المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : د. جمل الليل : لا تطوير بدون إعادة تأهيل المعلمين والمؤسسة التعليمية والمناهج


سعيد الأحمدي2
2009-04-16, 06:38 PM
حوار : منال الشريف - جدة




دعت د. هيفاء رضا جمل الليل عميدة جامعة عفت الى اعادة تأهيل المعلمين والمؤسسة التعليمية والمناهج لمواكبة احتياجات العصر الراهن الذي يقوم على الاقتصاد المعرفي مؤكدة اهمية فسح المجال للمرأة لدراسة التخصصات العلمية التي ظلت حكرا على الرجال مثل الهندسة والالكترونيات وغيرها . وقالت في حوار خاص “للمدينة” لسنا بحاجة الى مجرد جامعات اكاديمية بل الى معامل حقيقية لدعم خطط التنمية . وشددت على اهمية تغيير الصورة النمطية عن المرأة السعودية من خلال فتح المجال امامها لاثبات كفاءتها في مختلف القطاعات وازالة كافة العقبات امامها في الفترة المقبلة . واكدت ثقتها في نجاح برنامج الابتعاث الذى التحق به 50 الف طالب وطالبة لسد العجز في التخصصات التي تحتاج لها مسيرة التنمية . واعربت عن سعادتها لتحول كلية عفت الى جامعة مؤكدة الالتزام بتأهيل الخريجات على افضل مستوى لأن النجاح الحقيقي يقاس من خلال القدرة على الاندماج في المجتمع والبراعة ومواكبة متغيرات العصر ومستجدات سوق العمل محليًا وإقليميًا وعالميًا . واكدت تطويرالتقنيات والوسائل التعليمية لتقديم خدمات الدراسة عن بعد، والتعليم الإلكتروني وإنشاء قسم للدراسات العليا (الماجستير والدكتوراة ) ومركز للبحوث .. وفيما يلي نص الحوار :
تطوير مؤسسات التعليم
** تحويل كلية عفت إلى جامعة كان أحد الاهداف الاساسية لكم.. فماذا أضاف لكم ؟
يعد تحويل كلية عفّت إلى جامعة بكلياتها الثلاث خلال فترة وجيزة من الزمن في عمر المنشآت التعليمية دليلا على استمرار دورها الرائد من أجل المساهمة في بناء مستقبل أفضل خدمةً للدين ثم الملك والوطن ثم العالم أجمع. وقد جاءت الموافقة بناء على توصية مجلس التعليم العالي بمثابة تأكيد لثقة كريمة نعتز بها لتكون دافعًا لبذل المزيد من الجهد والعطاء لمستقبل واعد، كما أتت ضمن استراتيجيات تطوير مؤسسات التعليم العالي وضمن جهود الوزارة بمساندة مؤسسات التعليم العالي الأهلي الجادة والمتميزة ببراعة برامجها التعليمية الموائمة للمسيرة التنموية ومستجدات سوق العمل .
مخرجات التعليم
** ما هي أبرز المشاريع التي تعتزمون البدء في تنفيذها مواكبة للتطور الجديد وذلك على صعيد البرامج والتقنيات في ظل الطفرة التعليمية الراهنة ؟
المشاريع المستقبلية ستكون ضمن مسارين الأول الأسس العامة لفلسفة الجامعة الجديدة ورسالتها من خلال قناعة مؤسسيها و القائمين عليها؛ وستكون الجامعة استمرارًا لما اعتمدناه في كلية عفّت سابقًا، لتحقيق رسالة رائدة النهضة التعليمية النسائية في المملكة صاحبة السمو الأميرة عفّت الثنيان آل سعود رحمها الله في النهوض بتعليم المرأة على جميع المستويات (من رياض الأطفال إلى التعليم العام فالتعليم العالي والدراسات العليا) . ويتمثل ذلك في التركيز على تأهيل مخرجاتها لأنّ النجاح الحقيقي يجب أن يقاس من خلال القدرة على الاندماج في المجتمع والبراعة في مجال العمل ومواكبة متغيرات العصر ومستجدات سوق العمل محليًا وإقليميًا وعالميًا بالاضافة الى مساندة التعليم الأهلي للتعليم العالي الحكومي واستيعاب تزايد أعداد الخريجين كما يشمل ذلك ايضا الاهتمام بالطالبة واعتبارها المحور الأساسي في العملية التعليمية، والتحول من الطريقة التقليدية إلى الطريقة الحديثة التي تعتمد على التعلم الذاتي والفكرة الخلاقة والبحث التطبيقي مع التركيز على اختيار أعضاء الهيئة التدريسية والكفاءات البشرية العاملة في الجامعة، والحرص على أن تكون على أعلى مستوى من القدرات العلمية والخبرات الواسعة، لتحقيق جودة التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع.
