شذى القرنفل
2011-02-23, 09:48 AM
إنَّ إيجادَ البيئةِ اللغويةِ السليمةِ للطفلِ العربيِّ هي الحلُّ الأمثلُ للإبداع والتميُّزِ عند الطلابِ العربِ ، وما حصلَ التقصيرُ عندهم إلا بسببِ عدمِ إتقانِهم لغةَ العلمِ والمعرفةِ .
وأعجبُ كثيرًا من التدريس باللغةِ العاميةِ في المدارس (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B 3+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A+%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%A F%D8%AB+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%AD%D9%89&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-02-23&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)ِ العربيةِ على الرُّغمِ من أنَّ لغةَ الكتبِ والمناهجِ هي العربيةُ الفصحى .
بل أستغربُ كثيرًا من تدريسِ بعضِ العلومِ ، مثلَ الطبِّ والهندسةِ ، في أغلب الجامعاتِ باللغةِ الإنجليزيةِ ، على الرُّغمِ من الثروةِ اللغويةِ الكبيرةِ في اللغةِ العربيةِ، وقد اختارها الله - عزَّ وجَلَّ - لغةً لكتابِهِ الكريمِ ، وهو الأعلمُ بما يَصْلُحُ لنا ، فقد اختارَ أفصحَ لغةٍ ، وأعظمَ لغةٍ .
قال « حافظ إبراهيم » :
وَسِعْتُ كِتَابَ الله لَفْظَاً وغَايَــةً
فكيف أَضِيقُ اليومَ عن وَصْفِ آلَةٍ
أنا البحرُ في أحشائِهِ الدرُّ كَامِـنٌ
وَمَا ضِقْتُ عن آيٍ بهِ وَعِظِـاتِ
وتنسيـقِ أَسْمَـاءٍ لمُخْتَرَعَـاتِ
فهل سَاءَلُوا الغَوَّاصَ عن صَدَفَاتي
إلا أنَّ مناهج التعليم - وياللأسف - عَدَلَتْ عن هذه اللغةِ ، واختارتِ اللغةَ الإنجليزيةَ ، ولم يخترْ أحدٌ من الشعوبِ الإنجليزيةَ لغةً في التعليمِ إلا العربِ ، بينما الفرنسيونَ - مثلاً - يُدَرِّسون علم الطب بالفرنسية ، والألمانيون بالألمانيةِ ، والإسبانيون بالإسبانيةِ ، والروسيون بالروسيةِ ، بل الإسرائيليون الشِّرْذِمَةِ القليلةِ يُدرِّسون الطبَ بالعبريةِ ، اللغةِ القليلةِ المفرداتِ الفقيرةِ ، التي (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B 3+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A+%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%A F%D8%AB+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%AD%D9%89&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-02-23&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) لا يتكلمُ بها إلا عددٌ قليلٌ جدًّا من الناس .
وأنا أُؤْمِنُ إيمانًا يقينيًّا بأنَّ مَنْ دَرَسَ عِلْمًا ما بلغتِهِ أَبْدَعَ بِهِ.
وقد حدثني بعضُ الأصدقاءِ ممن يدرسُ في كليةِ الطبِّ بأنَّ مادةَ ( الطب الشرعي ) وهي بالعربي يأخذونَ فيها أعلى الدرجاتِ ، وعندهم موادٌّ أخرى إنجليزية لا تزيد صفحاتُها عن مئةِ صفحةٍ يأخذونَ بها درجاتٍ منخفضةً ، وهذا على مستوى الكليةِ .
ولتوضيح سَبَبِ الضعفِ في القراءَةِ أقولُ : إنَّ المعرفةَ منظمةٌ في الدماغ الإنساني في برامِجَ خاصةٍ ، والعينُ تلتقِطُ الرُّموزَ الصُّورِيَّةَ للحرفِ أو الكلمةِ في أثناءِ القراءَةِ، وترسِلُ هذه الرموزَ إلى وِحْدَاتِ المعرفةِ في الدماغِ ، وتُتَرْجَمُ من صورةٍ إلى صدى .
