صبا الروح
2010-11-11, 10:33 AM
الليلة بلا أضواء ! .. الظلام يكتسح كل الحقول .. والمروج .. والدروب ! ..
والمعاناة تعصر قلبه ! .. أمامه خيار واحد لا ثاني له ..
وعليه أن يقرر سريعاً !! .. فكره يتأرجح بين مد وجزر .. والحيرة تعصف بوجدانه ! ..
شد معطفه الرومي على جسده .. وسار بخطى حائرة .. منكسرة !!
كل شيء ينهار تحت ضربات إعصار رهيب .. لابصيص للنور .. أشباح
رهيبة تنعق في غسق الليل .. تلقي بنذير الشر في كل مكان !
زادت حيرته ومضى في سيره لا يلوي على شيء .. كانت الرياح تندب
في عويل من بين الجبال .. فتفزع لعويلها الأشجار والأطيار ..
حناجر المآذن تستغيث باكية .. ومآتم رهيبة هنا وهناك تهيج الأحزان والأشجان !!
غمره الحزن ! .. لاحقه عويل الرياح ، فامتلأ قلبه كمد .. وسار بين الأشجار بانكسار ..
رأى طيفها هناك أمامه .. تأمل وجهها بقسماته البريئة ..
فهاجت أشواقه !! ..
سألها بصوته المنكسر : هل أنت على يقين أنك اخترت الصواب ؟؟
ابتسمت وأجابته بصوتها الملائكي : نعم ! ..
لكن .. أنت .. والصغار .. ؟؟ .. - سأل بحيرة -
قاطعته : نستطيع أن نحتمل كل آلامنا .. لكن آلام أمتي تسحقنا .. تسحقنا !!
_ كان الشوق بقلبه قد بلغ مداه _
سألها في تردد : وحبنا ؟؟
رمقته بحب عميق ثم قالت : سأبقي قلبي لك !!
كيف ؟؟ أين ؟؟ لماذا ؟؟ .. _ صرخ بها ! _
أجابته بشجن : " اصبر ! .. وصابر ! .. ورابط ! .. "
نظر إليها بألم ! .. اضطربت الصورة أمامه .. اضمحلت .. غاب طيفها
تماماً ..
ازداد خفقان قلبه .. غرق في بحر حزنه من جديد !!
ومضى في سيره الحائر .. وصدى صوتها تردده الرياح بعمق :
" اصبر ! .. وصابر ! .. ورابط ! .. "
هبت العاصفة .. طفق يعدو في الغابة .. والريح تزمجر ..
رأى الأشجار تتلوى .. تتكسر أغصانها تحت قصف الرعد والأمطار ..
والصخور تتساقط من حوله ..
بين الأشجار راح يعدو .. والعويل يملأ العتمة .. انفجر المكان كله من حوله ..
غمره ألم شديد .. سقط بعنف على الأرض .. ثم !! .. لم يعد يشعر بشيء !! ..
ماإن انجلت الحجب وهدأت العاصفة ، حتى وجد نفسه ينزف وحيداً ..
والسكون يلف المكان حوله .. لاشيء يتحدث الآن سوى الصمت !! ..
لحظات .. وعاد إليه الصدى الشجي : " اصبر ! .. وصابر ! .. ورابط ! .. " ..
نظر إلى السماء مستسلماً ! ..
نادى من أعماقه مستغيثاً : إلهي ! ..
أفض على روح مجروح وقلب مقروح شلال نور يلقاه وجداني !
إلهي !! رحماك !! ..
أحس بحاجة ملحة للبكاء .. لكن نسمة هواء هبت على وجهه ..
فجفت الدمعة في مآقيه .. أخرجته من ظلمات الحيرة إلى نور اليقين ..
انتفضت روحه .. واشتعلت نيران الغضب داخله ..
فلا الريح ولا الأمطار تستطيع إطفاءها الآن .. ضرب بكفه الأرض .. صاح :
بيني وبين أن أكون ضيفاً للجنان خطوة واحدة !! ..
كيف لي أن أتردد ؟؟ !! ..
