أنشرها بنية الإخلاص و لك الأجر عند الله إن شاء الله
وقفة مع الذات
وما توفيقي إلا بالله
قال تعالى (وقفوهم إنهم مسؤولون)
صرخة إلى كل التربويين و التربويات في مملكتنا الحبيبة المملكة العربية السعودية
هل سألتم أنفسكم عن أسباب تدني تحصيل أبنائنا الطلبة؟
هل اطلعتم على كتب اللغة العربية للمرحلة الأساسية العليا: الرابع و الخامس و السادس؟
هل ناقشتم المنهاج ؟ و هل هو مطابق لما في أذهانكم؟ هل هو مرض؟ وهل يمكن تطبيقه فعلا؟
تساؤلات تثار في ذهن كل حريص على تعلم أبنائنا و بناتنا و كل من يحاول أن يلحقهم بركب التطور و الحضارة
سادتي إن اطلعتم و سكتم، فتلك مصيبة .... و إن لم تطلعوا فالمصيبة ....أعظم
إلى من ألفوا هذه الكتب أيها المتشدقون بالحرص على طلبتنا
هل غاب عن أذهانكم أن هذا التلميذ هو طفل لم يغادر طفولته بعد 10-12عاما ومناهجكم تزرع في نفوسهم النفور من العلم و من اللغة العربية بالذات
فمن أهم سلبيات الكتب التي تقررها الوزارة ...
1-أنها مناهج غير متكاملة فالقراءة تتحدث عن شيء و القواعد عن شيء و كذا الإملاء
2-ثم طريقة تناول الموضوع منفرة فهي تركز على الجزئيات لا الكليات فيتقن الطالب جزءا ما و حين يتعلم جزءا آخر ينسى الأول
3- عدد الكتب و الأوراق و ووزنها و مضمونها : طلاب الصف الخامس( 10-11 سنة من العمر) يحملون على ظهورهم خمسة كتب للغة العربية أقول الصف الخامس لا الجامعة يا ناس فهل من مصغ ؟ هل من مجيب؟؟؟
2-من حيث عدد الأوراق عدا الأغلفة فكم وزنها؟؟؟ هذا في فصل دراسي واحد هل لاحظتم ما يلي:
القراءة76 صفحة من المعلومات
القواعد150 صفحة
الإملاء54صفحة
التعبير68
الخط عدا الخط المجموع=348 صفحة (عدا مادة الخط )في فصل دراسي واحد ناهيك عن المواد الدراسية الأخرى مثل التوحيد و الفقه و الحديث و العلوم و الرياضيات و الوطنية و اللغة الإنجليزية و و و و و.. فيا ترى بربكم :كم وزن هذه الكتب إضافة إلى الدفاتر و أوراق العمل و غيرها؟؟؟
أقول عن منهج اللغة العربية 348صفحة سيدرسها طل طالب أو طالبة في فصل واحد أي في 15 أسبوعا=23صفحة من اللغة العربية وحدها في خمسة أيام عدا الواجبات و أوراق العمل و لازلتم تتشدقون بأنكم تركزون على الكيف لا الكم!!!
23صفحة في 8حصص أي إجباريا كل يوم 4صفحات في كل درس ( عدا الشرح و نماذج التقييم و الواجبات ) تثقل كاهل الطالب بتنوعها بين الفهم و الحفظ و التدريب و الحل و إجادة الإملاء و الإعراب و التعبير و الكتابة
وهذا تحليل مبسط لمن ( أبدع ) في تأليف كتاب القواعد للصف الخامس
عنوان الدرس
عدد الصفحات الخاصة بالتمارين دون الشرح
عدد التدريبات
الوقت المخصص لإنهاء الدرس
أين الفروق الفردية؟
علامات تأنيث الاسم
6
9
حصتان
المفرد و المثنى و الجمع
7
9
2
الاسم المفرد :أعرابه
6
6
2
المثنى صياغته و إعرابه
13
14
4
جمع المذكر ص و إ
13
15
4
جمع المؤنث السالم ص و إ
15
13
4
جمع التكسير ص و إ
11
14
2
تدريبات عامة على الاسم
10
13
2
إعراب المبتدأ و الخبر بالحركات و الحروف
8
9
2
أختبر معلوماتي(أ)
6
11
2
أختبر معلوماتي(ب)
7
11
2
أختبر معلوماتي (ج)
3
5
2
أي سيتحول أبناؤنا و بناتنا إلى آلات نسخ دون فهم في الدروس ، و الويل للمعلم الذي لا ينهي المنهج في الوقت المحدد.