فالرسمُ الكتابيُّ الواحدُ أو ( الرمز ) له صورةٌ وصدًى ومعنًى ، ومجموعُ رموزٍ معينةٍ تأخذُ معنًى أو مضمونًا .
ويستطيعُ الفردُ تحديدُ المعنى الخاصِّ لبعضِ الرموزِ بمجردِ رؤيتِها .
وكلما اكتسبَ الفردُ مهاراتٍ قرائيَّةً أكثرَ تكونُ هذه الخطواتُ عنده سريعةً وذاتِيَّةً .
وكثيرًا ما يقرأُ الأطفالُ في البدايةِ من غيرِ فَهْمٍ ، فإذا أدرَكَ الصدى ( صوتَ الكلمةِ ) وفَهِمَ المعنى ضَمَّ الرمزَ بعد ذلك ، فيتقنُ القراءةَ ، وتَكْثُرُ ثروتُهُ اللغويةُ .
وفي حالةِ ازدواجيَّةِ اللغةِ يتعلَّمُ الطفلُ اللغةَ الفصحى مِنْ غيرِ معرفةِ الرموزِ والأصواتِ، فلا يتمكنُ دِمَاغُهُ من الرَّبْطِ بين [ الرمزِ + الصوتِ + المعنى ] ، فضلاً عن قواعد الإعراب الحادثة ، وتكونُ القراءةُ عندَهُ مشوشةً ، وغيرَ ناجحةٍ ، وبالأخصِّ عندما يختلفُ صوتُ الكلمةِ الفُصحى عن العاميةِ ويتفقُ المعنى ، فهذا يؤدي إلى بَلْبَلَةِ ذِهْنِ الطفلِ ، والإرهاقِ الشديدِ في فهمِهِ للمقروءِ ، والشعورِ بالعجزِ عن القراءَةِ السليمةِ والسريعةِ ، وفِقْدَانِ الثقةِ بالنفسِ ، وتُصْبِحُ المدرسةُ عليه عِبْئًا ثَقِيلاً .
وهذه مشكلةٌ عامَّةٌ في الدول العربيةِ سَبَّبَتْ ابتعاد الناشئة عن التعلُّم .
وفي دراسةٍ علميةٍ عن أسبابِ الفشلِ الدراسي ، ظَهَرَتِ النتيجةُ أنَّ عَدَمَ فَهْمِ المقروءِ هو السَّبَبُ ؛ وهذا ناتِجٌ عن اختلافِ ثروةِ الطفلِ اللغويةِ المكتسبةِ من الحياةِ اليومِيَّةِ عَمَّا يَضْطَرُّ لتعلُّمِهِ في المدرسةِ في المراحلِ الأولى.
والحلُّ لذلك الوضعِ هو التواصلُ بين المعلِّمِ والطالبِ بالفصحى (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B 3+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A+%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%A F%D8%AB+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%AD%D9%89&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-02-23&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) ، وإكثارُ القراءةِ بالفصحى (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B 3+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A+%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%A F%D8%AB+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%AD%D9%89&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-02-23&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) أمامَ الطفلِ بمرافقةِ صُورٍ وكلماتٍ مكتوبةٍ ، فهذا يُسْهِمُ في إثراءِ معجمهِ اللُّغَوِي الفَصِيح ، ويُسَهِّل عليه اكتسابَ اللغةِ ، والنَّجَاحَ في الدِّرَاسَةِ في كلِّ المراحِلِ بشكلٍ عامٍّ .
