ابو الحربي
2011-02-08, 02:42 PM
الغش في الاختبارات
اللجنة الدائمة، للبحوث العلمية والإفتاء، بالمملكة العربية السعودية (http://www.pv.gov.sa/Monkarat/Pages/k1-260631.aspx#اللجنة)
فضيلة الشيخ : عبد العزيز بن عبد الله بن باز « رحمه الله » (http://www.pv.gov.sa/Monkarat/Pages/k1-260631.aspx#باز)
فضيلة الشيخ : محمد بن صالح العثيمين « رحمه الله » (http://www.pv.gov.sa/Monkarat/Pages/k1-260631.aspx#عثيمين1)
سُئلَت اللجنة الدائمة، للبحوث العلمية والإفتاء، بالمملكة العربية السعودية:
س: عن حديث يقول: « من غشنا فليس منا » هل يجوز الغش من وراء المدرس أو المدرسة في أيام الاختبارات؟ سواء كان من الطالب الثاني أو من أوراق مخصوصة، وهل يصح إذا طلبني أحد التلاميذ في سؤال أعطيه الإجابة أم لا؟ أفيدوني عن ذلك.
الجواب : حديث: « من غشنا فليس منا » صحيح [صحيح البخاري البيوع (2109),صحيح مسلم الإيمان (155) ]، وهو عام يشمل الغش في البيع والشراء، وفي النصيحة وفي العهود والمواثيق، وفي الأمانة وفي اختبار المدارس والمعاهد، ونحوها، سواء كان نقلا من الكتب أم أخذا عن التلاميذ أم إعطاء لهم كلاما أم عن طريق الكتابة وتناقلها بينهم.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عبد الله بن قعود . عبد الله بن غديان . عبد الرزاق عفيفي . عبد العزيز بن باز
[فتاوى اللجنة الدائمة (12/ 200)، فتوى رقم (3515)]
وسُئلَ فضيلة الشيخ : عبد العزيز بن عبد الله بن باز « رحمه الله » :
س : تعلمون - وفقكم الله تعالى - أنه في نهاية كل فصل دراسي، يثار تساؤل بين كثير من الطلاب والمدرسين حول ظاهرة الغش في الاختبارات، وحكم ذلك؛ مما يجعل الكثير منهم يخوضون في المسألة بعلم أو بغير علم، فنرجو من سماحتكم - سلمكم الله تعالى - بيان حكم الغش في الاختبارات بالنسبة للطلاب الذين يغشون، وبالنسبة للمدرسين الذين يتساهلون أو يساعدون أو يتغاضون عمن يفعل ذلك وما هي الآثار المترتبة من الناحيتين الشرعية والاجتماعية على المسلمين ؟
وما قولكم فيمن يقول: إن الغش حرام فقط إذا كان في المواد والعلوم الشرعية، ويكون مباحا إذا كان في غيرها كاللغة الإنجليزية أو التاريخ أو الرياضيات أو الهندسة أو نحوها؟
وأيضا ما هو سند حديث: « من غش فليس منا » وهل هو خاص في الطعام أم عام يشمل كل ما فيه مضرة على المسلمين؟ أفتونا أثابكم الله؛ ليزول الإشكال في هذا الموضوع المهم والحساس، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الجواب: الغش في جميع المواد حرام ومنكر؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: « من غشنا فليس منا » أخرجه مسلم في صحيحه . وهذا لفظ عام يعم الغش في المعاملات وفي النصيحة والمشورة وفي العلم بجميع مواده الدينية والدنيوية، ولا يجوز للطالب ولا للمدرس فعل ذلك، ولا التساهل فيه، ولا التغاضي عنه؛ لعموم الحديث المذكور، وما جاء في معناه، ولما يترتب على الغش من المفاسد والأضرار والعواقب الوخيمة. وفق الله الجميع للفقه في الدين والثبات عليه إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