اما الشق الثاني فيشمل تطوير التقنيات والوسائل التعليمية لتقديم خدمات الدراسة عن بعد، والتعليم الإلكتروني إلى تطوير المكتبة لتصبح منارة للبحث العلميّ والحوار الثقافيّ ومصدرًا غنيًا بالمعلومات، والاهتمام بالتدريب المستمر وتطوير نظم التعليم المفتوح والتوسع به وتعميق صيغ التبادل، والتعاون العلمي، والبحثي، مع مؤسسات التعليم العالي المحلية والدولية. كما سيتم إنشاء قسم للدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه )، وليس من الضروري أن تقتصر هذه الدراسات على التخصصات المتوافرة في الجامعة، لأنّ ذلك سيعود على طالب الرسالة والجامعة المتفق معها، و قد بدأنا تفعيله بالفعل في طرح ماجستير إدارة الأعمال بالتعاون مع كلية ie للأعمال (انستيتيوت دي إمبريسا) في أسبانيا، والتي تصدرت المرتبة السادسة على الصعيد العالمي والثالثة على الصعيد الأوروبي حسب ما ورد في صحيفة الفايناشال تايمز 2009م، ولأول مرة تطرح جامعة عفّت برنامجًا أكاديميًا للجنسين فضلا عن الانتهاء من تأسيس مركز للبحوث، وسيتم تدشينه في أوائل العام الدراسي لعام 2009 – 2010م متمنين أن يقوم بين ظهرانيه بحث علمي يكون لمنجزاته شأن كبير.
المرأة السعودية
** التغيير الوزاري الجديد كان رسالة مختلفة عما سبق .. كيف نظرتم الى هذا الامر ؟
ان وصول امرأة للمرة الأولى إلى منصب نائب وزير له مدلولات واضحة على توجّه القيادة نحو تعزيز دور المرأة في خدمة المجتمع. إنها بالفعل تغييرات تستحق كل التقدير والاهتمام، باعتبارها إحدى حلقات السلسلة الإصلاحية التي تبنّاها الملك عبدالله حتى قبل توليه الحكم، كما تمثل بوابة لتغيير أوضاع المرأة، وتعزيز فكرة الإصلاح وتجدد الدماء الوزارية، وقد تتبعها خطوات أخرى تتوجها الدولة بدخول المرأة مجلس الوزراء. كما تشير اننا على أعتاب مرحلة مهمة للمرأة السعودية، بالأمس تم اختيارها نائبة لوزير التربية والتعليم، وسيأتي يوم نراها تتقلد فيه منصبًا وزاريًا، ويتبعها بلا شك تعيين نساء في مجلس الشورى، وأرى أن ذلك بداية لاحداث اهم إذ ستحصل المرأة على كامل حقوقها بإذن الله .