والباحثةُ الأمريكيةُ « جيل جينكنز » من جامعة بريغام يونغ ، في ولاية يوتا الأمريكية، عَمِلَتْ دراسةً علميةً عن أَثَرِ التدريسِ باللغةِ العربيةِ الفصحى ، والتواصُلِ المستمرِّ بين المعلمِ والطالبِ كلَّ اليومِ بالفصحى (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B 3+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A+%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%A F%D8%AB+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%AD%D9%89&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-02-23&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) على مستواهم العلمي، وحَصَلَتْ بهذه الدراسةِ على « درجةِ الماجستيرِ » في اللغاتِ ، وعددُ صفحاتِها يزيدُ عن مئةِ صفحةٍ أَثْبَتَتْ أنَّ الطلابَ الذين دَرَسُوا في روضةِ الأزهارِ العربيةِ التي (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B 3+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A+%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%A F%D8%AB+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%AD%D9%89&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-02-23&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) تَعْتَمِدُ مَبْدَأَ التواصُلِ الشَّفَهِيِّ بالفصحى (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B 3+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A+%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%A F%D8%AB+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%AD%D9%89&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-02-23&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) كلَّ اليومِ الدراسي مستواهم في مادتي القراءةِ والكتابةِ أعلى من طلابِ الروضاتِ الأُخرى ، وعندما تابَعَتْهم في المرحلةِ الابتدائيةِ في المدارس (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B 3+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A+%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%A F%D8%AB+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%AD%D9%89&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-02-23&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)ِ الحكوميةِ وَجَدَتْ أنَّ درجاتِهم لا زالتْ أعلى من درجاتِ أقرانِهم مِمَّن دَرَسُوا في روضاتٍ أُخْرَى ، أو لم يَدْرُسُوا في الروضةِ أصلاً .
فالقدرةُ الدِّمَاغِيَّةُ عندهم على تعلُّمِ اللغةِ أخذتْ حَظَّها من العلمِ ، وأَثَّرّتْ في ثقافتِهم وذكائِهم ، وفي إبداعِهم ، وآتت ثِمَارَها .
وأَدْعُو القُرَّاءَ الكِرَامَ أنْ يَطَّلِعُوا على هذه الدراسةِ المُتَرْجَمَةِ .
وأَمَلِي أنْ تُعْقَدَ دِرَاسَاتٌ عِلْمِيَّةٌ مثلُها على بعضِ الروضاتِ التي (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B 3+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A+%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%A F%D8%AB+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%AD%D9%89&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-02-23&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) تُطَبِّقُ برنامج
« التَّغْطِيسِ بالفصحى (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B 3+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A+%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%A F%D8%AB+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%AD%D9%89&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-02-23&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) » ، مثل روضةِ الفصحى الأهلية في المدينة المنورة ، وروضاتِ بعضِ المدراسِ في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية ، مثل رياض الإيمان، والتربية الأهلية ، والحصان ، والبسام .
ومدارس التربية الإسلامية للبنات بالرياض .
وكذلك في المرحلة الابتدائية ، مثل المدارس (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B 3+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A+%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%A F%D8%AB+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%AD%D9%89&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-02-23&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) السعودية ، والفلاح بمدينة الرياض .
ويشرفُ على هذا البرنامَجِ في هذه المدارس (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B 3+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A+%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%A F%D8%AB+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%AD%D9%89&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-02-23&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) متخصصونَ ، وقد تحدَّث المعلمون في هذه المدارس (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B 3+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A+%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%A F%D8%AB+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%AD%D9%89&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-02-23&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) عن النتائج الإيجابية الكثيرة لتطبيق هذا البرنامج .
كتبه : د. محمد بن محمود فجال ، جامعة الملك سعود ، كلية الآداب ، الرياض .
إن من نعم الله علينا أن جعلنا من أمة عربية وكتابها عربي مبين
فلنحافظ عليها في كل زمان ونجعلها رمزاَ لنا
بارك الله في المدارس التي تحافظ على هذه الثروة
تقبلوا مروري
http://row.bc.yahoo.com/b?P=rZFWAdkMBGDCvBgoS4.amg3uvDQY8k1knlIAB.AO&T=14i3saia0%2fX%3d1298439762%2fE%3d2142651654%2fR% 3dxablg%2fK%3d5%2fV%3d8.1%2fW%3d0R%2fY%3dAE%2fF%3d 3889458667%2fH%3dcG49Im1ha3Rvb2Ii%2fQ%3d-1%2fS%3d1%2fJ%3d5B030CD9&U=129jgijg3%2fN%3dJyE5rVf4axA-%2fC%3d-1%2fD%3dZ%2fB%3d-1%2fV%3d0
وأعجبُ كثيرًا من التدريس باللغةِ العاميةِ في المدارس (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B 3+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A+%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%A F%D8%AB+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%AD%D9%89&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-02-23&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)ِ العربيةِ على الرُّغمِ من أنَّ لغةَ الكتبِ والمناهجِ هي العربيةُ الفصحى .