انطلق في ثبات .. عازماً على خياره الوحيد :
إلى المجد ! .. إلى الخطوط الأمامية ! .. إلى الشهادة والخلود ! .
والمعاناة تعصر قلبه ! .. أمامه خيار واحد لا ثاني له ..
وعليه أن يقرر سريعاً !! .. فكره يتأرجح بين مد وجزر .. والحيرة تعصف بوجدانه ! ..
شد معطفه الرومي على جسده .. وسار بخطى حائرة .. منكسرة !!
كل شيء ينهار تحت ضربات إعصار رهيب .. لابصيص للنور .. أشباح
رهيبة تنعق في غسق الليل .. تلقي بنذير الشر في كل مكان !
زادت حيرته ومضى في سيره لا يلوي على شيء .. كانت الرياح تندب
في عويل من بين الجبال .. فتفزع لعويلها الأشجار والأطيار ..
حناجر المآذن تستغيث باكية .. ومآتم رهيبة هنا وهناك تهيج الأحزان والأشجان !!
غمره الحزن ! .. لاحقه عويل الرياح ، فامتلأ قلبه كمد .. وسار بين الأشجار بانكسار ..
رأى طيفها هناك أمامه .. تأمل وجهها بقسماته البريئة ..
فهاجت أشواقه !! ..
سألها بصوته المنكسر : هل أنت على يقين أنك اخترت الصواب ؟؟
ابتسمت وأجابته بصوتها الملائكي : نعم ! ..
لكن .. أنت .. والصغار .. ؟؟ .. - سأل بحيرة -
قاطعته : نستطيع أن نحتمل كل آلامنا .. لكن آلام أمتي تسحقنا .. تسحقنا !!
_ كان الشوق بقلبه قد بلغ مداه _
سألها في تردد : وحبنا ؟؟
رمقته بحب عميق ثم قالت : سأبقي قلبي لك !!
كيف ؟؟ أين ؟؟ لماذا ؟؟ .. _ صرخ بها ! _
أجابته بشجن : " اصبر ! .. وصابر ! .. ورابط ! .. "
نظر إليها بألم ! .. اضطربت الصورة أمامه .. اضمحلت .. غاب طيفها
تماماً ..
ازداد خفقان قلبه .. غرق في بحر حزنه من جديد !!
ومضى في سيره الحائر .. وصدى صوتها تردده الرياح بعمق :
" اصبر ! .. وصابر ! .. ورابط ! .. "
هبت العاصفة .. طفق يعدو في الغابة .. والريح تزمجر ..
رأى الأشجار تتلوى .. تتكسر أغصانها تحت قصف الرعد والأمطار ..
والصخور تتساقط من حوله ..
بين الأشجار راح يعدو .. والعويل يملأ العتمة .. انفجر المكان كله من حوله ..
غمره ألم شديد .. سقط بعنف على الأرض .. ثم !! .. لم يعد يشعر بشيء !! ..
ماإن انجلت الحجب وهدأت العاصفة ، حتى وجد نفسه ينزف وحيداً ..
والسكون يلف المكان حوله .. لاشيء يتحدث الآن سوى الصمت !! ..
لحظات .. وعاد إليه الصدى الشجي : " اصبر ! .. وصابر ! .. ورابط ! .. " ..
نظر إلى السماء مستسلماً ! ..
نادى من أعماقه مستغيثاً : إلهي ! ..
أفض على روح مجروح وقلب مقروح شلال نور يلقاه وجداني !
إلهي !! رحماك !! ..
أحس بحاجة ملحة للبكاء .. لكن نسمة هواء هبت على وجهه ..
فجفت الدمعة في مآقيه .. أخرجته من ظلمات الحيرة إلى نور اليقين ..
انتفضت روحه .. واشتعلت نيران الغضب داخله ..
فلا الريح ولا الأمطار تستطيع إطفاءها الآن .. ضرب بكفه الأرض .. صاح :
بيني وبين أن أكون ضيفاً للجنان خطوة واحدة !! ..
كيف لي أن أتردد ؟؟ !! ..
انطلق في ثبات .. عازماً على خياره الوحيد :
إلى المجد ! .. إلى الخطوط الأمامية ! .. إلى الشهادة والخلود ! .