تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خدمة ( الخفَّاش) للطِّب!!


مجموعة آل سهيل الدعوية
2011-02-27, 02:52 AM
خدمة ( الخفَّاش) للطِّب!!

التمهيد :
تحقَّقَ حِلم الأطّباء بفضل الله ِ ثمَّ بفضل انتشار استخدام الكهرباء في المجالات الطبيَّة المُختلِفة , حيثُ أمكنَ تسجيل التغييرات الفسيولوجيَّة داخِل الجِسم , ومنها ما يتعلَّق بالضغط ودرجَة الحرارة ومقدار الحُموضة وشدّة الاشعاع وغير ذلك , بدون إجراء عمليّات جراحيَّة أو عمليات أُخرى _ مثل التخدير _ التي تُغيِّر من نظام الجِسم ونشاطِه العادي .
ولقد أسهمتْ المُعدِّات الكهربائيّة الحديثة في تحقيق هذا الحِلم ..
وسنعرض هُنا مجال استخدام الطاقة فوق الصوتيّة , وهي أحدى الصُور التي تُنتجها المُعدَّات الكهربائيّة الحديثة , في التطبيب والتشخيص والقياسات البيولجيّة .

خدمة الخفَّاش :
إنَّ من بَديعِ صُنعِ الله أنْ جعَل الحيوان سبَّاقاً في هذا المجال , ومنه تعلَّم الإنسان الكثير , فقد لاحظَ الإنسان أنَّ بعض الحيوانات كالخفّاش تسلُك نظاماً للتّتبُّع والإرشاد عن طريق إرسال موجات فوق الصوتيًّة " أو موجات الصوت الصامت " الذي لا تسمعه أُذن الإنسان وتستقبل ما يرتدُّ من هذه الموجات, ومنها يستطيع الخفَّاش أنْ يكتشف ما يرتدُّ منها , مهما كان مقدار الضوضاء عالياً كما يستطيع أنْ يُميِّز بين بعض الأصداء المُرتدَّة من الحشرات وبين تِلك المرتدة من أغصان الأشجار أو المباني حيثُ يجب أنْ يتفاداها في الحال .
وقد ساعدت هذه الظاهرة العُلماء في حلِّ الكثير من الأسرار التي أحدثت انقلاباً في معدِّات الإرشاد والكشف الإلكتروني وكثيراً من الاستخدامات الإلكترونيّة المُختلِفة .

س/ كيف أمكَن إنتاج هذه الموجات ؟وكيف أمكن استخدامها في العِلاج ؟
يُمكن إنتاج الموجات فوق الصوتيَّة بتعريض شريحة مسطّحة من الكوارتز _ الكوارتز هو : معدن إذا تعرّض لجُهد آلي فإنَّه يُولِّد تيّارا كهربائيَّا , وفي حالة تعريض بلّورة الكوارتز لمجال كهربائي فإنّها تهتز وتتذبذب بتردُّد معيّن يتّسم بالانتظام والدقَّة العالية _ قطرها أربعة سنتيمترات لِمجال كهربائي يتغيَّر بمعدَّل عدَّة ملايين الذبذبات في الثانيَة , فتهتز شريحة الكوارتز بنفس التردُّد وتنطلِق منها الموجات فوق الصوتيّة .
فإذا قرّبنا هذه الشريحة إلى الجِسم , فإنَّ ضغط الهواء الموجود بينهما يتغيَّر بالزيادة والنقصان مُحدِثاً موجات تضاغطيّة تضغط العضو وتؤثِّر بدورها على ما بداخله فتهزُّه , وبذلك تنتقل طاقة الموجات فوق الصوتيَّة إلى داخِل العضو , وباحتكاك الجُزيئات الميكروسكوبيّة الموجودة بالأنسجة داخِل العضو المُعرَّض لَها تتحوَّل هذه الطاقة إلى طاقة حراريّة , حيث ترتفع درجة حرارتها إلى قدرٍ كافي لعلاج الألام الروماتيزميّة وألام المفاصِل دونَ تأثيرٍ يُذكَر على الجِلد , كذلك يُمكِن تدليك الخلايا البشريَّة بالموجات فوق الصوتيّة تدليكاً دقيقاً ليزداد إمدادها بالدم , هذا بجانِب استخدامها في عمل التغييرات الكيميائيَّة داخِل الخلايا نفسها .

وكذلك يُمكِنك استخدام الموجات فوق الصوتيّة في تشخيص بعض أنواع السرطان وأمراض الكلية والأجسام الغريبة في العين وتليُّف الكبد إلى غير ذلك ..

وبمجرَّد إطلاق هذه الموجات على العضو المُراد اختباره , فإنَّها إنْ قابلَت أي تغيير في الوسط الذي تمر فِيه فإنَّها ترتدُّ ,وباستقبال ما يرتدُّ منها يُمكِن رؤية الأنسجة الدقيقة والتي لا يُمكِن الحصول عليها عنْ طريق استخدام الأشعّة السينيّة .


أخيرا :
إنَّ هذا الاختراع النافِع, وليد التأمُّل الارتقائي لمخلوقات الله , وقد نشأ عنه تقدُّم طبيٌّ يُعدُّ ثورةً إيجابيَّة في علم الطِّب , ولو رجعنا للسبب الحقيقي لوجدناه مُنحصراً في قوم أعملوا عُقولهم في التأمُّل في مخلوقاتِ الله , فأحسنوا في هذا الباب وأجادوا , ونحن كملسمين أولى أنْ نُشغَل أنفسُنا بالتأمُّل في مخلوقاتِ الله وأخذِ الدروسِ والعِبر مِنها , إذْ أنَّ ديننا يحثّنا على التأمُّل في مواضعَ كثيرة .



من بحث : سهيل عمر عبدالله سهيل الشريف .

المصدر: "الموسوعة العلميّة المصورّة" بإشراف الدكتور : أنور عبدالواحدِ ,ومصادِر أُخرى لتعزيز البحث .