خـــالد الســـالم
2011-01-31, 10:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ما حدث من تغير في سلوك المرأة المسلمة واتباعها لما روج له الاعلام
. من الخروج عن الطابع الديني الحنيف هو كفيل بتدمير الكثير من الاسر التي لم تأسس حياتها على الدين الاسلامي .
دأب الإعــلام بوسائله المختلفة على تصوير المفاهيم الإسلامية الخاصة بالمرأة تصويراً يحط من قدرها، ويـنـتـقـص من صلاحيتها، ويشكك في قدرتها على الاستجابة لمتطلبات الحياة العصرية، ويحقر من شأنها حتى في نظر أبنائها المنتسبين إليها.. فضلاً عن أعدائها!!
وبداية فإن هذا الدأب الـمستمر يُفترض ألا يبدو أمراً مستغرباً في نظر المسلم الذي يدرك ما تنطوي عليه صدور الأعداء مـــن ضغائن وأحقاد ((يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ واللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ ولَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ))
وقد يطول بنا المقام لو أردنا عرض كل نماذج الافساد التي يساهم الاعلام بها في قضية المرأة .. لكننا نكتفي بذكر بعضها اختصارا ..
فمن ذلك ... الدور الذي اضـطـلـــع الإعلام به في بناء مفهوم خاطئ عن قرار المرأة في بيتها؛ إذ جُعِلَ هذا القرار مُبعِداً لها عن دائرة القوى العاملة أو الكوادر المنتجة!!
فالمرأة الـمتفرغة لشؤون بيتها والحدب على أطفالها رعايةً وتعليماً بكل ما يمثله هذا الدور المنزلي من قيام بتكليف إلهي وواجب شرعي ، وبكل ما يأتي به من ثمار ايجابية لا تنكر .. كل هذا لا يُعترف به إعلامياً!
ومثلما صور الاعلام قرار المرأة في بيتها بأنه أداة لتعطيل طاقات المرأة وعزل لها عن المجتمع والفعل الاجتماعي كله .. دعا أيضا إلى ضرورة التعليم المطلق للمرأة ومنحها فرص التعليم حتى في مجالات لا تناسب وطبيعتها الأنثوية ، ون ثم ايجاد سيل هائل من الخريجات اللائي يطالبن بفرص عمل .
وقد نسي الاعلام أو تناسى قول الله جل وعلا : (( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ..)) ، ولربما جهل الاعلام أو تجاهل ما جره خروج المرأة الغربية من بيتها من ويلات عليها وعلى مجتمعها من فساد الأخلاق وسوء التربية وانتشار الجريمة والفحش .
ولا يخفى أن روح الاستقلال قد حرص الإسلام على إنمائها في شخصية المرأة دونما حاجة لإلغاء حكم القرار في بيتها أو دعوة المرأة للانسـحـاب من أدوارها المنزلية الرئيسة، ودونما حاجة أيضاً لتعليمها علوماً لا تتناسب مع طبيعتها الأنثوية!
فالخطاب القرآني نادى المرأة على أنها كائن له حـريـتـه واستقلاله؛ إذ منحها مثلاً حرية الدخول في الإسلام دون اشتراط رضا ذويها!
بــل وقَبِلَ النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأمر من ربه ـ مبايعة المرأة له على اعتبار أنها كائن مستقل عن الرجل وليست ملحقاً له:((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إذَا جَاءَكَ المُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً ولا يَسْرِقْنَ ولا يَزْنِينَ ولا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ ولا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وأَرْجُلِهِنَّ ولا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ واسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))
ومن القضايا التي شوهها الاعلام ... قضية الحجاب .... أغفل الإعــلامُ الـجـانـبَ النصيَّ (الشرعي) منه، وصوَّره على أنه عادة شعبية يتوارثها الأجيال ـ فيؤكدون ـ بذلك دونـيـتها، ورغبة المجتمع الذي تعيش فيه في عزلها عنه نفسياً وجسدياً! وهو بذلك معضلة حقيقـيـة تقف عائقاً في طريق هذه المرأة نحو النهوض والتعلُّم والارتقاء، ونحوه!
ولـم يـقــف دور الإعلام عند تصوير الحجاب بهذه الصورة الخلفية الرجعية! وإنما تعدى ذلك إلى إيذاء المحجبات تصريحاً أو تلميحاً!
وكان أثر ذلك في نفوس بعض فئات المجتمع أعظم من أثر قول الله تبارك وتعالى : (( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ..)) فرأينا سفور النساء في الأسواق ، وشاهدنا الموضات الغريبة في طرق لبس الحجاب حتى غدا خلعه أكثر حشمة وأقل قتنة ـ أحيانا ـ من لبسه وارتداءه .
