تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أخلاقيات مهنة التعليم


هہ‘َـمْس آنثہ‘َــِي
2011-01-23, 12:23 PM
( التعليم رسالة الأنبياء .. لذا فإن مهنة التعليم من أشرف المهن وأسمى الرسالات )
ظل الناس دهراً طويلاً يعتقدون أن التعليم هو نقل المعارف من الكبار إلى الصغار وأن عمل المعلمة الأول يتضمن بالدرجة الأولى تنظيم المعارف وإيجاد الظروف المناسبة لنقلها من بين دفات الكتب إلى عقول المتعلمات إلى أن طرأ على مفهوم التعليم أو التدريس تغيرات وأصبحت مهنة التعليم تتطلب نشاطات أكثر من مجرد تنظيم المعارف ونقلها من المعلمة إلى المتعلمة وفي الآونة الأخيرة يعرف المربون التعليم بأشكال متعددة إلا أن ليس المهم في قضية التعليم أن نضع تعريفاً شاملاً جامعاً للتعليم ، لكن الأهم أن نفهم أن هذه العملية من الضخامة والاتساع بحيث ينبغي صرف النظر عن الصياغات والتعريفات إلى المهمات والعمليات التي تحقق بصورة إجرائية الأهداف التربوية وتحقق النمو الشامل المتكامل للمتعلم والنمو الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للمجتمع .
وأي مهنة لابد لها من أخلاقيات تنظيم السلوك العام لأعضاء المهنة بعضهم مع بعض ، ومع غيرهم من العاملين في مجالات المهن الأخرى ، وكما أن هناك أخلاقيات لكل مهنة فهناك أيضاُ أخلاقيات خاصة بمهنة التعليم .
وقد صدر في عام 1405هـ " إعلان مكتب التربية العربي لدول الخليج لأخلاق مهنة التعليم " ويتكون هذا الإعلان من عشرين بنداً هي كما يلي
:
التعليم رسالة :
أولاً : التعليم مهنة ذات قداسة خاصة توجب على القائمين بها أداء حق الانتماء إليها إخلاصاً في العمل وصدقاً مع النفس والناس ، وعطاء مستمراً لنشر العلم والخير والقضاء على الجهل والشر .
ثانياً : المعلمة صاحبة رسالة تستشعر عظمتها وتؤمن بأهميتها , ولا تضن على أدائها بغال ولا رخيص ، وتستصغر كل عقبة دون بلوغ غايتها من أداء رسالتها .
ثالثا: اعتزاز المعلمة بمهنتها وتصورها المستمر لرسالتها ، ينأيان بها عن مواطن الشبهات ويدعوانها إلى الحرص على نقاء السيرة وطهارة السريرة حفاظاً على شرف مهنة التعليم ودفاعاً عنه .
المعلمة وطالباتها :
رابعاً : العلاقة بين المعلمة وطلاباتها صورة من علاقة الأم ببناتها لحمتها الرغبة في نفعهم وسداها الشفقة عليهن والبر بهن ، أساسها المودة الحانية ، وحارسها الحزم الضروري ، وهدفها تحقيق خير الدنيا والآخرة للجيل المأمول للنهضة والتقدم .
خامساً : المعلمة قدوة لطالباتها خاصة وللمجتمع عامة ، وهي حريصة على أن يكون أثرها في الناس حميداً باقياً, لذلك فهي مستمسكة بالقيم الأخلاقية والمثل العليا تدعو إليها وتبثها بين طالباتها والناس كافة وتعمل على شيوعها واحترامها ما استطاعت .
سادساً : المعلمة أحرص الناس على نفع طالباتها ، تبذل جهدها كله في تعليمهن وتربيتهن وتوجيههن تدلهن بكل طريق على الخير وترغبهن فيه وتبين لهن الشر وتذودهن عنه في إدراك كامل ومتجدد أن أعظم الخير ما أمر الله ورسوله وأن أسوأ الشر هو ما نهى الله ورسوله عنه .
سابعاً : المعلمة تساوي بين طالباته(المنتظمات والمنازل )ا في عطائها ورقابتها وتقويمها لأدائهن وتحول بينهن وبين الوقوع في براثن الرغبات الطائشة ، وتشعرهن دائماً أن أسهل الطرق وإن بدا صعباً هو أصحها وأقومها ، وأن الغش خيانة وجريمة لا يليقان بطالبة علم ولا بالمواطنة الصالحة .
ثامناً : المعلمة ساعية دائماً إلى ترسيخ مواطن الاتفاق والتعاون والتكامل بين طالباتها ، تعليماً لهن وتعويداً على العمل الجماعي والجهد المتناسق وهي ساعية دائماً إلى إضعاف نقاط الخلاف وتجنب الخوض فيها ، ومحاولة القضاء على أسبابها دون إثارة نتائجها .
المعلمة والمجتمع
تاسعاً : المعلمة موضع تقدير المجتمع واحترامه وثقة وهي لذلك حريصة على أن تكون في مستوى هذه الثقة وذلك التقدير والاحترام يعمل في المجتمع على أن تكون لها دائماً ، تمتنع عن كل ما يمكن أن يؤخذ عليها من قول أو فعل وتحرص على أن لا يؤثر عليها إلا ما يؤكد ثقة المجتمع بها واحترامه لها .
عاشراً : تسعى الجهات المختصة إلى توفير أكبر قدر ممكن من الرعاية للعاملين في مهنة التعليم ، بما يوفر لهم حياة كريمة تكفهم عن التماس وسائل لا تتفق وما ورد في هذا الإعلان لزيادة دخولهم أو تحسين ماديات حياتهم .
