تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أحكام وضوابط العورات في الطب الإسلامي1


ابو الحربي
2011-02-26, 01:54 PM
وماذا عن الجراح الذي قد يتناول الثديين بالجس والحس ليطمئن إلى خلوهما من ورمة قد تكون سرطانية وما الفرق فيما تقع عليه العين بين عملية البواسير أو النواسير فى الشرج وعملية زلق العجان الممزق بعد الولادة .
الحق ان فى العمل الطي اعتبارات خاصة لاتكمن الا فيه فالجسم فيه تركيب وتشريح وتكوين سوي أوغير سوي ولقد يكمن المرض فى جزء دون جزء أو يحل جهازا فى الجسم فينعكس على جهاز آخر أو على الجسم كله .
وينظر الطبيب إلى الجسم نظرة المهندس إلى البناء أوالميكانيكي إلى الماكينة ولايعود البصر ولا البصيرة يترجم الجسم إلى فتنة او عورة أو غواية أو إغراء كما هو الحال خارج الممارسات الطبية وعملية إعداد الشاب والفتاة ليكونا طبيبا وطبيبة تسبكهما فى هذا القالب الحرفي الذى قد لايراه من لم يكن من أهل المهنة يبدأ ذلك من أول الطريق خلال دراسة تشريح جسم الانسان وتركيبه ووظائف أعضائه وتداخل هذه الوظائف واشتباكها ثم فى باقي الطريق فى دراسة الانسان وكيف يصح وكيف يمرض وكيف يعالج ولوصحب هذا الاعداد تزكية للإيمان والتقوي وتنشئة على الخلق القويم لانعدمت تلك النماذج الشاذة والنادرة والخارجة التى نسمع بها بين آن وآن آخر فى كل زمان ومكان والتى توخت منها المهنة الطبية فجعلت من ركائز دستورها أن فحص الطبيب لمريض من الجنس الآخر لابد وأن يكون فى حضور طرف ثالث من المهنة الطبية هو عادة الممرضة أو مثلها .
وآراء فقهاء المسلمين فى القديم والحديث على هذا الرأي ولهم منذ مئات السنين احكام تعد بمقاييس عصرنا غاية فى الاستنارة وسعة الأفق وتفهم روح الشريعة ونصوصها جامعين فى ذلك ما بين العاطفة الإسلامية الدافئة والعقل المسلم الرصين والادلة على ذلك كثيرة فإن أردنا المثال لا الحصر طالعنا فى الجزء السادس من كتاب المغني لابن قدامه ص 558 قوله " ويباح للطبيب النظر إلى ما تدعو إليه الحاجة من بدنها من العورة وغيرها فإنه موضع حاجة " .