المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح وتحليل نص التاريخ الهجري للعقاد للصف الثالث الثانوي بلاغة


العصفوره
2008-12-25, 11:49 AM
للأستاذ: عباس محمود العقاد
التعريف بقائل النص:
ولد العقاد في أسوان ، عام 1889م لأسرة متوسطة الحال.. وقد أخذ يختلف إلى الكتاب ، ثم إلى المدرسة الابتدائية ، وكان يلفت معلميه بذكائه ومواهبه الأدبية... وكان قد رأى أن يختصر الطريق ؛ فرحل عن بلدته وهو في السادسة عشرة من عمره ، والتحق ببعض الوظائف الحكومية ، ثم عمل بالصحافة والتقى بصديق عمره ، ورفيق دربه إبراهيم المازني ،ارتبط بعبد الرحمن شكري فلم يفترقوا..
له مجموعة من الدواوين مثل "عابر سبيل" , "بعد الأعاصير" , "هدية الكروان" , وله مقالات قوية.. وبلغ ما كتبه ستين مؤلفًا ، كلها تمتاز بحيوية التفكير ،مثل : كتاب "الديوان" و "شعراء مصر وبيئاتهم في الجيل الماضي" و "مراجعات في الآداب و الفنون" وسلسلة عبقريات التي تضمنت عبقرية محمد, وأبو بكر, وعمر, وعلي, وخالد...
المقدمة:
يعتبر كتاب "عبقرية محمد" أحد أهم سلسلة العبقريات التي كتبها العقاد إذ تناول فيها أحداث السيرة النبوية.. وحياة رسول الله – عليه السلام - التي كانت صفحة عريضة من صفحات الجهاد ، لإنقاذ هذه البشرية ومثلاً صادقًا من
مثل البر والرحمة...
وفي الصفحات الأخيرة من هذا الكتاب ناقش العقاد أسباب اختيار يوم الهجرة بداية للتاريخ الإسلامي ، مع أنّ هناك أيامًا أخرى تبدو في ظاهرها أولى بالتمجيد من يوم الهجرة.
الفكرة العامة:
أسباب اختيار يوم الهجرة ميلادَا للتاريخ الإسلامي.
الأفكار الرئيسة:-
1. في التاريخ الإسلامي أيام أخرى تستحق التمجيد والتخليد...
2. حكمة عمر بن الخطاب عندما اختار يوم الهجرة بداية للتاريخ...
3. الأسباب التي جعلت يوم الدعوة ويوم الميلاد أقل أهمية من يوم الهجرة.
الشرح:
يبدأ العقاد حديثه بمقدمة تخيلية تعود بنا إلى الزمن الذي كتب عنه.. فهو يقول : إنّ السنوات ستمر تلو السنوات.. والأيام تمضي وتعقبها أيام.. ويظل ذلك اليوم التاريخي الذي هو أجمل أيام النبي محمد  لأنه أدلّ الأيام على الرسالة يومًا مميزًا في التاريخ.. وقد اختاره المسلمون ؛ إعلاءً لشأنه وتخليداً لذكرى بداية التاريخ الهجري...
ثم يعود الكاتب لذكر أيامُا أخرى مهمة في التاريخ تستحق التخليد مثل:
يوم الدعوة:
عندما أمر الله تعالى نبيه بذلك في قوله "فأصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين" وقوله تعالى: ﴿وانذر عشيرتك الأقربين﴾ كانت هذه بداية الدعوة وهذا اليوم يستحق في الظاهر التمجيد لأنه يوم الإسلام الأول...
يوم بدر:
يتساءل العقاد لماذا لم يختار المسلمون يوم بدر بداية للتاريخ مع أنّ غزوة بدر أولى الغزوات في التاريخ الإسلامي ؟ وفيها نصر الله عباده المؤمنين مع أنّهم كانوا قلة مستضعفين وأمدهم بجنود من عنده ؟ فهذا اليوم أيضاً يستحق التخليد ؛ لأنه أول انتصار يسجل للإسلام ضد الكفر...
يوم ولادة النبي :
فالعقاد يقول بأنه يوم مميز أيضًا ينبغي تخليده.