حادي عشر : المعلمة صاحبة رأي وموقف من قضايا المجتمع ومشكلاته بأنواعها كافة وتفرض ذلك عليها توسيع نطاق ثقافتها وتنويع مصادرها والمتابعة الدائمة للمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لتكون قادرةً على تكوين رأي ناضج مبني على العلم والمعرفة والخبرة الواسعة تعزز مكانتها الاجتماعية وتؤكد دورها الرائد في المدرسة وخارجها .
ثاني عشر : المعلمة مؤمنة بتميز هذه الأمة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي لا تدع فرصة لذلك دون أن تفيد منها أداءً لهذه الفريضة الدينية وتقوية لأواصر المودة بينها وبين جموع الطالبات خاصة والناس عامة وهي ملتزمة في ذلك بأسلوب اللين في غير ضعف والشدة في غير عنف يحدوها إليهما ودها لمجتمعها وحرصها عليه وإيمانها بدورها البناء في تطويره وتحقيق نهضتة .
المعلمة رقيبة نفسها :
ثالث عشر : تدرك المعلمة أن الرقيب الحقيقي على سلوكها بعد الله سبحانه وتعالى هو ضمير يقظ ونفس لوامة ، وأن الرقابة الخارجية مهما تنوعت أساليبها لا ترقي إلى الرقابة لذلك تسعى المعلمة بكل وسيلة متاحة إلى بث هذه الروح بين طالباتها ومجتمعها وتضرب بالاستمساك بها في نفسها المثل والقدوة .
رابع عشر : المعلمة في مجال تخصصها طالبة وباحثة عن الحقيقة لا تخر وسعاً في التزود من المعرفة والإحاطة بتطورها في حقل تخصصها ، وتقويمها لإمكاناتها المهنية موضوعاً وأسلوباً ووسيلة .
خامس عشر : تسهم المعلمة في كل نشاط تحسنه وتتخذ من كل موقف سبيلاً إلى تربية قويمة أو تعليم عادة حميدة إيماناً بضرورة تكامل البناء العلمي والعقلي والجسماني والعاطفي للإنسان من خلال العملية التربوية التي تؤديها المعلمة .
سادس عشر : المدرّسة مدركة أن تعلمها عبادة وتعليمه زكاة فهي تؤدي واجبها بروح العابدة الخاشعة التي لا ترجو سوى مرضاة الله سبحانه وتعالى وبإخلاص الموقنة أن عين الله ترعاها وأن قولها وفعلها شهيد لها أو عليها .
المدرسة والبيت
سابع عشر : الثقة المتبادلة واحترام التخصص والأخوة المهنية هي أساس العلاقة بين المعلمة وزميلاتها وبين المعلمات جميعاً الإدارة المدرسية المركزية ، ويسعى المعلمات إلى التفاهم في ظل هذه الأسس فيما بينهن ، وفيما بينهن وبين الإدارة المدرسية حول جميع الأمور التي تحتاج إلى تفاهم مشترك أو عمل جماعي أو تنسيق للجهود بين مدرسات المواد المختلفة أو قرارات إدارية لا تملك المعلمات اتخاذها بمفردهن .
ثامن عشر : المعلمة شريكة الوالدين في التربية والتنشئة والتقويم والتعليم لذلك فهي حريصة على توطيد أواصر الثقة بين البيت والمدرسة وإنشائها إذا لم تجدها قائمة وهي تتشاور كلما اقتضى الأمر مع الوالدين حول كل أمر يهم مستقبل الطالبات أو يؤثر في مسيرتهن العلمية .
تاسع عشر : تؤدي العاملات في مهنة التعليم واجباتهن كافة ويصبغون سلوكهن كله بروح المبادئ التي تضمنها هذا الإعلان ويعملن على نشرها وترسيخها وتأصيلها والالتزام بين زميلاتهم وفي المجتمع بوجه عام .
المعلمة والمجتمع
يختلف دور المعلمة عن أدوار أصحاب المهن الأخرى ، فهو يقوم بتواصل يستمر لفترة زمنية ليست بالقصيرة مع أفراد المجتمع المدرسي، ولكل من هؤلاء الأفراد ( الطالبات ) جذور وروافد في المجتمع المحيط بالمدرسة، مما تضطر المعلمة في كثير من الأحيان للتعامل مع والدة الطالبة أو جدتها أو عمتها أو خالتها أو أختها، وينظر المجتمع إلى المعلمة خلال هذه التعاملات نظرة فاحصة مدققة تبحث عن جوانب الصلاح والقدوة فيه، وتقيس بمقياس حساس ما يخرج عنه من سلوك وما تقوم به من تصرفات.
وبينما تنتهي العلاقة بين المرأة والطبيبة أو المهندسة ، بمجرد انتهاء المعاملة الطارئة الدائرة بينهما، فإن العلاقة بين المعلمة وأسرة طالباتها قد تستمر أعواماً طويلة، ولعلنا نذكر كثيراً من معلماتنا، ونشيد بهن، ونتزاور معهن من حين إلى آخر مما يجعلنا ننظر إلى علاقة المعلمة بالمجتمع المحلي وبأولياء الأمور نظرة خاصة.
المعلمة قيادة فكرية
