عبيد السناني
2011-03-09, 09:40 AM
الجودة الشاملة خريطة طريق نحو إنتاج المعرفة
سأبدأ من سطور قالها راعي المؤتمر خادم الحرمين الشريفين في كلمته الافتتاحية للمؤتمر الدولي الأول للجودة الشاملة في التعليم العام: ''وعلى الرغم من النجاح الذي تحقق خلال العقود الماضية في مجال نشر التعليم وإتاحته للجميع بتوفير مكان في المدرسة لكل طالب وطالبة من أبناء المملكة، فقد كان لزاماً علينا أن نواجه تحديات المرحلة الحالية والمستقبلية وأن نؤسس المشروع التربوي على مفاهيم الجودة والتميز..''.
وسأمر ببعض ما طرح من أوراق العمل في ذلك المؤتمر التحدي، وتحت محور تأهيل المعلمين في القرن الـ20، قدم البروفيسور تان أون سنغ عميد المعهد الوطني لإعداد المعلمين nie في سنغافورة تجربة بلاده فيما يتعلق بالتعليم الوطني، مؤكدا في ثنايا حديثه أن الاعتقاد السائد في ماليزيا هو أن التعليم يؤكد على القيم والأخلاق وأن الانبثاق المعرفي والتقني الذي يعيشه العالم جعل أطفالنا أمام واقع يصعب تنظيمه وترتيبه إلا من خلال تأصيل القيم والمبادئ في تعليمنا، وعن دور المعلمين في العملية التعليمية وجودتها قال: '' إن المعلم هو صلب الجودة في العملية التعليمية..''، وفيما يخص التدريب المهني للمعلمين في ماليزيا قال:'' إننا نولي ذوي الشهادات العليا أهمية خاصة في التعليم سواء على مستوى المفاضلة، أو التدريب، إضافة إلى المعايير الدقيقة لتدريب المديرين وترشيحهم للقيادة المدرسية''.
ثم أقف عند البيان الختامي للمؤتمر، الذي ضم عبارة مهمة في نظري:
'' لقد سعى المؤتمر الدولي الأول للجودة الشاملة في التعليم العام من خلال جلساته وورش العمل المصاحبة له وحلقات النقاش، إلى ما هو أبعد من نشر ثقافة الجودة وتنمية الوعي بأهمية مفهومها لدى صانعي القرار في مؤسسات التعليم العام، إلى التأكيد على ممارسات الجودة وتطبيقاتها والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة بما يسهم في رفع كفاءة النظام التربوي..''.
وأقف أكثر عند إشارات السيد فرانك إيقلس مستشار وزارة التربية والمهارات في إنجلترا عن القيادة باستخدام الجودة الشاملة لإحداث التغيير الفعال في المدرسة، وانطلق في حديثه من التأكيد على أهمية مرحلة القياس والقيمة المضافة للمدارس باعتبارها مؤسسات تربوية يجب إعداد الخطط الدراسية بشكل جيد واقتناع المعلمين بشكل تام بجودة المشاريع التعليمية للوصول للجودة الشاملة في التعليم العام.
وشرح السيد إيقلس الخطوات التي قامت بها المؤسسات التربوية في بريطانيا، موضحا أن خطة العمل بدأت بالتركيز التام على الفئة العمرية التي تبدأ من سن السادسة وحتى 17، من خلال إخضاع هذه الفئات لاختبارات القياس لتحقيق الجودة، مؤكداً أهمية التوسع في البحوث التربوية والدراسات الميدانية كخطط مرافقة لتحقيق الجودة في التعليم العام.