[مجموع فتاوى ابن باز (24/ 60-62)، جمع(الشويعر)]
وسُئلَ فضيلة الشيخ : محمد بن صالح العثيمين « رحمه الله » :
س: يقوم بعض الطلبة بالغش في أثناء الاختبارات فما الحكم أيضاً؟
الجواب : لا يحل للطالب أن يغش في أثناء الامتحانات لأن الغش من كبائر الذنوب لقول النبي صلى الله عليه وسلم:(من غش فليس منا) ولأنه يترتب على غشه أن ينجح أو أن يُعطى ورقة النجاح وهو غير جدير بذلك ثم يتولى مناصب في الدولة لا تصلح إلا لمن يحمل الشهادة وإذا كانت هذه الشهادة مبنية على غش فإنه يُخشى أن يكون ما يأخذه من الرواتب حرام عليه لأنه يأخذه وهو غير مستحق له حيث إنه لم ينل حقيقة الدرجة أو بالأصح لم يصل في الحقيقة إلى الدرجة التي تؤهله لهذا المنصب فيكون أخذه للراتب من أكل المال بالباطل فليحذر إخوتنا وأبناؤنا من الغش في الامتحان في أي مادة كانت لأن الحكومة لما وضعت المناهج على هذا الوجه ودخل الطالب لهذا المدرسة أو المعهد أو الجامعة على أساس أنه ملتزم بجميع مواده ومناهجه فإنه يجب عليه أن يوفي بهذا وألا يخون في أي مادة من المواد وأما ظن بعضهم إنه لا بأس بالغش في مادة اللغة الإنجليزية والفرنسية أو مادة الرياضيات فإن هذا ظن لا أساس له من الصحة لأن جميع المواد التي في المنهج مطالب بها الدارس ويعطى الشهادة على أنه أتقنها جميعها فإذا غش في بعضها ونقل من غيره أو لقنه غيره كان ذلك خيانة لأمانته وأدى إلى أن يكون غير ناجح في الحقيقة.
[« فتاوى نور على الدرب » « موقع ابن عثيمين »]
الرابط
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_8201.shtml
وسُئلَ أيضاً فضيلة الشيخ : محمد بن صالح العثيمين « رحمه الله » :
س: فضيلة الشيخ- وفقكم الله ورعاكم- : تعلمون أن الاختبارات على الأبواب، وبعض الطلاب يستحلون الغش في اختبار مادة الإنجليزي ويقولون: هذه لغة الكفار ولا يجوز تعلمها، فما حكم ذلك؟ وهل للمدرس أن يغض النظر عن الغش في هذه المادة؟ ثم من سبق له الغش في هذه المادة معتقداً حل ذلك ماذا عليه الآن؟ وهل المال الذي يدخل عليه من شهادته فيه شيء من الحرام؟ أفيدونا وفقكم الله.
الجواب: الامتحان ويقال له: الاختبار، معناه أن الطالب يختبر لينظر مدى تحصيله في هذا العام الدراسي، وينبني على ذلك أن يعطى شهادة يجتاز بها هذه المرحلة إلى المرحلة التي تليها، سواء كان من الابتدائي إلى المتوسط أو من المتوسط إلى الثانوي، أو من الثانوي للجامعة، أو من الجامعة للدراسات العليا، أو كان من سنة إلى سنة في كل مرحلة هذه الشهادة، وإذا كان كذلك فإنه لا يحل للطالب أن يغش فيها؛ لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (من غشنا فليس منا) وهذا عام في كل غش؛ ولأن ولاة الأمر رتبوا على هذه الشهادات أشياء معينة كالرواتب والمراتب .. وما أشبه ذلك، فكيف يمكن أن تنال هذه الرواتب وهذه المكافآت والمراتب وهي السلم الوظيفي؟ كيف يحل لك أن تأخذ هذه المراتب أو هذه الرواتب وأنت لم تبلغ ما تستحقه بهذه المراتب إلا بالغش؟ فنقول: الغش حرام، حتى في اللغة الإنجليزية .. الغش حرام؛ لأن ولاة الأمور قرروها، وجعلوا من شروط اجتياز هذه المرحلة أن تجيد هذه اللغة. وأما قوله: إنها لغة الكفار. فهذا غير صحيح، فكم من أناس مسلمين لغتهم الإنجليزية، كل المسلمين الذين يتكلمون باللغة الإنجليزية في جميع أقطار الدنيا كلهم مسلمون، واللغة لا صنع للإنسان فيها، وإن كنا نرى كما هو واقع أن اللغة العربية أفضل اللغات وأشرفها؛ لأنها لغة القرآن الكريم ولغة سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام، لكن هذه لغة عالمية مشهورة يتكلم بها المسلم والكافر، ثم هي مقررة عليك حتى وإن كانت لغة الكفار، فإنك ربما تحتاجها في يوم من الأيام، أنا أتمنى أني أعرف هذه اللغة؛ لأني وجدت فيها مصلحة كبيرة، يأتي رجل ليسلم بين يديك فلا تستطيع أن تتفاهم معه، وترى مسلماً يخل في أشياء من واجبات الدين في الصلاة، أو في الصوم، أو في الزكاة، أو في الحج، أو في غير ذلك فلا تستطيع أن تتكلم معه؛ ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم زيد بن ثابت أن يتعلم لغة اليهود؛ اللغة العبرية؛ حتى إذا جاءت الكتب من اليهود يقرأها زيد ويكتب ردها. فلا يمكن أن ينكر الآن مدى احتياج الناس إلى تعلم اللغة الإنجليزية، وأنها قد تكون وسيلة بالغة للدعوة إلى الله عز وجل. افرض أنك في مجتمع لا يعرف إلا اللغة الإنجليزية سواء كان إنجليزياً أو غير إنجليزي، كيف تدعو إلى الله؟ هل يمكن أن تدعو بالإشارة؟ مهما بلغت من الإشارة لا تستطيع أن تدله أو تدعوه كما تدعوه بالعبارة. فهذا التصور تصور غير صحيح. وصحيح أنه لا يمكن أن نقول للناس الذين منَّ الله عليهم باللغة العربية: انتقلوا إلى اللغة الإنجليزية، أو إلى اللغة الفارسية أو الأردية أو غيرها، لا نرى أن الإنسان يتخطى اللغة العربية إلى لغة أخرى، فيجعلها هي لغة التخاطب والتفاهم، لكن كونه يتعلم لغة الغير لأجل الدعوة إلى الله عز وجل أو للمصالح الدنيوية التي ليست حراماً فلا أحد ينكره أبداً. المهم أن الغش في اللغة الإنجليزية في الاختبار حرام، ولا يجوز للمصحح أن يتهاون في ذلك أيضاً، بل الواجب عليه أن يعامل الإجابة في اللغة الإنجليزية كما يعامل الإجابة في غيرها من مواد الدراسة ... ولا فرق. وأما كون الإنسان ينجح بالغش ثم يتوصل بذلك النجاح المغشوش الهزيل الرديء إلى مرتبة من المراتب فإننا نرى أن ذلك خطر على أكله وشربه الذي استفاده من الراتب المقرر على النجاح في هذه المرحلة، ونرى أن الإنسان يجب عليه إذا تمكن أن يعيد الاختبار مرة ثانية على وجهٍ صحيح فليفعل، هذا إذا كان الغش في الشهادة التي ترتب عليها هذا الراتب. أما إذا كان في أثناء الدراسة فهذا إذا تاب إلى الله وكان آخر مرحلة نال الشهادة بها على وجه صحيح، فنرجو أن الله سبحانه وتعالى يتوب عليه، وأنه لا حرج عليه فيما يأخذ من الراتب بناءً على هذه الشهادة، فإذا قال: إنه غش في آخر شهادة نال بها هذا الراتب، ولا يمكنه أن يعيد الاختبار؛ لأنه جبان لا يستطيع أن يصرح، فإني أرجو إذا كانت الوظيفة التي يشغلها لا علاقة لها فيما غش فيه أرجو أن يكون ذلك توبة صحيحة.