يفرض توزيع المهام التدريسية على المعلمات طالباتٍ بعينهم، فالطالبة لا حيلة لها في اختيار المعلمة التي ستقوم بالتدريس لها، كما أن ولي الأمر لا حيلة له في التعامل مع معلمة معينة وعلى ذلك فإن أفراد المجتمع لا يختارون معلمةً بعينه للتعامل معها، بل أنهم لا يملكون فرصة تحقيق هذا الاختيار، في حين أن بوسعهم اختيار الطبيبة الذين يثقون بها لتعالجهم أو المكتب الهندسي الذي يصمم أو ينفذ لهم بناء منازلهم ، ويعني ذلك أن جميع المعلمات يعدون موضع ثقة من قبل المجتمع، ويجدون الاحترام والدعم من قبل أولياء الأمور.
ولعل ما سبق يؤكد أن الدور الاجتماعي للمعلمة دور بالغ التأثير، فهي فرد مؤثر في المجتمع المحلي، تقتدي بها طالبات الحي، ويقلدون سلوكها، ومن هنا تدرك المعلمة أن عملها المهني يخرج عن نطاق أسوار المدرسة ليمتد عبر أرجاء البيئة المحيطة أينما وجدت ، وأينما تعرف عليها طالباتها ، أو أمهاتهم في الشارع أو المسجد أو السوق أو النادي.
فإذا كانت المعلمة تمثل قيادة فكرية لطالباتها، فإن ذلك ينطلق من طبيعة تأهيلها المهني في مؤسسة إعدادها، إذ أن تدريباتها وإعدادتها، وممارستها لعملها في المدرسة تجعل منها شخصيةً قادرةً على التنظيم والمناقشة والإقناع، ونيل ثقة الآخرين ، مما يجعلها أقدر من غيرها على لم شمل الطالبات وأمهاتهم في المجتمع المحلي لمناقشة قضايا معينة، أو لاجتماع لحل مشكلات يشعرون بها الجماعة، أو حفز الناس على الإسهام في مشروعات خدمة البيئة، أو تقديم العون المادي أو المعنوي لمن يحتاجون إليه.
ويفرض هذا الدور على المعلمة أن تكون محط أنظار الآخرين بصفة دائمة، مما يتطلب منها الحرص على التحلي بحسن المظهر سواء في اللبس أو السلوك العام، كما يفرض عليها اختيار مرافقيها وأصدقائها، وأماكن تمضية وقت فراغها بشكل دقيق يحافظ على مكانتها التي تتبوأها بين أفراد مجتمعها.
ولعلنا نخلص مما سبق إلى أن المدرسة حلقة في سلسلة تبدأ في المنزل وتمر بالمدرسة وتنتهي بالمجتمع، وطالما ظلت هذه الأطراف مشتركة في الحلقة، فإن المعلمة مؤهلةً للريادة الاجتماعية وقيادة فكر المجتمع يقع عليها عبء القيام بدور لقدوة في العبادات والسلوك والفكر، إذ لا سبيل أمامها سوى أن تكون عند حسن ظن المجتمع بها، أو فلتعتزل مهنة التعليم برمتها.
والمعلمة عندما تقوم بهذا الدور ، فإنها لا تخدم المجتمع المحلي والمدرسة فحسب ، إنما تخدم نفسها أيضاً، فهي تحظى بالمكانة الاجتماعية والاحترام من جميع فئات المجتمع، كما أنها تحظى قبل ذلك وبعده برضى من الله سبحانه وتعالى عن عملها في قيادة الجماعة نحو طريق الرشاد.
إن قيام المعلمة بأدوارها الاجتماعية في المجتمع، وتوليها مهام القيادة الفكرية لهذا المجتمع لا ينبغي أن يكون طمعاً في جاه أو نفوذ أو كسب مادي غير شريف، إذ عليها أن تنظر إلى هذه المهام على أنها جانب مكمل لعملها المدرسي، فلكل مهنة أعباؤها الجانبية التي تتحملها صاحبة المهنة طائعةًً مختارةً.
كما ينبغي ألا يكون لقيام المعلمة بأدوارها الاجتماعية في المجتمع المحلي تأثير في مهامها التدريسية في أثناء اليوم الدراسي، فتعتذر عن التدريس بسبب ما تسند إليها من مهام لخدمة البيئة، فالعمل داخل المدرسة أو داخل غرفة الصف أو خارجها هي صلب العمل المهني للمعلمة، وهو الأساس الذي من خلاله يلتقي بالطالبات قبل أن يتصدين بذويهم في المجتمع المحلي .
المعلمة وأولياء الأمور
لسنا في حاجة إلى التأكيد على أهمية العلاقة بين المدرسة والمنزل، سواء فيما يتعلق بدور كل منهما في النمو الدراسي والاجتماعي والأخلاقي للطالبات، أو بدورها في تطوير المدرسة أو تطويرها في تنمية المجتمع المحلي.
ونستطيع أن نقول إن جوهر هذه العلاقة بالدرجة الأولى هو العلاقة بين المعلمة كونها ممثلةً أساسياً للمدرسة وبين ولي الأمر كونه ممثلاً للأسرة، وكل منهما يعد من العناصر الأساسية لنجاح العملية التربوية، ومن ثم فإن توطيد العلاقة بينهما يعد أمراً مهماً ينبغي أن يسعى إليه كل منهما.
وتستفيد العملية التعليمية من توطيد العلاقة بين المعلمة وولي الأمرتبادل الرأي والمشورة بشأن نمو الطالبة ومستوى تحصيلها، ومدى تقدمها والصعوبات التي تعترض طريقها، وكيفية التغلب عليها. ويتم ذلك من خلال دعوة ولي الأمر لزيارة المدرسة، وقد يقوم بزيارة الصف وملاحظة الطالبة، وما تقوم به من مناشط مختلفة، كما قد يتم من خلال اجتماع خاص يعقد بصفة دورية بين أمهات الطالبات والمعلمات في المدرسة لمناقشة الأمور التعليمية ومستوى التحصيل والمشكلات التي تواجه الطالبات.
