المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح قصيدة ( نجد ) للشاعر الصمة القشيري شرح بالتفصيل


العصفوره
2008-12-25, 11:32 AM
قصيدة " نجد "
هذه الأبيات من قصيدة معروفة للشاعرالصمة القشيري" قالها يصف وداعه لأحبابه فيقول :

خليلي عوجا منكما أو دعا *** نحيي رسوما بالقبيبة بلقعا
بكت عينك اليسرى فلما زجرتها ***عن الجهل بعد الحلم أسبلتا معا
أتجزع والحيان لم يتفرقا؟ *** فكيف إذا داعي التفرق أسمعا؟
تلفت نحو الحي حتى وجدتني ***وجعت من الإصغاء ليتا وأخدعا
في هذه الأبيات وعلى عادة الشعراء يخاطب صاحبيه ويطلب منهما أن يحييا معه منازل أحبابه التي سيفارقهم ، ومن حزنه الشديد لفراق أحبابه بكت عينه اليسرى ولما زجرها عن هذا العمل لم تتمالك الأخرى أن بكت معها ، ثم اخذ يعاتب نفسه على جزعها ، بسؤال توبيخي أ تجزع والقوم بعد لم يتفرقا ؟ ، فكيف إذا كان التفرق ؟ ثم يقول : تلفت نحو الحي ومن كثرة وشدة تلفتي وجع مني عنقي والأخدعا وهما عِرْقَانِ فِي جَانِبَيِ العُنُقِ قَدْ خَفيَا وَبَطَنا.
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
قفا ودعا نجدا ومن حل بالحمى***وقل لنجد عندنا أن تودعا
بنفسي تلك الارض ما أطيب الربى***وما احسن المصطاف والمتربعا
وأذكر أيام الحمى برواجع ***عليك, ولكن خل عينيك تدمعا

وما زال الشاعر يخاطب صاحبيه ويطلب منهما الوقوف لتوديع نجد ومن سكنها من أحبابه ، مع أنه قليل عنده أن تودع نجد ، لما لها في نفسه من ذكريات في تلك الربوع الجميلة هذه الذكريات التي أثارت في نفسه ألما وحزنا لاسيما وأنها لن تعود ، فليس له إلاّ البكاء .
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
سلام على الدنيا فما هي راحة ***إذا لم يكن شملي وشملكم معا
كأنا خلقنا للنوى وكأنما ***حرام على الأيام أن نتجمعا

وفي نهاية الأبيات يقرر حقيقة في نفسه وهي أن هذه الدنيا لاتستحق البقاء بها ولا بد من توديعها مالم يجتمع شمله مع شمل أحبابه ، فكأنه خلق وأحبابه للبعد والفراق ، وأن تجمعهما حرام ولا يمكن ، وهو بذلك يصورمدى الحسرة والحزن على فراق أحبابه .

تحليل النص تحليلا أدبيا :
================
أولا : المعاني والأسلوب :
------------------------------------
تدور هذه الأبيات حول وداع الشاعر لأحبته ،وأثرهذا الوداع على نفسه ، واضح فيها التقليد لمعاني الشعر الجاهلي في الوقوف على الأطلال ، وقد صاغ هذه المعاني بأسلوب سهل وسلس تظهر فيه نبرة الحزن .

ثانيا : الألفاظ والعبارات :
----------------------------------------
جاءت ألفاظ الشاعر في هذه الأبيات موافقة للمعنى والأسلوب بسلاستها وعذوبتها وظهور الحزن والألم فيها ، إضافة إلى فصاحتها ، كما جاءت العبارات متناسبة التزم الشاعر فيها بوحدة الوزن والقافية .

ثالثا : العاطفة :
----------------------------
الأبيات تدور حول وصف أحاسيسه الجياشة حين وداعه لأحبابه ، فلا غرابة أن تكون عاطفته حزينة صادقة لأنها نابعة من إحساس صادق .

الصور الخيالية :
-------------------------
النص مليء بالصور الخيالية والبديعية ، وإن كان يغلب عليه التصوير الخيالي فالموضوع يساعده على ذلك ومن تلك الصور التي سنذكر بعضها :
الاستعارة المكنية في قوله : بكت عينك اليسرى فلما زجرتها
حيث شبه عينه بالإنسان وحذف المشبه به وأبقى شيئا من لوازمه وهو " الزجر "
والطباق في قوله " الجهل ، الحلم " لاستفهام التوبيخي في قوله : أتجزع والحيان لم يتفرقا؟

هذا مااستطعت إليه وعذرا إن كان من تقصير أو خطأ