وهنا لا بد من الاتفاق على أنه يمكن للتربية والتعليم في بلادنا بعد هذا المؤتمر أن تؤتي ثمارها أو تحقق نجاحها في التنمية المستديمة والتقدم الشامل للمواطن السعودي إلا من خلال إجادة التعامل مع الجودة الشاملة كمنهج إداري وفلسفة بناء، فلن يقطف المواطن ـ في نظري ـ ثمرة المشاريع التعليمية والتربوية الرائدة التي حاولت وزارة التربية والتعليم في بلادنا، تحقيقها خلال السنوات الماضية، إلا إذا سعت الوزارة بقيادة الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد وزير التربية والتعليم إلى الارتقاء بجودة التعليم العام، وضبطت معاييره قبل وأثناء وبعد تنفيذ برامجها ومشاريعها التعليمية والتربوية الحالية والمستقبلية، ذلك أن العملية التعليمية عملية ديناميكية لا يناسبها أبدا الجمود ، بل لا بد أن تتأثر بالتطورات والتغيرات التعليمية المعاصرة، التي لا تتعارض مع ثوابتنا، والتي من بينها الجودة الشاملة التي تعتبرها مراكز البحث المعاصرة أحد أبرز الاتجاهات العالمية الحديثة في إدارة قطاع التربية والتعليم، كما أن تطبيق معايير الجودة الشاملة يعد من أبرز التحديات الداخلية التي تواجهها المؤسسات التعليمية السعودية هذه الأيام، في ظل الدعم الكبير لمشروعنا الوطني التربوي من خلال مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم العام.
وهنا يمكن اختصار مرحلة ما بعد المؤتمر في هدف محدد يهم المواطن السعودي بالدرجة الأولى، ألا وهو تجويد مخرجات منظومة العمل التربوي، في ضوء معايير مرجعية معتمدة، نعم مخرجات وطنية نافعة لذواتها وأهلها ووطنها.
أخيرا.. بين البيان الختامي للمؤتمر الذي جاء في مستوى طموح المشهد التربوي السعودي وتحويل التوصيات إلى قرارات على أرض الواقع لتصل ثمرتها إلى داخل حجرة الصف في كل مدرسة سعودية، هناك مسافة من العمل الجاد لبلورة مشروعنا التربوي الوطني ليعانق طموحات المواطن السعودي.[/CENTER]__________________اذا أعجبك موضوع من موضوعاتى ..فلا تشكرنى ولكن أدع لي (في ظهر الغيب) بالآتياللهم اغفر لها ما تقدم من ذنبها و ما تأخر..
اللهم بارك لها في عمرها ...
و احسن خاتمتها...
واجزها الجنة هي وأهلها والمسلمين كلهم أجمعين
ولكم بالمثل إن شاء الله
سهم الدعجاني
منقول
سأبدأ من سطور قالها راعي المؤتمر خادم الحرمين الشريفين في كلمته الافتتاحية للمؤتمر الدولي الأول للجودة الشاملة في التعليم العام: ''وعلى الرغم من النجاح الذي تحقق خلال العقود الماضية في مجال نشر التعليم وإتاحته للجميع بتوفير مكان في المدرسة لكل طالب وطالبة من أبناء المملكة، فقد كان لزاماً علينا أن نواجه تحديات المرحلة الحالية والمستقبلية وأن نؤسس المشروع التربوي على مفاهيم الجودة والتميز..''.
وسأمر ببعض ما طرح من أوراق العمل في ذلك المؤتمر التحدي، وتحت محور تأهيل المعلمين في القرن الـ20، قدم البروفيسور تان أون سنغ عميد المعهد الوطني لإعداد المعلمين nie في سنغافورة تجربة بلاده فيما يتعلق بالتعليم الوطني، مؤكدا في ثنايا حديثه أن الاعتقاد السائد في ماليزيا هو أن التعليم يؤكد على القيم والأخلاق وأن الانبثاق المعرفي والتقني الذي يعيشه العالم جعل أطفالنا أمام واقع يصعب تنظيمه وترتيبه إلا من خلال تأصيل القيم والمبادئ في تعليمنا، وعن دور المعلمين في العملية التعليمية وجودتها قال: '' إن المعلم هو صلب الجودة في العملية التعليمية..''، وفيما يخص التدريب المهني للمعلمين في ماليزيا قال:'' إننا نولي ذوي الشهادات العليا أهمية خاصة في التعليم سواء على مستوى المفاضلة، أو التدريب، إضافة إلى المعايير الدقيقة لتدريب المديرين وترشيحهم للقيادة المدرسية''.