وتعتبر مجالس الأمهات والمعلمات التي تعقد بصفة دورية في المدارس من أهم مسائل الاتصال بين المعلمة وولي الأمر لمناقشة جميع القضايا والمشكلات التي تتعلق بالطالبات إلى جانب إمكانية التفاهم بين المعلمة وولي الأمر على الاتصال الهاتفي، خاصة في الحالات العاجلة التي ترى فيها المعلمة ضرورة التفاهم مع المنزل حول قضية ملحة تتصل بالطالبة.
وينبغي في كل الأحوال أن تهتم المعلمة بحسن استقبال أولياء الأمور، وتتخذ مع إدارة المدرسة خطوات إيجابية في هذا الصدد، وتتقبل بصدر رحب اعتذارهم عن الحضور رغم تعدد مرات دعوتهم، إذ إن مصلحة الطالبات والعملية التعليمية تتطلب أولياء الأمور لدعوة المدرسة لزيارتها، إذ من المفيد التجاوز عن أي خطأ في حق المدرسة طالما كان ذلك في مصلحة البنات.
وينبغي التذكير بأمر آخر قد يوثق كثيراً العلاقة بين المعلمة وولي الأمر، وهو مبادرة لمعلمة إلى زيارة أم الطالبة، فمثل هذه المبادرة تظهر لولي الأمر اهتمام المعلمة بالطالبة، تترك لدى أم الطالبة أثراً طيباً ملموساً.
وقد تسعى المعلمة إلى التنسيق مع إدارة المدرسة من أجل تكوين بعض المجالس الاستشارية، ويضم بعض أمهات الطالبات، مما يجعلهم يندمجون في مشكلات المدرسة، ويسهمون في إبداء الرأي من أجل حل مشكلات تعلم بناتهم بطريقة إيجابية بناءة .
وعلى المعلمة أن تعي أن إقامة علاقة مع أم الطالبة تتطلب جواً من التعاون والتفاهم والثقة حتى تحقق هذه العلاقة أهدافها .
المعلمة وخدمة المجتمع
المدرسة المعاصرة ليست مجرد مؤسسة لتربية الطالبات وتعليمهن، ولكنها في واقع الأمر مركز إشعاع ثقافي حضاري، يتعاون مع مراكز مشابهة في مدارس أخرى لنشر كل ما يفيد المجتمع، والعمل على إشاعته بين كافة أفراد المجتمع في دائرة المدرسة.
ومن المناشط التي يمكن أن تسهم فيها المعلمة لخدمة المجتمع المحلي ما يلي:
(1) تنظيم مسابقات حفظ القرآن الكريم بين بنات الحي.
(2) تنظيم المسابقات الثقافية والفنية التي لا تتقيد بأعمار أو قواعد وإنما كون الهدف منها ربط بنات الحي ، وتوثيق عرى المحبة والترابط بينهن.
(3) استضافة بعض الحاضرات لإقامة ندوات متنوعة تفيد المجتمع المحيط بالمدرسة.
(4) مساعدة الجهات الصحية في التوعية بالتطعيمات وببرامج الرعاية الصحية الأولية.
(5) المساهمة في مشاريع محو الأمية وتعليم الكبار تحت رعاية الجهات المسئولة.
المعلمة بين المهنة والرسالة
تُجمع كل الأنظمة التعليمية بأن المعلمة أحد العناصر الأساسية للعملية التعليمية ، فبدون معلمة مؤهلة أكاديمياً ومتدربٍٍة مهنياً تعي دورها الكبير والشامل لا يستطيع أي نظام تعليمي الوصول إلى تحقيق أهدافه المنشودة . ومع الانفجار المعرفي الهائل ودخول العالم عصر العولمة والاتصالات والتقنية العالية، أصبحت هناك ضرورة ملحة إلى معلمة تتطور باستمرار متماشيةً مع روح العصر؛ معلمة تلبي حاجات الطالبة والمجتمع.
إن الحاجة ماسة لتدريب المعلمات على مواكبة التغييرات والمستجدات المتلاحقة، ولتحقيق ذلك تتبنى بعض الدول مفهوم " التعلم مدى الحياة " هذا المفهوم الذي جعل المعلمة منتجة مهنية للمعرفة, ومطورةًباستمرار لكفاياتها المهنية.
إن مهنة المعلمة عظيمة لأنها الشخص الذي يقوم بعملية التعليم المنهجية, والتي يمر فيها معظم فئات المجتمع, حيث يلقى كل فرد نوعاً ما من التعليم. إن للمعلمة رسالة هي الأسمى, وتأثيرها هو الأبلغ والأجدى؛ فهي التي تشكل العقول والثقافات من خلال هندسة العقل البشري, وتحدد القيم والتوجهات, وترسم إطار مستقبل الأمة.
إن رسالة المعلمة تعتبر لبنة هامة في المنظومة التعليمية، تناط بها مسئوليات جمة حتمها عليها تنامي هيكلية التعليم واتساع نطاقه من طرق تدريس ووسائل متنوعة ناتجة عن ثورة المعلومات, والانفجار المعرفي الهائل الذي تمخر المعلمة أمواجه بهدف إيصال الطالبة لمواكبة عصرها.
إن الرسالة الكبرى للمعلمات تتطلب جهداً كبيراً في تنمية معلوماتهن واكتساب مهارات متنوعة ليتمكنوا عن طريقها من التأثير على من يعلمونهن وخلق التفاعل الإيجابي بين الطالبات ومعلماتهن فعلى المعلمات أن يكونوا قدوة حسنة في سلوكهن وأخلاقهن وأداء رسالتهن من أجل خلق جيل متعلم واع مفكر مبدع.