بل أستغربُ كثيرًا من تدريسِ بعضِ العلومِ ، مثلَ الطبِّ والهندسةِ ، في أغلب الجامعاتِ باللغةِ الإنجليزيةِ ، على الرُّغمِ من الثروةِ اللغويةِ الكبيرةِ في اللغةِ العربيةِ، وقد اختارها الله - عزَّ وجَلَّ - لغةً لكتابِهِ الكريمِ ، وهو الأعلمُ بما يَصْلُحُ لنا ، فقد اختارَ أفصحَ لغةٍ ، وأعظمَ لغةٍ .
قال « حافظ إبراهيم » :
وَسِعْتُ كِتَابَ الله لَفْظَاً وغَايَــةً
فكيف أَضِيقُ اليومَ عن وَصْفِ آلَةٍ
أنا البحرُ في أحشائِهِ الدرُّ كَامِـنٌ
وَمَا ضِقْتُ عن آيٍ بهِ وَعِظِـاتِ
وتنسيـقِ أَسْمَـاءٍ لمُخْتَرَعَـاتِ
فهل سَاءَلُوا الغَوَّاصَ عن صَدَفَاتي
إلا أنَّ مناهج التعليم - وياللأسف - عَدَلَتْ عن هذه اللغةِ ، واختارتِ اللغةَ الإنجليزيةَ ، ولم يخترْ أحدٌ من الشعوبِ الإنجليزيةَ لغةً في التعليمِ إلا العربِ ، بينما الفرنسيونَ - مثلاً - يُدَرِّسون علم الطب بالفرنسية ، والألمانيون بالألمانيةِ ، والإسبانيون بالإسبانيةِ ، والروسيون بالروسيةِ ، بل الإسرائيليون الشِّرْذِمَةِ القليلةِ يُدرِّسون الطبَ بالعبريةِ ، اللغةِ القليلةِ المفرداتِ الفقيرةِ ، التي (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B 3+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A+%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%A F%D8%AB+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%AD%D9%89&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-02-23&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) لا يتكلمُ بها إلا عددٌ قليلٌ جدًّا من الناس .
وأنا أُؤْمِنُ إيمانًا يقينيًّا بأنَّ مَنْ دَرَسَ عِلْمًا ما بلغتِهِ أَبْدَعَ بِهِ.
وقد حدثني بعضُ الأصدقاءِ ممن يدرسُ في كليةِ الطبِّ بأنَّ مادةَ ( الطب الشرعي ) وهي بالعربي يأخذونَ فيها أعلى الدرجاتِ ، وعندهم موادٌّ أخرى إنجليزية لا تزيد صفحاتُها عن مئةِ صفحةٍ يأخذونَ بها درجاتٍ منخفضةً ، وهذا على مستوى الكليةِ .
ولتوضيح سَبَبِ الضعفِ في القراءَةِ أقولُ : إنَّ المعرفةَ منظمةٌ في الدماغ الإنساني في برامِجَ خاصةٍ ، والعينُ تلتقِطُ الرُّموزَ الصُّورِيَّةَ للحرفِ أو الكلمةِ في أثناءِ القراءَةِ، وترسِلُ هذه الرموزَ إلى وِحْدَاتِ المعرفةِ في الدماغِ ، وتُتَرْجَمُ من صورةٍ إلى صدى .
فالرسمُ الكتابيُّ الواحدُ أو ( الرمز ) له صورةٌ وصدًى ومعنًى ، ومجموعُ رموزٍ معينةٍ تأخذُ معنًى أو مضمونًا .