ومن القضايا التي طرحها الاعلام بوسائله المختلفة ..قضية تعدد الزوجات : فليس بوسع أحد تجاهل طرح الإعلام له بصورة مـتـشـنجة وعدائية تزرع في حس المرأة شعوراً بأن التعدد حكمٌ شُرع عليها لا لها؛ وذلك بعرضه الـمـسـتـمـر للمشاكل والآثار الاجتماعية السيئة للخطأ في تطبيق حكم التعدد .. بدءاً بكمٍّ هائل من قصص النزاع بين الزوجات وضــرائـرهـــــنّ وأزواجهنّ، وانتهاءاً بحالات التيه والضياع التي يتعرض لها أبناء الأزواج المعدِّدين والذين ينشؤون بين عواصف مهيبة من الشقاء العائلي!
وهذا كله لم يكن الهدف الإعلامي منه هو احتواء المشكلة وإيجاد حلول لها وإنما الهدف ـ كـمـا يـظـهــر ـ إقــصـاء الحكم الشرعي كله وإظهار عدم تناسبه وتواؤمه مع روح العصر ومعطياته!!
هذا مثال ونموذج لتأثير الاعلام على قضية من قضايانا واسهامه في بث فكر منحرف إلى فئة من فئات أمتنا
ختاما ....
إن زئير المنابر وأنين الأقـلام لم يعد يجدي وحده لتحذير النـاس من خطـر الغـزو الفضائي والاعلامي الذي تسللت جنـوده إلى أغلـب المـنازل والبيوت. ورضينـا أم أبينـا فـإن تلك الوسائل في ازدياد يوماً بعد آخر في ظل قلـة الـوازع الديني واضطراب الرادع الموضوعي .
فلم يعد اقتناء القرص الفضائي ـ مثلا ـ عند بـعـض الـنـاس في هذا الوقت عيباً كما كان في السابق؛ بل أصبح عند بعضهم من ضروريات الحياة بحـجج واهية وأخرى هاوية!
لقد آن الأوان أن يفكر كل مسلم عاقل غيور تفكيرا جادا بالطريقة التي يستطيع أن يحمي أبناءه وبناته من أضرار هذه الوسائل ، حتى يموت ـ حين يموت ـ وقد أدى أمانة ما استرعاه الله عليه من ذريته .
ما حدث من تغير في سلوك المرأة المسلمة واتباعها لما روج له الاعلام
. من الخروج عن الطابع الديني الحنيف هو كفيل بتدمير الكثير من الاسر التي لم تأسس حياتها على الدين الاسلامي .
دأب الإعــلام بوسائله المختلفة على تصوير المفاهيم الإسلامية الخاصة بالمرأة تصويراً يحط من قدرها، ويـنـتـقـص من صلاحيتها، ويشكك في قدرتها على الاستجابة لمتطلبات الحياة العصرية، ويحقر من شأنها حتى في نظر أبنائها المنتسبين إليها.. فضلاً عن أعدائها!!
وبداية فإن هذا الدأب الـمستمر يُفترض ألا يبدو أمراً مستغرباً في نظر المسلم الذي يدرك ما تنطوي عليه صدور الأعداء مـــن ضغائن وأحقاد ((يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ واللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ ولَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ))
وقد يطول بنا المقام لو أردنا عرض كل نماذج الافساد التي يساهم الاعلام بها في قضية المرأة .. لكننا نكتفي بذكر بعضها اختصارا ..
فمن ذلك ... الدور الذي اضـطـلـــع الإعلام به في بناء مفهوم خاطئ عن قرار المرأة في بيتها؛ إذ جُعِلَ هذا القرار مُبعِداً لها عن دائرة القوى العاملة أو الكوادر المنتجة!!
فالمرأة الـمتفرغة لشؤون بيتها والحدب على أطفالها رعايةً وتعليماً بكل ما يمثله هذا الدور المنزلي من قيام بتكليف إلهي وواجب شرعي ، وبكل ما يأتي به من ثمار ايجابية لا تنكر .. كل هذا لا يُعترف به إعلامياً!
ومثلما صور الاعلام قرار المرأة في بيتها بأنه أداة لتعطيل طاقات المرأة وعزل لها عن المجتمع والفعل الاجتماعي كله .. دعا أيضا إلى ضرورة التعليم المطلق للمرأة ومنحها فرص التعليم حتى في مجالات لا تناسب وطبيعتها الأنثوية ، ون ثم ايجاد سيل هائل من الخريجات اللائي يطالبن بفرص عمل .