يوم حجة الوداع:
لقد كانت الحجة الأولى والأخيرة لرسول الله ، والتي شعر المسلمون فيها أنّ رسول الله يودعهم ، وهو يعلّمهم سنن حجهم وأمور دينهم ، كل هذه الأيام وأيام أخرى كثيرة في التاريخ تستحق التخليد.. فلماذا اختار عمر بن الخطاب يوم هجرة الرسول  وصاحبه أبي بكر إلى المدينة بدأ التاريخ الإسلامي ؟ مع أنّه اليوم الذي فرّ فيه رسول الله وصاحبه بأنفسهما وعقيدتهما في جنح الظلام.
تابع الشرح:
لقد كان عمر بن الخطاب ملهمًا حقًا حين اختار هذا اليوم بداية للتاريخ فالعقائد إنّما تقاس بالشدائد التي يعانيها الإنسان ليقي عقيدته.. لقد خرج الرسول الكريم وصاحبه أبو بكر تاركًا مدينته الحبيبة مكة ، وعانى في تلك الهجرة من البلاء الشئ الكثير،والمعاناة التي يعيشها الإنسان في هذه اللحظة هي معاناة تاريخية ، فإما إخفاق النفس وإما انتصارها.. ولكن رسول الله ثبت مع صاحبه في سبيل الذود عن عقيدته ونصر دينه ؛ فكان النصر للرسول هو نصر للإسلام ؛ ولهذا استحقت هذه اللحظة أن تكون لحظة حاسمة وأن تُسجل في التاريخ..
ثم يستشهد العقاد بالآية القرآنية التي سجّلت وقائع ذلك اليوم ، عندما استقرا في غار ثور.. عن أنس  قال: قال أبو بكر الصديق : (بينما أنا مع رسول الله  في الغار وأقدام المشركين فوق رءوسنا قلت: يا رسول الله لو أن أحدهم رفع قدمه لأبصرنا!! فقال: (يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟!).
وقد دلت الآية على عظم فضل الصديق وجليل قدره ؛ إذ جعله الله صاحب الرسول ورفيقه في الهجرة ، ولهذا قال العلماء : من أنكر صحبة أبي بكر فقد كفر لأنه رد كتاب الله تعالى..
والكاتب يقصد بقوله "إن ابن الخطاب نظر إلى غار ثور ولم ينظر إلى نصر المدينة..".
لقد رأى ابن الخطاب أن لحظة خروج النبي وصاحبه من مكة واختبائهم في غار ثور ؛ فرارًا بعقيدتهم ونصرة للإسلام.. كانت لحظة حاسمة لا تقاس بغيرها من الانتصارات التي حققها المسلمون في المدينة.. وأشار بقوله:
"ونظر إلى تلك الجنود التي لم تروها إلى قوله تعالى: ﴿وأيده بجنود لم تروها﴾ أي قواه بجنود من عنده من الملائكة يحرسونه في الغار.. لم تروها أنتم..
المفردات:-
تسود : تصبح سيدا * يتجلى : يظهر ويتضح
يوميء: يشير * النكول : النكوص والرجوع
خصائص أسلوب المقال:
- القدرة العقلية لدى الكاتب، والتي تبدو واضحة في التحليل المنطقي للفكرة.
- طرح الأسئلة المتوالية ، والتي تلتقي عند إجابة واحدة ليلفت الانتباه لتلك الإجابة وأهميتها.
- قوة الأسلوب وتماسكه.
- ذاتية الكاتب تبدو واضحة في أكثر من موضع في المقال.
- الاتجاه الديني من خلال التوسع في أحداث السيرة النبوية.
الإيقاع الموسيقي في النص:
التكرار: مثل : الأقمار/ السنة القمرية / الإسلام / يومىء / يوم /
محمد صلى الله عليه وسلم/الهجرة /التأريخ....... لتأكيد الفكرة.
الطباق :مثل : الأرض والسماء .
الترادف المعنوي : الفوز والغلب /العقائد و الأديان / ينكرها وينفي......
لتأكيد وتثبيت المعنى في ذهن السامع.
السجع :...رسالته .....سريرته.
لا تنسيني من صالح دعائك آمل أن ينفعك وتستفيد منه .