صفات المعلمة

التعليم مظهر من مظاهر رقي الأمم، والمعلمة والمنهج والطالبة هم أعمدته.
ويكمن السر في ازدهار التعليم وقوة تأثيره على المجتمعات في حسن الأداء من قِبَلِ المعلمة.
لذا كان لزاماً علينا أن نُعنَى بهذه الشريحةِ، فعلى أيديهم تُفَجَّرُ الطاقات وتُكتَشَفُ المواهبُ ويَرشُدُ التّائِهُ ويُصَوَّبُ المنحرفُ.
فكم طاقةٍ أُهمِلَت وموهبة قُتلت، وعلى العكس كم هي القيادات العلمية والعملية التي كانت خطوتها الأولى كلمةٌ في حجرةِ الدراسةِ أو نصيحةٌ على انفرادٍ، من معلمٍة فاضلٍة.
وها نحن اليوم نشهد المؤسسات التربوية التي فتحت أبوابها، وانخرطت الطالبات فيها يقضون ما لا يقلّ عن خمسِ ساعاتٍ هي زبده يومهم، وفيها تتفرِّغ المعلمات لتربيتهن وتعليمهن، ومع ذلك قد لا نشهد أثراً واضحا لبعضهم.
والسبب في ذلك –بعد الله – راجعٌ للمعلمة إلى حدٍّ كبير، وإن كانت هناك أسبابٌ أخرى، كالهدف من تعلم الطالبة في هذا الزمن، والإعلام والمجتمع الخارجي بجميع علاقاته.
إننا بحاجة إلى المعلمة الذي تنتهج طريق نبيها محمد صلى الله عليه وسلم في كل أحواله.
ومن ذلك طلاقة الوجه والتبسّم ففي الصحيح من حديث جَرِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: ( مَا حَجَبَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ أَسْلَمْتُ وَلَا رَآنِي إِلَّا تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي ).
فالابتسامة تفتح قلوب الطالبات قبل عقولهن.
وأن تكون سهلةً ليّنةً في لقائها واستقبالها لطالباتها. وحين لقائها تشعر الطالبات بإخوتها ومحبتها الصادقة، فهي تارة تشفع لهن ، وأخرى تستمع لهمومهن، وتحل مشاكلهن الخاصة.
وأن تكون حاذقةً في جدولة المفاهيم التربوية عبر القصة، وأن تحسن استغلال الحديث وربطه بالمنهج، وتوزيع المنهج المكلف بتوصيله للطالبات، في إطار منسجم وبناء تربوي.
فكم هي القصص التي تغرس مفهوم الخوف من الله ومراقبته، كقصص غض البصر والجزاء بالمثل ... الخ.
وعندما يطرأ على الأمة الإسلامية حدثٌ ما، وترى المعلمة طالباتها يتساءلون، فمن المناسب استثمار هذه العاطفة لتعزيز هذا الجانب الإيجابي.
إننا نريد معلمةً تخفف من نبرا ت اللوم والعتاب فلا تستخدمها إلا عند الضرورة، فكثرة اللوم والتوبيخ المباشر باعث على الإحباط واليأس.

المعلمة التي نريد...

هي تلك المعلمة الذي أتقنت تخصصها وأثرته، مجددةً في طريقة العرض ومكان الدرس. متواضعةً في نفسها، مبتعدةً عن الحديث في الذات والأنا.
تكسر الروتين المعتاد في العلاقة بين المعلمة و طالباتها، فتنقلهم إلى أجواء الإخوة عبر البرامج اللاصفية، كالجمعيات المدرسية والنوادي المسائية والرحلات الطويلة والقصيرة.

المعلمة التي نريد...

قدوة في المظهر، والألفاظ والكلمات تتقاطر على لسانها فيشعر بدفئها أبناؤها الطالبات، فهذه دعوة قد خرجت من القلب، وتلك نصيحة انفرادٍ تسبقها مشاعر المحبة والحرص على جلب الخير.
عندما تتعالم الأستاذة بهذه النفسية تشعر بقيمة التعليم والثمار التي يجنيها، وستجد الابتسامةَ على محيا الطالبات، والنتائجِ على سلوكياتهن، بل والمجتمع عموما.