ويستطيعُ الفردُ تحديدُ المعنى الخاصِّ لبعضِ الرموزِ بمجردِ رؤيتِها .
وكلما اكتسبَ الفردُ مهاراتٍ قرائيَّةً أكثرَ تكونُ هذه الخطواتُ عنده سريعةً وذاتِيَّةً .
وكثيرًا ما يقرأُ الأطفالُ في البدايةِ من غيرِ فَهْمٍ ، فإذا أدرَكَ الصدى ( صوتَ الكلمةِ ) وفَهِمَ المعنى ضَمَّ الرمزَ بعد ذلك ، فيتقنُ القراءةَ ، وتَكْثُرُ ثروتُهُ اللغويةُ .
وفي حالةِ ازدواجيَّةِ اللغةِ يتعلَّمُ الطفلُ اللغةَ الفصحى مِنْ غيرِ معرفةِ الرموزِ والأصواتِ، فلا يتمكنُ دِمَاغُهُ من الرَّبْطِ بين [ الرمزِ + الصوتِ + المعنى ] ، فضلاً عن قواعد الإعراب الحادثة ، وتكونُ القراءةُ عندَهُ مشوشةً ، وغيرَ ناجحةٍ ، وبالأخصِّ عندما يختلفُ صوتُ الكلمةِ الفُصحى عن العاميةِ ويتفقُ المعنى ، فهذا يؤدي إلى بَلْبَلَةِ ذِهْنِ الطفلِ ، والإرهاقِ الشديدِ في فهمِهِ للمقروءِ ، والشعورِ بالعجزِ عن القراءَةِ السليمةِ والسريعةِ ، وفِقْدَانِ الثقةِ بالنفسِ ، وتُصْبِحُ المدرسةُ عليه عِبْئًا ثَقِيلاً .
وهذه مشكلةٌ عامَّةٌ في الدول العربيةِ سَبَّبَتْ ابتعاد الناشئة عن التعلُّم .
وفي دراسةٍ علميةٍ عن أسبابِ الفشلِ الدراسي ، ظَهَرَتِ النتيجةُ أنَّ عَدَمَ فَهْمِ المقروءِ هو السَّبَبُ ؛ وهذا ناتِجٌ عن اختلافِ ثروةِ الطفلِ اللغويةِ المكتسبةِ من الحياةِ اليومِيَّةِ عَمَّا يَضْطَرُّ لتعلُّمِهِ في المدرسةِ في المراحلِ الأولى.
والحلُّ لذلك الوضعِ هو التواصلُ بين المعلِّمِ والطالبِ بالفصحى (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B 3+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A+%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%A F%D8%AB+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%AD%D9%89&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-02-23&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) ، وإكثارُ القراءةِ بالفصحى (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B 3+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A+%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%A F%D8%AB+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%AD%D9%89&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-02-23&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) أمامَ الطفلِ بمرافقةِ صُورٍ وكلماتٍ مكتوبةٍ ، فهذا يُسْهِمُ في إثراءِ معجمهِ اللُّغَوِي الفَصِيح ، ويُسَهِّل عليه اكتسابَ اللغةِ ، والنَّجَاحَ في الدِّرَاسَةِ في كلِّ المراحِلِ بشكلٍ عامٍّ .