انتقاد التعليم العالي
** ثارت اشكاليات وانتقادات عديدة في الاونة الاخيرة بشأن اوضاع التعليم العالي ومدى مواكبته لمجالات العمل ؟
لاشك ان المطالب متنوعة وعديدة، ويمكن أن نوجزها في مسارين أساسيين مرتبطين ببعضهما البعض وهما التعليم الجامعي ومجالات العمل: ففي التعليم العالي النسائي يجب إعادة هندسة هيكلته وضمان ترابطه العضوي مع سوق العمل بما يتماشى مع الألفية الثالثة ومتطلباتها؛ وذلك بأن يُفسح للمرأة المجال في أن تنال حظها من التخصصات العلمية التي كانت حكرًا على الرجال؛كالهندسة التقنية، وهندسة الكمبيوتر، وهندسة النظم، والهندسة الكهربائية، و الهندسة المعمارية، و الهندسة الوراثية، و تخصصات في التصنيع وخاصة الإلكترونيات، وتخصص الصيانة الكهربائية، و ترجمة ولغات، والإعلام، و خدمة مجتمع، ورعاية مسنين، ورعاية معاقين، و تخصص إرشاد أسري، وعلاقات عامة، والمحاماة .إلخ.
أما في مجال العمل فإن استحداث هذه التخصصات يفتح لها المجال أن تدخل باب العمل من مناحي عديدة غير مقتصرة على التعليم والصحة، إضافة إلى حقها في أن تعمل في جميع القطاعات الحكومية والخاصة مثل الرجل بما يتوافق مع مبادئ الشريعة .
تطوير التعليم
** ما هو الملف الذي تريدين تقديمه لوزير التعليم العالي ووزير التربية والتعليم .. وماذا تريدين أن تهمسين في أذن الدكتورة نورة الفايز ؟
الملف الذي أريد تقديمه لرئتي المجتمع وحجر الزاوية للتنمية المستدامة؛ أن نضع أيدينا جميعًا مع ولاة أمورنا في بوتقة واحدة لنجعل من مجتمعنا منتجًا معرفيًا وحضاريًا لا مستهلكًا لهما، وذلك بما يتماشى مع التغيرات الأخيرة التي أقرها خادم الحرمين والتي أتت في سياق ما يُعرف بالدولة الحديثة العصرية، فالملك يضع بهذه التغييرات جوهر الدولة الحديثة التي تقوم على مؤسسات فاعلة ومتحركة ذات تأثير في البناء المجتمعي بأكمله، والتعليم يأتي في قمة هرم هذه المؤسسات، ويتطلب ذلك فهم وإدراك واقع التعليم بكل مستوياته وأنماطه لتنتقل بعدها إلى مرحلة التطوير والتغيير والتحديث وفقًا لقيمنا وثوابتنا العريقة وكذلك ان يتحول المجتمع بمعظم كينونته إلى مجتمع متعلم في كل اتجاهاته الأفقية والرأسية، ولكن ومع التطورات المجتمعية المتلاحقة في العالم بأسره أصبح من اللازم إحداث قفزات أخرى أكثر حداثة وتطورًا ليس في الجانب الكمي فقط بل والنوعي أيضاً. ولاشك انه يجب اعادة هيكلة أضلاع العملية التعليمية من خلال إعادة تأهيل المعلم الحالي، إلى المعلم المستقبلي بما يتوافق وطبيعة المرحلة المقبلة، وكذلك المؤسسة التعليمية في إمكانياتها وكفاءتها الوظيفية، لتتحول إلى مؤسسة تعليمية عصرية قادرة على إعداد الطالب والطالبة للمراحل التعليمية الأعلى، والتجاوب مع متطلباتها المعرفية والتأهيلية العليا. وثالث أضلاع العملية التعليمية المناهج فالوقت والحياة يستدعيان بكل معاني الضرورة إعدادها بما يتناسب ومفاهيم بناء حقيقي لمجتمع فعال في عصر الاقتصاد المعرفي، فما كان متناسباً مع الأمس ليس بالضرورة أن يكون صالحاً للحاضر، فنحن لسنا في حاجة إلى مؤسسات تعليمية وإلى جامعات وهيئات أكاديمية (كوجود) فقط، بل إلى تحويل هذه المؤسسات إلى معامل حقيقية لتلبية متطلبات التنمية ليس في شقها الأفقي فقط، بل والأهم في تطورها الرأسي لنكون مجتمعاً إنسانياً منتجاً بكل معنى الكلمة، ورسالتي للدكتورة نورة الفايز بأن تعيينها بهذا المنصب يعتبر خطوة كبيرة في مسار خدمة تعليم البنات وتحطيم الحواجز التي تقف أمامه.