للمعلمة منزلة كبيرة
في كافة الدول أيا كانت أنظمتها التعليمية وعند كافة أفراد المجتمعات على اختلاف طبقاتهم الأكاديمية أو الاجتماعية أو اتجاهاتهم الفكرية فالمعلمة هي الشخصية التي تؤتمن على أهم ما يملكه المجتمع أو الأفراد من ثروة ونقصد بهذه الثروة فلذات الأكباد وتكمن أهمية المعلمة في كونها الشخصية التي تعتمد عليها في رعاية هذه الثروة واستثمارها الاستثمار الأمثل الذي يخدم أهداف المجتمع وطموحاته فهي تقوم بعملية التعليم وترعى تربية البنات ويلاحظ نموهن في شتى المجالات.
وقد دعا ذلك بعضهم إلى تسمية مهنة المعلمة بالمهنة الأم وذلك لأنها مهنة سابقة وأساس لتمكين الأفراد من الالتحاق بأي مهنة أخرى فالمهندسة والطبيبة وغيرهم لابد أن يتلقوا دراسات في تخصصاتهم المهنية المختلفة على أيدي كتخصصي المهنة الأم أي المعلمات في المدرسة بمراحلها المختلفة أو في الجامعة بشتى كلياتها وتخصصاتها وبقدر الاهتمام والتطور الذي يلحق بعمل المعلمة بقدر ما يؤدي هذا العمل إلى نمو الطالبات وتطورهم فالطبيبات وغيرهم من فئات المجتمع يتأثرون في مستوى مهاراتهم الأكاديمية وخلفياتهم المعرفية وسلوكياتهم الأخلاقية إلى حد كبير بسلوك معلماتهن وما يبذله أولاء من جهد طوال سنوات التعليم.
ولا شك أن المخترعين وكبار العلماء وعظماء الساسة في تاريخ العالم الحديث والقديم قد عاشوا خبرات تربوية وفرها لهم معلمون أكفاء طوال مراحل تعليمهم، الأمر الذي أثر في صقل تفكيرهم وبناء شخصياتهم على نحو مكنهم من التميز وجعلهم صناعا لأهم الاكتشافات أو القرارات المؤثرة في حياة البشرية كما مكن أممهم من الاضطلاع بمهمة الصدارة والقيادة بين الأمم الأخرى.
ونستطيع أن ندلل على ذلك بشيء من البساطة ففي الوقت الذي تخرج فيه المعلمات في مدرسة النبوة كان أبناء المسلمين هم المتميزات في شتى المجالات ودانت لهم ممالك الأرض في الشرق والغرب فكان منهم قادة ومفكرون وعلماء ومبدعون وذلك لأنهم تخرجوا على يد معلمين عظماء كانوا قدوة في الخلق كما كانوا قدوة في العلم والعمل.
ولأهمية المعلمة ومكانتها في صناعة التقدم البشري وصيانة الحضارة البشرية على سطح المعمورة فقد اهتمت الدراسات التربوية بالبحث في صفاتها ومهامها المختلفة تعيا وراء اختيار المعلمات وفقا هذه الصفات وتدريبهم على القيام بتلك المهام.
ومن الأهمية بمكان أن تعرف المعلمة الصفات التي ينبغي توافرها في المعلمة الجيدة ومن هذه الصفات ما هو فطري يتعلق بذات المعلمة وخصائصها الطبيعية ومنها ما هو مكتسب يتعلق ما تعلمته خلال مراحل إعدادها وعملها المهني من صفات عقدية وأكاديمية ومهنية.
ومعرفة المعلمة هذه الصفات والمهام يساعدها على محاولة تعديل سلوكها و التكيف من اجل اكتساب تلك الصفات المرغوبة التي تنسجم مع مهام المهنة ومكانتها والي تحسن من صورتها أمام الآخرين ولذا فسوف نقدم في هذا الفصل عرضا ً لأهم الصفات الجسمية والعقلية والوجدانية والخصائص المهنية للمعلما .
الصفات أو السمات الشخصية الجسمية :
أولاـ المظهر العام والصفات الجسمية
تتعدد الصفات الجسمية المرغوبة في المعلما ويمكن إيجاز أهم هذه الصفات فيما يلي :
(1) ينبغي أن تتمتع المعلمة بصحة جيدة فخلو جسمها من الأمراض المزمنة أو الخطيرة أمر يساعد كثير على تحمل مشاق عملها ولا غرابه في ذلك فالتدريس مهنة تتطلب جهدا فكريا بالإضافة إلى الجهد البدني وقد يرى بعضهن عكس هذا الرأي قائلا:" ما أسهل عمل المعلمة " ولعلها تقصد بذلك المعلمة الذي يلقي بعض المعلومات في غرفة الصف أو التي تشرف على تعلم الطالبات بعض المعلومات أو المهارات ولكننا نقصد المعلمة التي تؤدي عملها كما ينبغي أن يكون ويستمر فكرها مشغولا في الطريق وفي منزلها بطالباتها وبمشاكلهن التعليمية المختلفة كما يستمر جهدها البدني لعلاج تلك المشكلات وهو ما يجعلنا نؤكد على أهمية الصحة الجسمية والعقلية للمعلمة وبخاصة عند بدء التحاقها بالمهنة في شبابها كما يجعلنا نؤكد على أهمية الرعاية الصحية الدائمة لها عقب التحاقها بالمهنة للمحافظة على قدر عال من اللياقة الصحية حتى عند تقدمها في العمر.

(2) ينبغي أن يخلو جسم المعلمة من العاهات الظاهرة بما فيها العاهات التي تؤثر على حالتها الصحية العامة ومن أمثلة ذلك عيوب اللسان والفم التي تؤثر في النطق وفي مخارج الكلمات والعيوب الخاصة بحاستي السمع والنظر ذلك أن مهنة التدريس تعتمد على التفاعل اللفظي بين المعلمة والطالبات وهو ما يتطلب سلامة هذه الحواس.
وقد يمكن التغاضي في تدريس بعض المجالات الدراسية عن عيوب النظر إلا أن ذلك يتم في مجالات محدودة إذ تتطلب اغلب المجالات الأخرى سلامة حاسة النظر لدى المعلمة.

وتتعرض المعلمة للفحص الكامل من قبل طالباتها وهو ما يجعلنا نفضل أن تكون المعلمة متناسقة المظهر بشوشة الوجه إذ أن مثل هذه الصفات تكون مؤثرة في الآخرين كما أن بعض الوجوه تكون مقنعة عند تعاملها مع الطالبات في سن الطفولة بينما لا تكون كذلك عند تعاملها مع الطالبات في المراحل الدراسية الأعلى. وينسجم مع هذه الصفة اهتمامها بمظهرها الخارجي فينبغي أن يكون ملبسها نظيفا ومرتبا ومنسجما مع العادات والتقاليد السائدة في بلدها ومنطقتها وكذا الحال بالنسبة لشعرها وأظافرها لكونها قدوة حيث يتخذها كثير من الطالبات مثلا لهم فيقلدونها في مظهرها وفي تصرفاتها.

ثانيا / الصفات العقلية والنفسية و يمكن إيجاز أهم الصفات والعقلية والنفسية المطلوب توافرها في المعلمة فيما يلي
(1) ينبغي أن تتمتع المعلمة بقدر من الذكاء والفطنة التي تمكنها من التصرف بطريقة سريعة ومناسبة في مواقف مختلفة فتنوع الأحداث وتباينها في غرفة الفصل يتطلب من المعلمة قدرا من الحكمة كرد فعل لهذه الأحداث وهو مالا يمكن أن تقوم به بنجاح من يفتقر إلى قدر معقول من الفطنة والذكاء اللازمين في مثل هذه الحالات.
(2) ينبغي أن تتمتع المعلمة بقدر من الثقافة العامة في شتى مجالات المعرفة ومن الأهمية بمكان أن تعرف مصادر تلك المعرفة وكيفية الحصول عليها لأنها تتعرض في أحيان كثيرة لاستفسارات الطالبات حول موضوعات متنوعة من حيث الكم والمجال وما لم تكن لديه الإجابة فيجب أن تعرف كيف تحصل عليها بأقل جهد وفي اقصر وقت من الموسوعات أو المكتبات أو دوائر المعارف أو المصادر التقنية لتخزين المعلومات لذا يحسن أن تكون المعلمة قارئة دائمة الإطلاع لديها القدرة على فهم وتحليل ما يقرأ وتكون القدرة على ربط قراءتها بعلمها في مجال التربية والتعليم.
(3) وبصفه عامة لعلنا لا نبالغ إذا قلنا: أن المعلمة يجب أن تتمتع بقدرات عقلية مرتفعة وان يكون اختيارها مبينا على اختبارات لتحديد قدراتها وما العجب في ذلك إذا كانت المعلمة هي الشخصية التي سيناط به إعداد كافة الكوادر المهنية الأخرى للمجتمع.