وقد نسي الاعلام أو تناسى قول الله جل وعلا : (( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ..)) ، ولربما جهل الاعلام أو تجاهل ما جره خروج المرأة الغربية من بيتها من ويلات عليها وعلى مجتمعها من فساد الأخلاق وسوء التربية وانتشار الجريمة والفحش .
ولا يخفى أن روح الاستقلال قد حرص الإسلام على إنمائها في شخصية المرأة دونما حاجة لإلغاء حكم القرار في بيتها أو دعوة المرأة للانسـحـاب من أدوارها المنزلية الرئيسة، ودونما حاجة أيضاً لتعليمها علوماً لا تتناسب مع طبيعتها الأنثوية!
فالخطاب القرآني نادى المرأة على أنها كائن له حـريـتـه واستقلاله؛ إذ منحها مثلاً حرية الدخول في الإسلام دون اشتراط رضا ذويها!
بــل وقَبِلَ النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأمر من ربه ـ مبايعة المرأة له على اعتبار أنها كائن مستقل عن الرجل وليست ملحقاً له:((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إذَا جَاءَكَ المُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً ولا يَسْرِقْنَ ولا يَزْنِينَ ولا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ ولا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وأَرْجُلِهِنَّ ولا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ واسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))
ومن القضايا التي شوهها الاعلام ... قضية الحجاب .... أغفل الإعــلامُ الـجـانـبَ النصيَّ (الشرعي) منه، وصوَّره على أنه عادة شعبية يتوارثها الأجيال ـ فيؤكدون ـ بذلك دونـيـتها، ورغبة المجتمع الذي تعيش فيه في عزلها عنه نفسياً وجسدياً! وهو بذلك معضلة حقيقـيـة تقف عائقاً في طريق هذه المرأة نحو النهوض والتعلُّم والارتقاء، ونحوه!
ولـم يـقــف دور الإعلام عند تصوير الحجاب بهذه الصورة الخلفية الرجعية! وإنما تعدى ذلك إلى إيذاء المحجبات تصريحاً أو تلميحاً!
وكان أثر ذلك في نفوس بعض فئات المجتمع أعظم من أثر قول الله تبارك وتعالى : (( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ..)) فرأينا سفور النساء في الأسواق ، وشاهدنا الموضات الغريبة في طرق لبس الحجاب حتى غدا خلعه أكثر حشمة وأقل قتنة ـ أحيانا ـ من لبسه وارتداءه .
ومن القضايا التي طرحها الاعلام بوسائله المختلفة ..قضية تعدد الزوجات : فليس بوسع أحد تجاهل طرح الإعلام له بصورة مـتـشـنجة وعدائية تزرع في حس المرأة شعوراً بأن التعدد حكمٌ شُرع عليها لا لها؛ وذلك بعرضه الـمـسـتـمـر للمشاكل والآثار الاجتماعية السيئة للخطأ في تطبيق حكم التعدد .. بدءاً بكمٍّ هائل من قصص النزاع بين الزوجات وضــرائـرهـــــنّ وأزواجهنّ، وانتهاءاً بحالات التيه والضياع التي يتعرض لها أبناء الأزواج المعدِّدين والذين ينشؤون بين عواصف مهيبة من الشقاء العائلي!
وهذا كله لم يكن الهدف الإعلامي منه هو احتواء المشكلة وإيجاد حلول لها وإنما الهدف ـ كـمـا يـظـهــر ـ إقــصـاء الحكم الشرعي كله وإظهار عدم تناسبه وتواؤمه مع روح العصر ومعطياته!!
هذا مثال ونموذج لتأثير الاعلام على قضية من قضايانا واسهامه في بث فكر منحرف إلى فئة من فئات أمتنا
ختاما ....
إن زئير المنابر وأنين الأقـلام لم يعد يجدي وحده لتحذير النـاس من خطـر الغـزو الفضائي والاعلامي الذي تسللت جنـوده إلى أغلـب المـنازل والبيوت. ورضينـا أم أبينـا فـإن تلك الوسائل في ازدياد يوماً بعد آخر في ظل قلـة الـوازع الديني واضطراب الرادع الموضوعي .
فلم يعد اقتناء القرص الفضائي ـ مثلا ـ عند بـعـض الـنـاس في هذا الوقت عيباً كما كان في السابق؛ بل أصبح عند بعضهم من ضروريات الحياة بحـجج واهية وأخرى هاوية!
لقد آن الأوان أن يفكر كل مسلم عاقل غيور تفكيرا جادا بالطريقة التي يستطيع أن يحمي أبناءه وبناته من أضرار هذه الوسائل ، حتى يموت ـ حين يموت ـ وقد أدى أمانة ما استرعاه الله عليه من ذريته .