الصورة النمطية للمرأة
** يشكو البعض من عدم الاستفادة من قدرات المرأة السعودية والصورة النمطية المستمرة لها منذ سنوات .. كيف يمكن تفعيل وضع المرأة حاليا ؟
بالفعل نحن بحاجة الى إعادة النظر في وضع المرأة وتصحيح الصورة النمطية التي تكرست لفترة طويلة عنها وتوعية المجتمع بأنها ركن أساسي من أركان التنمية مع فتح العديد من الفرص الاجتماعية والاقتصادية أمامها والعمل على إزالة كافة الصعوبات التي تواجهها كما نتطلع الى توظيفها والاستفادة من قدراتها في مواقع هي بأمس الحاجة لوجودها مثل مراكز الشرطة و المحاكم، وكذلك ايجاد تخصصات غابت عنها المرأة قد تبدع فيها كالطب الجنائي وغيره من المجالات.
وأتطلع في الفترة المقبلة الى تقليد المرأة مناصب قيادية هامة في مجالات أخرى غير التعليم والصحة مما يجعلها في مواقع صنع واتخاذ القرار وإنشاء وزارة خاصة لشؤون المرأة .
الرسوم الدراسية
** الرسوم الدراسية للجامعات الأهلية في تزايد .. فما ذنب الطالب إن كان من أسرة فقيرة ولم يتمكن من الحصول على معدل القبول ؟
حظي التعليم بدعم كبير من حكومتنا الرشيدة واستطاع تحقيق قفزات كبيرة ادت الى زيادة أعداد الصروح التعليمية على جميع الأصعدة مما أتاح لطالب العلم فرصًا متنوعة للدراسة لاسيما في المرحلة ما فوق الثانوية والتي تتراوح ما بين جامعات وكليات ومعاهد تدريبية وفنية استوعبت أكثر الخريجين، فالطالب اليوم إن لم يتمكن من الحصول على معدل القبول في الجامعات الحكومية او الأهلية بسبب رسومها المرتفعة، فأمامه فرص أخرى متنوعة كالمعاهد والمراكز التدريبية والفنية التي تؤهله بدورها لدخول سوق العمل وهي متوافرة إما في القطاع الحكومي او الأهلي حيث تتبناها كثير من مؤسسات الخدمة الاجتماعية سعيًا وراء تأهيل أفراد المجتمع بما يتوافق مع مسيرة الوطن التنموية.
عودة الابتعاث
** في ظل ابتعاث 50 ألف طالب للخارج لدراسة التخصصات العملية .. كيف تنظرين الى مستقبل هؤلاء في ظل عدم التزام اي جهة بتعيينهم عند العودة ؟
المستقبل في صالح هؤلاء المبتعثين لأن نظام الابتعاث الذي طرحته حكومة خادم الحرمين انطلق من خلال رؤيه تحليلية و جدوى اقتصادية مدروسة بالتركيز على تخصصات متنوعة وضرورية يحتاجها الوطن وسوق العمل خاصة بعد انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية وما تشهده اليوم من نمو متسارع في المجال التقني والاقتصاد المعرفي والقطاع المصرفي والاستثماري على حدٍ سواء بالإضافة إلى السياحة الدينية ومتطلباتها الأكاديمية التدريبية واللغوية.