[اللقاء الشهري رقم اللقاء « 61 »]
اللجنة الدائمة، للبحوث العلمية والإفتاء، بالمملكة العربية السعودية (http://www.pv.gov.sa/Monkarat/Pages/k1-260631.aspx#اللجنة)
فضيلة الشيخ : عبد العزيز بن عبد الله بن باز « رحمه الله » (http://www.pv.gov.sa/Monkarat/Pages/k1-260631.aspx#باز)
فضيلة الشيخ : محمد بن صالح العثيمين « رحمه الله » (http://www.pv.gov.sa/Monkarat/Pages/k1-260631.aspx#عثيمين1)
سُئلَت اللجنة الدائمة، للبحوث العلمية والإفتاء، بالمملكة العربية السعودية:
س: عن حديث يقول: « من غشنا فليس منا » هل يجوز الغش من وراء المدرس أو المدرسة في أيام الاختبارات؟ سواء كان من الطالب الثاني أو من أوراق مخصوصة، وهل يصح إذا طلبني أحد التلاميذ في سؤال أعطيه الإجابة أم لا؟ أفيدوني عن ذلك.
الجواب : حديث: « من غشنا فليس منا » صحيح [صحيح البخاري البيوع (2109),صحيح مسلم الإيمان (155) ]، وهو عام يشمل الغش في البيع والشراء، وفي النصيحة وفي العهود والمواثيق، وفي الأمانة وفي اختبار المدارس والمعاهد، ونحوها، سواء كان نقلا من الكتب أم أخذا عن التلاميذ أم إعطاء لهم كلاما أم عن طريق الكتابة وتناقلها بينهم.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عبد الله بن قعود . عبد الله بن غديان . عبد الرزاق عفيفي . عبد العزيز بن باز
[فتاوى اللجنة الدائمة (12/ 200)، فتوى رقم (3515)]
وسُئلَ فضيلة الشيخ : عبد العزيز بن عبد الله بن باز « رحمه الله » :
س : تعلمون - وفقكم الله تعالى - أنه في نهاية كل فصل دراسي، يثار تساؤل بين كثير من الطلاب والمدرسين حول ظاهرة الغش في الاختبارات، وحكم ذلك؛ مما يجعل الكثير منهم يخوضون في المسألة بعلم أو بغير علم، فنرجو من سماحتكم - سلمكم الله تعالى - بيان حكم الغش في الاختبارات بالنسبة للطلاب الذين يغشون، وبالنسبة للمدرسين الذين يتساهلون أو يساعدون أو يتغاضون عمن يفعل ذلك وما هي الآثار المترتبة من الناحيتين الشرعية والاجتماعية على المسلمين ؟
وما قولكم فيمن يقول: إن الغش حرام فقط إذا كان في المواد والعلوم الشرعية، ويكون مباحا إذا كان في غيرها كاللغة الإنجليزية أو التاريخ أو الرياضيات أو الهندسة أو نحوها؟
وأيضا ما هو سند حديث: « من غش فليس منا » وهل هو خاص في الطعام أم عام يشمل كل ما فيه مضرة على المسلمين؟ أفتونا أثابكم الله؛ ليزول الإشكال في هذا الموضوع المهم والحساس، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الجواب: الغش في جميع المواد حرام ومنكر؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: « من غشنا فليس منا » أخرجه مسلم في صحيحه . وهذا لفظ عام يعم الغش في المعاملات وفي النصيحة والمشورة وفي العلم بجميع مواده الدينية والدنيوية، ولا يجوز للطالب ولا للمدرس فعل ذلك، ولا التساهل فيه، ولا التغاضي عنه؛ لعموم الحديث المذكور، وما جاء في معناه، ولما يترتب على الغش من المفاسد والأضرار والعواقب الوخيمة. وفق الله الجميع للفقه في الدين والثبات عليه إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