(4) ينبغي أن تتمتع المعلمة بقدر مرتفع من فهم الذات والرضا عنها وان تكون متفهمًا لظروف حياتها المختلفة ولظروف عملها فان رضا المعلمة عن ذاتها يؤدي إلى:
* الوصول إلى السواء النفسي.
* العمل على مساعدة الآخرين والتعاون معهم
* اكتشاف مثالب النفس، والعمل على تقويمها، وتطوير النفس بشكل مستمر
*وجود شخصية متفائلة مرحة مستبشرة، مفتوحة الفكر والعقل.
ثالثا / الصفات الوجدانية للمعلمة:
(1) الإيمان الراسخ بالعقيدة الإسلامية ذلك أن هذا الإيمان لابد أن ينعكس بقصد أو دون قصد على سلوكيات المعلمة التي يقتدي بها طالباتها ويعملن على تقليدها فعقيدة المعلمة المسلمة توجه تقوم بمهامها في ضوء تلك العقيدة من جهة وتعمل على غرسها في نفوس الطالبات من جهة أخرى.

ونظراً لان المؤسسات التعليمية في شكلها الحديث تهدف بالدرجة الأولى إلى تنمية الناشئة بما يتفق مع ما ترسمه سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية فان عدم إيمان المعلمة بتلك العقيدة أو عدم اكتراثها بها يعني انها يعمل في اتجاه مخالف للاتجاه الذي تتبناه السياسة العامة للتعليم وهو يعني التقليل من الكم أو الكيف ( أو هما معا ) في مخرجات النظام التعليمي.
(2)الرغبة في الدعوة إلى ما تؤمن به ونشره بين الناس وهذه الرغبة الصادقة والجارفة تدفع المعلمة إلى صبغ أدائها التربوي والتعليمي وسلوكها العام بصبغة العقيدة التي تؤمن بها كما أن هذه الرغبة الصادقة تسهل على المعلمة تحمل المشاق والمتاعب المهنية المختلفة مما يدل على إيمانها بسمو هدفها وتعالي عقيدتها.

صفات تتعلق بمهنة التدريس
وينبغي أن تتوافر هذه الصفات في كل معلمة, وتتعلق بميدان التدريس ومهاراته والمادة العلمية التي ينبغي على المعلمة امتلاكها في ميدان تخصصها الأكاديمي والثقافة العامة خارج نطاق ذلك كي تتمكن من ممارسة التدريس بنجاح ويمكن تناول هذه الصفات تحت أقسام كما يلي:
أولاً/ المعرفة التخصصية:
على الرغم أن اهتمام التربية الحديثة بجوانب النمو الوجداني والمهاري إلى جانب النمو العقلي المعرفي إلا أن المعرفة لا تزال وسوف تظل ذات أهمية خاصة للمعلمة ولعملها في المدرسة.
لذلك فان كل معلمة لابد أن تمتلك قدرا من المعلومات الغزيرة في مجال تخصصها وتشمل ذلك معرفتها بعض الحقائق والبيانات الرئيسية فضلا عن فهمها للمفاهيم والتصميمات التي تنتمي لمجال تخصصها.
كما انه من الضروري أن تلم المعلمة بالفروع المختلفة في مجال تخصصها والعلاقة بينها والتنظيم المنطقي للمعارف في هذا المجال ونبذه عن تاريخه وعن العلماء الذين أسهموا فيه ووثيق الصلة بمعرفة المعلمة بمجال تخصصها إتقان لأساليب البحث المتبعة في هذا المجال ذلك أن تمكنها من هذه الأساليب يساعدها على نقل هذا الأسلوب إلى طالباتها فالمعرفة وحدها لم تعد كافية لإنسان العصر الحاضر بل لابد أن تقترن بأسلوب البحث عن المعرفة وتجديدها.
وهذا يعني أن معلمة العلوم ـ المهنية: لا بد أن تعرف الكثير عن طبيعة العلم وسبل البحث العلمي بالإضافة إلى كم من المعلومات العلمية في فروع العلوم المختلفة كالكيمياء والفيزياء والنبات والحيوان والجيولوجيا والفلك كما يجب أن تكون لديها الاستعداد لمزيد من التعلم في فرع أو أكثر من فروع التخصص وكذلك فان معلمة اللغة العربية لابد أن تعرف الكثير عن طبيعة اللغة ودورها في حياة البشر وأساليب البحث في مجال اللغة فضلا عن كم من المعلومات في النحو والصرف والتعبير والبلاغة والشعر والنثر إلى غير ذلك من المعارف والعلوم.
ثانيا/ المعارف والمهارات المهنية:
هناك جانب أخر من الصفات التي ينبغي توافرها في المعلمة تتعلق بمهنة التربية على وجه الخصوص ويعتمد توافرها على المعارف والمهارات المهنية التي يعتمد عليها في تشكيل الفكر التربوي للمعلمة وفي مساعدتها على فهم عملية التربية وفلسفتها للأسس التي تقوم عليها و يمكن تحديد أهم الصفات بالمعارف والمهارات للمعلمة فيما يلي:
1) ينبغي أن تتمتع المعلمة بفهم كامل للأسس النفسية للتعلم ويشمل ذلك أسس التعلم الجيد ونظريات التعلم المختلفة وتطبيقاتها في مجال التدريس والخصائص الجسمية والعقلية للطالبات خاصة في المرحلة التي تقوم بالتدريس فيها كما يجب أن تمتلك المعلمة القدرة على الاستفادة من معرفتها لهذه الخصائص في تعاملها مع طالباتها في مواقف التدريس المختلفة وفي مواقف النشاط الأخرى خارج غرفة الصف.
2) ينبغي أن تلم المعلمة بالطرق والمداخل المختلفة للتدريس وتتمكن من توظيفها حسب مقتضيات التعلم المختلفة لطالباتها ، كما يجب أن تتمتع بقدر أن المهارات التدريسية اللازمة لتمكينها من القيام بمهام عملها ويشمل ذلك مهارات تخطيط التدريس وتنفيذه فضلا عن مهارات إدارة الصف والتعلم الصفي وينبغي الإشارة إلى أهمية تدريب المعلمة على توظيف معارفها المختلفة في التدريس الفعلي.