والباحثةُ الأمريكيةُ « جيل جينكنز » من جامعة بريغام يونغ ، في ولاية يوتا الأمريكية، عَمِلَتْ دراسةً علميةً عن أَثَرِ التدريسِ باللغةِ العربيةِ الفصحى ، والتواصُلِ المستمرِّ بين المعلمِ والطالبِ كلَّ اليومِ بالفصحى (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B 3+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A+%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%A F%D8%AB+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%AD%D9%89&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-02-23&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) على مستواهم العلمي، وحَصَلَتْ بهذه الدراسةِ على « درجةِ الماجستيرِ » في اللغاتِ ، وعددُ صفحاتِها يزيدُ عن مئةِ صفحةٍ أَثْبَتَتْ أنَّ الطلابَ الذين دَرَسُوا في روضةِ الأزهارِ العربيةِ التي (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B 3+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A+%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%A F%D8%AB+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%AD%D9%89&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-02-23&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) تَعْتَمِدُ مَبْدَأَ التواصُلِ الشَّفَهِيِّ بالفصحى (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B 3+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A+%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%A F%D8%AB+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%AD%D9%89&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-02-23&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) كلَّ اليومِ الدراسي مستواهم في مادتي القراءةِ والكتابةِ أعلى من طلابِ الروضاتِ الأُخرى ، وعندما تابَعَتْهم في المرحلةِ الابتدائيةِ في المدارس (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B 3+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A+%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%A F%D8%AB+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%AD%D9%89&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-02-23&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)ِ الحكوميةِ وَجَدَتْ أنَّ درجاتِهم لا زالتْ أعلى من درجاتِ أقرانِهم مِمَّن دَرَسُوا في روضاتٍ أُخْرَى ، أو لم يَدْرُسُوا في الروضةِ أصلاً .
فالقدرةُ الدِّمَاغِيَّةُ عندهم على تعلُّمِ اللغةِ أخذتْ حَظَّها من العلمِ ، وأَثَّرّتْ في ثقافتِهم وذكائِهم ، وفي إبداعِهم ، وآتت ثِمَارَها .
وأَدْعُو القُرَّاءَ الكِرَامَ أنْ يَطَّلِعُوا على هذه الدراسةِ المُتَرْجَمَةِ .
وأَمَلِي أنْ تُعْقَدَ دِرَاسَاتٌ عِلْمِيَّةٌ مثلُها على بعضِ الروضاتِ التي (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B 3+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A+%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%A F%D8%AB+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%AD%D9%89&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-02-23&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) تُطَبِّقُ برنامج
« التَّغْطِيسِ بالفصحى (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B 3+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A+%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%A F%D8%AB+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%AD%D9%89&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-02-23&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) » ، مثل روضةِ الفصحى الأهلية في المدينة المنورة ، وروضاتِ بعضِ المدراسِ في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية ، مثل رياض الإيمان، والتربية الأهلية ، والحصان ، والبسام .
ومدارس التربية الإسلامية للبنات بالرياض .
وكذلك في المرحلة الابتدائية ، مثل المدارس (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B 3+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A+%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%A F%D8%AB+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%AD%D9%89&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-02-23&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) السعودية ، والفلاح بمدينة الرياض .
ويشرفُ على هذا البرنامَجِ في هذه المدارس (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B 3+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A+%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%A F%D8%AB+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%AD%D9%89&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-02-23&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) متخصصونَ ، وقد تحدَّث المعلمون في هذه المدارس (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B 3+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A+%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%A F%D8%AB+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%AD%D9%89&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-02-23&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) عن النتائج الإيجابية الكثيرة لتطبيق هذا البرنامج .
كتبه : د. محمد بن محمود فجال ، جامعة الملك سعود ، كلية الآداب ، الرياض .
إن من نعم الله علينا أن جعلنا من أمة عربية وكتابها عربي مبين
فلنحافظ عليها في كل زمان ونجعلها رمزاَ لنا
بارك الله في المدارس التي تحافظ على هذه الثروة
تقبلوا مروري
http://row.bc.yahoo.com/b?P=rZFWAdkMBGDCvBgoS4.amg3uvDQY8k1knlIAB.AO&T=14i3saia0%2fX%3d1298439762%2fE%3d2142651654%2fR% 3dxablg%2fK%3d5%2fV%3d8.1%2fW%3d0R%2fY%3dAE%2fF%3d 3889458667%2fH%3dcG49Im1ha3Rvb2Ii%2fQ%3d-1%2fS%3d1%2fJ%3d5B030CD9&U=129jgijg3%2fN%3dJyE5rVf4axA-%2fC%3d-1%2fD%3dZ%2fB%3d-1%2fV%3d0