظ المثيرة للإنفعال.

· الفورية في تقديم التغذية أول بأول دون أن ندعها تتراكم.

· تعزيز السلوك بعد حدوثه و ليس قبله.

· عدم المبالغة بأهمية الأداء أو التقليل من شأن المشاركة، بل تقديم الثناء بكل موضوعية.

· العمل على نشر بعض النتائج وتعميمها مثل تعليقها على لوحة صفية.

· البحث باستمرار عن فرص مواتية قائمة على أسس منتظمة لمدح الطالب والتعبير عن التقدير له .

· على المدرس دائما " التأكد من استيعاب المفهوم ويكون ذلك من خلال قيام- الطالب بإعطاء أمثلة جديدة أو أن يقارن بين المفاهيم .

ツأميمة الأحمديツ
2011-04-13, 11:38 AM
(2)

التغذية الراجعة ليست مصطلحاً من مصطلحات علم النفس أصلاً, وإنما هي مفهوم ومبدأ أساسي من مفاهيم علم السبرنيتيك*.
ويعود الفضل في تطوير هذا المفهوم وتطبيقه على ظواهر السلوك الإنساني إلى العالم الأمريكي " ويتر " ومن عاصروه أو أتوا من بعده أمثال "شينسون" و "آنوخين" و "بيرتا لانفي" وغيرهم .


تعريف التغذية الراجعة:
أصبحت التغذية الراجعة مصطلحاً تتداوله التربية وعلم النفس، والفيزيولوجية، وعلوم الاتصال، والعلوم الاجتماعية والفيزياء والكيمياء، والجيولوجيا، والهندسة والفنون ... الخ . وقد أدى هذا بدوره إلى تعددية في تعريفاتها وإلى تنوع كبير فيها . ومن أهم التعريفات الشائعة للتغذية الراجعة نذكر ما يلي:
1_ هي تأثير إشارات مخرج نظام معين في مدخل هذا النظام.
2_ هي أية معلومات راجعة من مصدرها تفيد في تنظيم السلوك وضبطه.0
3_ إشارات يتلقاها الفرد عن نتائج سلوكه أو اتصال بصورة مباشرة أو غير مباشرة تتيح له معرفة أثر أو نتيجة سلوكه أو اتصاله.
4_ معلومات راجعة شفوية أو غير شفوية تسمح للمرسل _ في عملية الاتصال _ معرفة ما إذا كانت رسالته قد استقبلت وكيف تم هذا الاستقبال والكيفية التي فهمت بها هذه الرسالة.
5_ مفهوم يستخدم لوصف التأثير المتبادل بين نوعين أو أكثر من الأحداث حيث يستطيع حدث معين مثل : استجابة المتعلم أن يبعث نشاطاً لاحقاً مثل ( تقويم الاستجابة ) . وهذا الأخير يؤثر بدوره بطريقة راجعة في الاستجابة السابقة، فيعيد توجيهها وضبطها إذا حادت عن الهدف.



أهمية التغذية الراجعة:
إن لهذا المبدأ علاقة وثيقة بموضوعات مثل: التلاؤم، التكيف، التعلم، التعليم، الاتصال، وبأي نوع من نشاطات المنظومات الموجهة ذاتياً .
هذا وتتجلى أهمية التغذية الراجعة بصورة عامة قاله "ويتز" إنها " سر الحياة "، وفيما أطلقه البيولوجي الفرنسي "لاتيل" "سر الانتظام العام"، وما أكده العالم المعروف ( باليتايف ) في أنها "المبدأ العام في السبرنتيك والطبيعة الحية".
أما في مجال التعلم فتعد التغذية الراجعة من بين أهم العوامل المؤثرة فيه، لأنها تمكن المتعلم من إدخال التعديلات اللازمة على الاستجابات التي يصدرها بحيث تصبح هذه الاستجابات بفضل التغذية الراجعة أكثر اقتراباً من الاستجابات المرغوب فيها . وبعبارة أدق تيسر التغذية الراجعة التعلم، وتقوي الارتباطات المناسبة، وتصحح الأخطاء، وتوضح المفاهيم غير الدقيقة، وتبين مدى التعلم السليم للأجزاء المختلفة من المهمة التعلمية. إضافة إلى أن التغذية الراجعة التي يتلقاها المتعلم تزيده ثقة في صحة نتائج تعلمه، وتوحد جوانب هذا التعلم، وتجعلها أكثر تكاملاً. وبذلك يصبح أكثر قدرة على التركيز الانتقائي لجهوده وتوجيهها إلى تلك النواحي التي تتطلب عملاً أكبر ومعالجة أشمل وأعمق.

ويستطيع المعلم عن طريقها إيصال المعلومات اللازمة إلى المتعلمين، وبوساطتها يعرف ما إذا كانت طريقته في التدريس سليمة وفعالة أم العكس. وبالاعتماد عليها تتوفر لديه معلومات عن سير عملية التعلم لدى كل متعلم.
وهكذا يعد وجود قناة تتدفق عبرها المعلومات الراجعة بين أطراف أية عملية اتصالية _ والتعلم والتعليم شكل من أشكال الاتصال _ أحد أهم الضمانات لنجاح عمليات التعليم والتعلم، لأنها تسمح للمعلم والمتعلم أن يكيف كل منهما سلوكه لسوك الآخر وأن يتفاعلا بصورة إيجابية لتحقيق أهداف العملية التعليمية / التعلمية.
*السيرنتيك: هو علم التوجيه والتحكم بالآلات، ولا سيما الأتوماتيكية ( المعقدة كما هو الحال في الآلات الحاسبة الالكترونية " الحواسيب " والطائرات الأسرع من الصوت والطائرة بدون طيار، والصواريخ الموجهة، والمراكب الفضائية والأقمار الصناعية .. الخ . وقد غدا السبرنتيك منهجاً أو مدخلاً علمياً في دراسة الظواهر شديدة التعقيد وذات الطابع المنظومي أكثر منه فرعاً علمياً متخصصاً في دراسة ظواهر محددة .



المرجع : منصور, علي: التعلم ونظرياته. مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية, منشورات جامعة تشرين, اللاذقية, 1421هـ-2001م.