ثم لا تنسوا أن كل طالب مطلوب منه أن يقدم نماذج تقييم ( لا تقويم فالتقييم أصح لـُغويا ثم يتبعه التقويم أي التعديل ) و هي في الفصل الدراسي الأول في اللغة العربية 68 نموذجا و في الفصل الثاني76 نموذجا و الطالب على الأقل سيحتاج ما بين 10-15 دقيقة في كل نموذج (هذا إذا أتقن من أول مرة ) ستذهب من وقت الحصة فمتى سيشرح المعلم و متى سيحل الطالب الكم الهائل من التدريبات؟؟؟ سيقول المتشدق إن بعض نماذج التقييم تقيّم بالملاحظة وغيرها و لا داعي لتقييم كل تلاميذ الفصل في حصة واحدة ، أرد على الفيلسوف :بعض و ليس كل أي 6إلى7 نماذج ،يقابلها نماذج ثقيلة قد تستغرق وقت الحصة كله: مثل تقييم مهارة كتابة30كلمة من50 كتابة سليمة، أو أن يحفظ الطالب القصيدة غيبا : هذا نموذج يقيّم في الفصل الواحد 3إلى4 مرات فمتى سيستمع المعلم لكل التلاميذ ( إذا فرضنا جدلا أنهم كلهم عباقرة و سيحفظون من أول مرة و سنحت لهم ظروفهم الصحية و الأسرية و النفسية بذلك ) و التعبير و ما أدراك ما الأحاجي و الألغاز في التعبير...
الأثر النفسي: لقد سمعتها من تلاميذي يا أستاذ لماذا كل هذه الاختبارات؟ أخبرته أنها نماذج تقييم ، ضحك وقال :(أليست ورقة يطلب منا الإجابة عن أسئلتها؟ يا أستاذي أنا أكره اللغة العربية لأن كتبها كثيرة و اختباراتها كثيرة.) فلكم أن تتصوروا طالبا في الصف الرابع أو الخامس أو السادس و كل يوم يعطيه المعلم نموذج تقييم أو ورقة عمل هل تزول من قلبه رهبة الاختبارات يا دعاة التقويم المستمر؟
فأين أنتم مما تتتشدقون وتتقعرون و تتفيهقون فيه من تحديث التعليم و مراعاة الفروق الفردية و التركيز على تنمية التفكير وجعل الطالب محورا للعملية التعلمية التعليمية
أرد على من يقولون إن المطلوب تمرير المعلومة دون ذكرها أن عنوان الدرس واضح جدا للتلاميذ و بلا توسع أليس مطلوبا منه إتقان كل هذه المهارات؟ و أتحدى .....أتحدى أكبر رجال التربية دون مشرفي ومشرفات و معلمي و معلمات اللغة أن يتقنوا إعراب هذه الموضوعات المطلوب من طلبتنا إتقانها و أن يتقنوا كتابة الهمزة في أوضاعها المختلفة و كتبكم الرسمية بعد التدقيق ( خير شاهد على كلامي ).
من عيوب المنهج غير المتكامل أنه يفترض ألا يغيب طالب عن حصة واحدة و أن يسير المعلم بالمنهج كالآلة ولكن ما يحدث أن الطلاب قد يتغيبون عن الحصة للمشاركة في احتفال أو مباراة كرة قدم أو رحلة تعليمية أو ترفيهية فيتأخر درس القواعد أو الإملاء عن القراءة أو العكس وهذا يحدث إرباكا فيطلب من الطالب تطبيق شيء لما يأخذه بعد. أما المنهج المتكامل المترابط في كتاب واحد فهو مرتب منظم : الموضوعات متسلسلة فلا ينتقل المعلم من موضوع إلى آخر حتى يتقنه الطلاب وهو ما أرجو الله أن يفتح صدوركم له لتقروه و تطبقوه.
أقول إن كتبكم و منهجكم تتنافى مع سياسة التعليم في المملكة و تناقضها فيا حبذا لو تضعوا من يفهم في تأليف المناهج ويراعي دستور المملكة و الأهداف العامة لوزارتكم ليؤلف كتبا متكاملة عصرية حديثة مبشرة لا منفرّة.
إن دمج الكتب في كتاب واحد متكامل ،و اختصار نماذج التقييم المستمر، سيتيح للطالب و المعلم الوقت الكافي الثمين للتركيز على المهارات الأساسية و إشباع الطلاب منها ،و سيتيح إمكانية تدريس الدروس بالطرق التربوية الحديثة التي تركز على تنمية التفكير و مسرحة المناهج و تراعي الذكاءات المتعددة و التنويع في أساليب التدريس و سينتج طلبة قادرين على الإبداع.
ولا تنسوا الكتب الجديدة في العلوم و الرياضيات و الكتب المساندة لها ، هي لطلاب المرحلة العليا : الصف الرابع و الخامس و السادس و ليست للجامعة!!!!!!!!!
أقول... بسّطوا المناهج و ادمجوها في كتاب واحد متكامل مترابط يركز فعلا على الكيف لا الكم ، و قدموها بأسلوب ممتع ، و قللوا عدد نماذج التقييم لتحببوا طلابنا بلغة القرآن و إلا فسنبقى نرى طلبتنا في الجامعات يرسبون في اختبارات القدرات و ستبقى العملية التربوية في بلدنا العزيز لا تسر.... ألا هل بلّغت؟ اللهم فاشهد
من صاحب القلب المحروق على التعلم و التعليم
[email protected]