[مجموع فتاوى ابن باز (24/ 60-62)، جمع(الشويعر)]
وسُئلَ فضيلة الشيخ : محمد بن صالح العثيمين « رحمه الله » :
س: يقوم بعض الطلبة بالغش في أثناء الاختبارات فما الحكم أيضاً؟
الجواب : لا يحل للطالب أن يغش في أثناء الامتحانات لأن الغش من كبائر الذنوب لقول النبي صلى الله عليه وسلم:(من غش فليس منا) ولأنه يترتب على غشه أن ينجح أو أن يُعطى ورقة النجاح وهو غير جدير بذلك ثم يتولى مناصب في الدولة لا تصلح إلا لمن يحمل الشهادة وإذا كانت هذه الشهادة مبنية على غش فإنه يُخشى أن يكون ما يأخذه من الرواتب حرام عليه لأنه يأخذه وهو غير مستحق له حيث إنه لم ينل حقيقة الدرجة أو بالأصح لم يصل في الحقيقة إلى الدرجة التي تؤهله لهذا المنصب فيكون أخذه للراتب من أكل المال بالباطل فليحذر إخوتنا وأبناؤنا من الغش في الامتحان في أي مادة كانت لأن الحكومة لما وضعت المناهج على هذا الوجه ودخل الطالب لهذا المدرسة أو المعهد أو الجامعة على أساس أنه ملتزم بجميع مواده ومناهجه فإنه يجب عليه أن يوفي بهذا وألا يخون في أي مادة من المواد وأما ظن بعضهم إنه لا بأس بالغش في مادة اللغة الإنجليزية والفرنسية أو مادة الرياضيات فإن هذا ظن لا أساس له من الصحة لأن جميع المواد التي في المنهج مطالب بها الدارس ويعطى الشهادة على أنه أتقنها جميعها فإذا غش في بعضها ونقل من غيره أو لقنه غيره كان ذلك خيانة لأمانته وأدى إلى أن يكون غير ناجح في الحقيقة.
[« فتاوى نور على الدرب » « موقع ابن عثيمين »]
الرابط
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_8201.shtml
وسُئلَ أيضاً فضيلة الشيخ : محمد بن صالح العثيمين « رحمه الله » :
س: فضيلة الشيخ- وفقكم الله ورعاكم- : تعلمون أن الاختبارات على الأبواب، وبعض الطلاب يستحلون الغش في اختبار مادة الإنجليزي ويقولون: هذه لغة الكفار ولا يجوز تعلمها، فما حكم ذلك؟ وهل للمدرس أن يغض النظر عن الغش في هذه المادة؟ ثم من سبق له الغش في هذه المادة معتقداً حل ذلك ماذا عليه الآن؟ وهل المال الذي يدخل عليه من شهادته فيه شيء من الحرام؟ أفيدونا وفقكم الله.
الجواب: الامتحان ويقال له: الاختبار، معناه أن الطالب يختبر لينظر مدى تحصيله في هذا العام الدراسي، وينبني على ذلك أن يعطى شهادة يجتاز بها هذه المرحلة إلى المرحلة التي تليها، سواء كان من الابتدائي إلى المتوسط أو من المتوسط إلى الثانوي، أو من الثانوي للجامعة، أو من الجامعة للدراسات العليا، أو كان من سنة إلى سنة في كل مرحلة هذه الشهادة، وإذا كان كذلك فإنه لا يحل للطالب أن يغش فيها؛ لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (من غشنا فليس منا) وهذا عام في كل غش؛ ولأن ولاة الأمر رتبوا على هذه الشهادات أشياء معينة كالرواتب والمراتب .. وما أشبه ذلك، فكيف يمكن أن تنال هذه الرواتب وهذه المكافآت والمراتب وهي السلم الوظيفي؟ كيف يحل لك أن تأخذ هذه المراتب أو هذه الرواتب وأنت لم تبلغ ما تستحقه بهذه المراتب إلا بالغش؟ فنقول: الغش حرام، حتى في اللغة الإنجليزية .. الغش حرام؛ لأن ولاة الأمور قرروها، وجعلوا من شروط اجتياز هذه المرحلة أن تجيد هذه اللغة. وأما قوله: إنها لغة الكفار. فهذا غير صحيح، فكم من أناس مسلمين لغتهم الإنجليزية، كل المسلمين الذين يتكلمون باللغة الإنجليزية في جميع أقطار الدنيا كلهم مسلمون، واللغة لا صنع للإنسان فيها، وإن كنا نرى كما هو واقع أن اللغة العربية أفضل اللغات وأشرفها؛ لأنها لغة القرآن الكريم ولغة سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام، لكن هذه لغة عالمية مشهورة يتكلم بها المسلم والكافر، ثم هي مقررة عليك حتى وإن كانت لغة الكفار، فإنك ربما تحتاجها في يوم من الأيام، أنا أتمنى أني أعرف هذه اللغة؛ لأني وجدت فيها مصلحة كبيرة، يأتي رجل ليسلم بين يديك فلا تستطيع أن تتفاهم معه، وترى مسلماً يخل في أشياء من واجبات الدين في الصلاة، أو في الصوم، أو في الزكاة، أو في الحج، أو في غير ذلك فلا تستطيع أن تتكلم معه؛ ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم زيد بن ثابت أن يتعلم لغة اليهود؛ اللغة العبرية؛ حتى إذا جاءت الكتب من اليهود يقرأها زيد ويكتب ردها. فلا يمكن أن ينكر الآن مدى احتياج الناس إلى تعلم اللغة الإنجليزية، وأنها قد تكون وسيلة بالغة للدعوة إلى الله عز وجل. افرض أنك في مجتمع لا يعرف إلا اللغة الإنجليزية سواء كان إنجليزياً أو غير إنجليزي، كيف تدعو إلى الله؟ هل يمكن أن تدعو بالإشارة؟ مهما بلغت من الإشارة لا تستطيع أن تدله أو تدعوه كما تدعوه بالعبارة. فهذا التصور تصور غير صحيح. وصحيح أنه لا يمكن أن نقول للناس الذين منَّ الله عليهم باللغة العربية: انتقلوا إلى اللغة الإنجليزية، أو إلى اللغة الفارسية أو الأردية أو غيرها، لا نرى أن الإنسان يتخطى اللغة العربية إلى لغة أخرى، فيجعلها هي لغة التخاطب والتفاهم، لكن كونه يتعلم لغة الغير لأجل الدعوة إلى الله عز وجل أو للمصالح الدنيوية التي ليست حراماً فلا أحد ينكره أبداً. المهم أن الغش في اللغة الإنجليزية في الاختبار حرام، ولا يجوز للمصحح أن يتهاون في ذلك أيضاً، بل الواجب عليه أن يعامل الإجابة في اللغة الإنجليزية كما يعامل الإجابة في غيرها من مواد الدراسة ... ولا فرق. وأما كون الإنسان ينجح بالغش ثم يتوصل بذلك النجاح المغشوش الهزيل الرديء إلى مرتبة من المراتب فإننا نرى أن ذلك خطر على أكله وشربه الذي استفاده من الراتب المقرر على النجاح في هذه المرحلة، ونرى أن الإنسان يجب عليه إذا تمكن أن يعيد الاختبار مرة ثانية على وجهٍ صحيح فليفعل، هذا إذا كان الغش في الشهادة التي ترتب عليها هذا الراتب. أما إذا كان في أثناء الدراسة فهذا إذا تاب إلى الله وكان آخر مرحلة نال الشهادة بها على وجه صحيح، فنرجو أن الله سبحانه وتعالى يتوب عليه، وأنه لا حرج عليه فيما يأخذ من الراتب بناءً على هذه الشهادة، فإذا قال: إنه غش في آخر شهادة نال بها هذا الراتب، ولا يمكنه أن يعيد الاختبار؛ لأنه جبان لا يستطيع أن يصرح، فإني أرجو إذا كانت الوظيفة التي يشغلها لا علاقة لها فيما غش فيه أرجو أن يكون ذلك توبة صحيحة.
[اللقاء الشهري رقم اللقاء « 61 »]