3) ينبغي أن تلم المعلمة ببعض المعارف العامة بإطار التربية الإسلامية وبالمشكلات التربوية في المجتمع وغيرها من المعارف التربوية التي تكمل صور المعارف اللازمة لممارسة مهنة التعليم لديها.
4) ثالثاً/ الثقافة العامة:
على الرغم من التزايد المعرفي في شتى العلوم والتخصصات في العصر الراهن إلا أنه من الضروري إلمام المعلمة ببعض المعلومات العامة من خارج نطاق تخصصها الأكاديمي.
يعني ذلك أن لا تدير المعلمة ظهرها لكل المعارف التي تقع خارج نطاق مادة تخصصها وإنما عليها أن تولي اهتماما كبيرا لإتقان أساليب البحث عن المعرفة بالإضافة إلى استثمار وقت فراغها للنهل من منهل الثقافة العامة كلما أمكنها ذلك.
1- حقوق المعلمة المهنية:
• من حق المعلمة ان تؤهل تأهيلاً يمكِّنها من أداء رسالتها التربوية باقتدار ويتحقق ذلك عن طريق التدريب المستمر وتطوير المناهج وإكساب المعلمة تلك المهارات.
• رفع مستوى أداء المعلمة وتطويرها من خلال الدورات التدريبية اللازمة واطلاعها على كل جديد في مجال التربية والتعليم بهدف مواكبة التطورات الحاصلة في مجتمعنا عامة والميدان التربوي بوجه خاص ،فزيادة وعي أفراد الميدان التربوي خاصة العاملات منهم في المدارس يتطلب أساليب وممارسات حديثة تهدف إلى التخلي عن الأساليب التقليدية ولعل أفضل العوامل المحققة لذلك هو التعاون الوثيق بين الإشراف التربوي بأقسامه المختلفة من جهة والعاملات بالمدرسة من جهة اخرى والمبني على قناعة مشتركة يتبعها تخطيط جيد وتنفيذ سليم .

إن التدريب أثناء الخدمة داخل المدارس " كتصور جديد لدور المدرسة في الإرتقاء بأداء
العاملات فيها مستقبلاً " بإمكانه أن يقوم بدور فاعل في رتق الفجوة الموجودة بين التنظير
والتطبيق وذلك بالتركيز على تنمية العاملات بالمدرسة ومساعدتهن على زيادة النمو المعرفي والمهني لقدراتهن للوصول إلى تحسين وتطوير عملية التعليم والتعلم .
وإذا اعتبرنا أن إعداد المعلمات وتدريبهن وتأهليهن قضيتنا الجوهرية بإعتبار أن المعلمة الركن الأساسي لنجاح العملية التربوية والتعليمية فسنحقق أحدى غايتنا وهي إيجاد المعلمة الكفء المؤهلة لتربية أغلى ثروات الوطن وهم البنات وإعدادهن كمواطنات صالحات قادرين على تحمل مسؤولياتهن كنساء للمستقبل .
وقد نصت المادة "170" من مواد سياسة التعليم المتعلقة بالتدريب " بأن تدريب المعلمات عملية مستمرة لرفع مستواهن وتجديد معلوماتهن وخبراتهن ".فالتأهيل والإعداد التربوي للمعلمات أثناء الخدمة يعتبر من العوامل الضرورية لتحقيق مايلي :
1- لتحسين وتطوير عملية التعليم والتعلم
2- لرفع كفاءة الهيئة التعليمية وأداء المعلمات .
3- للنمو الشخصي والمعرفي والمهني للمعلمات والعاملات في المجال التعليمي
حوافز لمتدربات :
1 – يمنحون شهادة معتمدة للبرامج التي يلتحقون بها ويمكن الاستفادة من هذه الشهادة في زيادة نقاط المعلمة عند الترشيح للدراسات العليا والدورات والمواقع القيادية .
2 – مقابل مادي يعطي للمعلمات الذين يلتحقون بالدورات المسائية في مراكز التدريب التربوي
• تشجيع البحث العلمي والتجريب: يجب تشجيع المعلمة على البحث العلمي والتجريب في مجال الإعداد، وطرائق التدريس، والادارة الصفية و التقويم...الخ.
• رعاية المعلمات المتميزات والعمل على تنمية مواهبهن وتوثيق إنجازاتهن ونشاطاتهن المتميزة في الدراسات والأبحاث وتعريف الآخرين بها.
• تحديد الأنظمة الوظيفية والجزائية تحددياً دقيقاً حتى تعرف المعلمة ما لها وما عليها.
• معالجة مشكلات المعلمة بأسلوب تربوي بعيداً عن التسلط والتشهير.
• تمكين المعلمة من تدريس موضوع تخصصها إلا إذا دعت الحاجة .
• توفير البيئة المدرسية المناسبة حتى تعمل المعلمة براحة وأمان.

وسام التميمي مديره الثانويه 45
2011-01-23, 11:01 PM
شـكـــــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
http://store2.up-00.com/Dec10/X7612877.gif (http://www.up-00.com/)