المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تَمَنَّيْتُ لَو أَنَّني... كمْ تمنيتُ لو أَنَّني!


فتى المدينه2
2011-04-04, 08:58 PM
تَمَنَّيْتُ لَو أَنَّني...
كمْ تمنيتُ لو أَنَّني!

تَمَنَّيْتُ...
لَوْ أَنَّنِي أَسْتَطِيعُ كِتَابَةَ شِعرِي على سَاعِدَيْكِ،
لِيَبْقَى
– إِذَا ما ضَمَمتِ يَدَيْكِ –
قَرِيبًا لِقَلْبِكْ
وَلَوْ أَسْتَطِيعُ تَهَجِّي مَهَارَةَ عَيْنَيْكِ،
ثُمَّ أُرَتِّبُهَا غَمزَةً غَمزَةً،
عِنْدَ بابِ الْحَريقِ الْمُؤَدِّي لِجَنَّةِ حُبِّكْ
تَمَنَّيْتُ...
لَوْ كانَ يُسْعِفُنِي مِثْلُ ذَاكَ التَّمَنِّي
فَأَمْضِي إِلَى جَدْوَلِ السِّحْرِ مِنْ فَوْقِ كِتْفَيْكِ،
أَجْدِلُهُ جِسْرَ وَحْيٍ،
يُسَافِرُ ما بّيْنَ خَوْفِي عَليْكِ،
وَشَوْقِي إليكِ،
وبَيْنَ الْكَرَى وانِتِباهَةِ عَيْنِي
وَأَمْضِي،
فَأَزْرَعُ قَلْبِي على رَاحَتَيْكِ،
لِيُزْهِرَ وَرْدًا،
يُعَانِقُ وَردَاتِ خَدِّكْ
وَيَكْتُبُ بِالأَحْمَرِالْمُسْتَبَاحِ
صُكُوكَ اعْتِرَافِي بِأَنِّي
أَتُوهُ مَعَ التَّائِهِينَ،
أَضِيعُ مَعَ الضَّائِعِينَ،
على مُفْرَدَاتِ التَّأَنِّي
وَوَحْدِي،
أُعَلِّقُ لافِتَةَ الْعِشْقِ في وَجْهِ صَدِّكْ
تَمَنَّيْتُ...
لَوْ أَنَّنِي أَبْذُرُ الْعُمْرَ في حِضْنِ حَقْلِكْ
وَأَرْعَاهُ حَتَّى يُسَنْبِلَ،
ثُمَّ أُقَامِرَ حَتَّى نِهَايَةِآخِرِ سُنْبُلَةٍ فيهِ،
كِرْمَالَ وَصْلِكْ
تَمَنَّيْتُ...
لَوْ كَانَ يُسْعِفُنِي مِثْلُ ذَاكَ التَّمَنِّي
فَأُدْنِي جَمِيعَ شُؤُونِي إِلَيْكِ،
وَأُبْقِيكِ في مَوْضِعِ الْخَفْقِ مِنِّي
وَأَرْحَلُ عَنِّي
إِلَى شَاطِئٍ،
لا يُغَادِرُ عَيْنَيْكِ،
إلاَّ إِلَى سِحْرِعَيْنِكْ
إِلَى رَفَّةٍ لا تَتُوبُ،
تَعَمَّدَها الْقَلْبُ
ما بَيْنَشَبَّةِ نَبْضِي وَبَيْنِكْ
تَمَنَّيْتُ...
لَوْ أَنَّنِي أَسْتَطِيعُ كِتَابَةَ آخِرِ تَفْعِيلَةٍ،
ثُمَّ أُلْقِي جَمِيعَ الْبُحُورِ بِبَحْرِكْ
وَأَتْرُكُ كُلَّ الْقَصَائِدِ تَجْرِي إلى مُسْتَقَرٍّ
مَدَاهُ اسْتِدَارَةُ خَصْرِكْ
تَمَنَّيْتُ لَوْ أَنَّنِي،
- كَمْ تَمَنَّيْتُ لَوأَنَّنِي –
إِنَّمَا لا أَزَالُ أُعَانِقُ فيكِ حُدُودَ التَّمَنِّي
... لأَنِّي
فَقَدْتُكِ ذَاتَ لُجُوءٍ،
على غَفْلَةٍ بَيْنَ ظَنِّي وَظّنِّي
وَأُفْهِمْتُ َأَنِّي
مِنَ الْبَدْءِ كُنتُ
على غَيْرِ لَيْلايَ فيكِ أُغَنِّي!


* شعــر: هــلال الفــارع