ثم أقف عند البيان الختامي للمؤتمر، الذي ضم عبارة مهمة في نظري:
'' لقد سعى المؤتمر الدولي الأول للجودة الشاملة في التعليم العام من خلال جلساته وورش العمل المصاحبة له وحلقات النقاش، إلى ما هو أبعد من نشر ثقافة الجودة وتنمية الوعي بأهمية مفهومها لدى صانعي القرار في مؤسسات التعليم العام، إلى التأكيد على ممارسات الجودة وتطبيقاتها والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة بما يسهم في رفع كفاءة النظام التربوي..''.
وأقف أكثر عند إشارات السيد فرانك إيقلس مستشار وزارة التربية والمهارات في إنجلترا عن القيادة باستخدام الجودة الشاملة لإحداث التغيير الفعال في المدرسة، وانطلق في حديثه من التأكيد على أهمية مرحلة القياس والقيمة المضافة للمدارس باعتبارها مؤسسات تربوية يجب إعداد الخطط الدراسية بشكل جيد واقتناع المعلمين بشكل تام بجودة المشاريع التعليمية للوصول للجودة الشاملة في التعليم العام.
وشرح السيد إيقلس الخطوات التي قامت بها المؤسسات التربوية في بريطانيا، موضحا أن خطة العمل بدأت بالتركيز التام على الفئة العمرية التي تبدأ من سن السادسة وحتى 17، من خلال إخضاع هذه الفئات لاختبارات القياس لتحقيق الجودة، مؤكداً أهمية التوسع في البحوث التربوية والدراسات الميدانية كخطط مرافقة لتحقيق الجودة في التعليم العام.
وهنا لا بد من الاتفاق على أنه يمكن للتربية والتعليم في بلادنا بعد هذا المؤتمر أن تؤتي ثمارها أو تحقق نجاحها في التنمية المستديمة والتقدم الشامل للمواطن السعودي إلا من خلال إجادة التعامل مع الجودة الشاملة كمنهج إداري وفلسفة بناء، فلن يقطف المواطن ـ في نظري ـ ثمرة المشاريع التعليمية والتربوية الرائدة التي حاولت وزارة التربية والتعليم في بلادنا، تحقيقها خلال السنوات الماضية، إلا إذا سعت الوزارة بقيادة الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد وزير التربية والتعليم إلى الارتقاء بجودة التعليم العام، وضبطت معاييره قبل وأثناء وبعد تنفيذ برامجها ومشاريعها التعليمية والتربوية الحالية والمستقبلية، ذلك أن العملية التعليمية عملية ديناميكية لا يناسبها أبدا الجمود ، بل لا بد أن تتأثر بالتطورات والتغيرات التعليمية المعاصرة، التي لا تتعارض مع ثوابتنا، والتي من بينها الجودة الشاملة التي تعتبرها مراكز البحث المعاصرة أحد أبرز الاتجاهات العالمية الحديثة في إدارة قطاع التربية والتعليم، كما أن تطبيق معايير الجودة الشاملة يعد من أبرز التحديات الداخلية التي تواجهها المؤسسات التعليمية السعودية هذه الأيام، في ظل الدعم الكبير لمشروعنا الوطني التربوي من خلال مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم العام.
وهنا يمكن اختصار مرحلة ما بعد المؤتمر في هدف محدد يهم المواطن السعودي بالدرجة الأولى، ألا وهو تجويد مخرجات منظومة العمل التربوي، في ضوء معايير مرجعية معتمدة، نعم مخرجات وطنية نافعة لذواتها وأهلها ووطنها.
أخيرا.. بين البيان الختامي للمؤتمر الذي جاء في مستوى طموح المشهد التربوي السعودي وتحويل التوصيات إلى قرارات على أرض الواقع لتصل ثمرتها إلى داخل حجرة الصف في كل مدرسة سعودية، هناك مسافة من العمل الجاد لبلورة مشروعنا التربوي الوطني ليعانق طموحات المواطن السعودي.[/CENTER]__________________اذا أعجبك موضوع من موضوعاتى ..فلا تشكرنى ولكن أدع لي (في ظهر الغيب) بالآتياللهم اغفر لها ما تقدم من ذنبها و ما تأخر..
اللهم بارك لها في عمرها ...
و احسن خاتمتها...
واجزها الجنة هي وأهلها والمسلمين كلهم أجمعين
ولكم بالمثل إن شاء الله
سهم الدعجاني
منقول