أ.دلال العوفي
2010-10-22, 04:03 AM
كنت ساكتب عن هذا الحدث التاريخي ,كنت سابوح , بــ كل ما شعرت به وانا اتابع الاحداث , وأتألم لاجلهم ,
وقد قُــــبروا وهم احياء ,بل ان القبر لا يَبعُد عن سطح الارض اكثر من 2 م وهم يبعدون عنه بــ اكثر من 700 م ؟!
وأتأمل حالهم ,, ثم حــــالنا ,,
لكنني وجدت هذا المقال ,يفي بالغرض مقال جدا رائع ,, يسد ويكفي ,, بــ قلم :- د.محمد رحال
بـــ تاريخ : 18-10-2010
قراءه ممتعه ....:fruits_cherry:
لمدة شهرين متتالين استطاعت دولة تشيلي أن تشد أنظار العالم إليها، فــ انهيار منجم, في العالم( وخاصة في البلاد الاشتراكية التي يتغنى بقايا أصحاب الحلم الشيوعي بوساختها) كان يعني قطعا موت العمال الذين في داخله ، ولكن تشيلي استطاعت أن تهزم هذه النظرية حينما أعلن وزير المعادن فيها عن عزم الدولة على إنقاذ مواطنيها ، وبدعم كبير ومتواصل من رئيس تشيلي.
كانت أنظار العالم في الأيام الأخيرة متجهة إلى كبسولة الإنقاذ، وكانت العيون تتابع دوران عجلة الحبال، وكانت القلوب تخفق طوال نزول الكبسولة إلى ارض النفق، ومع صعود كل ناج من المحاصرين كانت صيحات الانتصار الإنساني تنطلق من القلوب عالمية الصدى ، ومعها تلك اللحظات التي يقابل بها الناجون احد ذويهم فيضمهم إلى صدره في عناق طويل دمعت معه العيون تأثرا بلحظات إنسانية يتأثر بها كل ذو كبد رطبة .
المواطن العربي تابع تلك اللحظات ولكن عيونه كانت مركّزة ليس على من نجا من العمال ، وإنما كانت مركزة على الرئيس التشيلي الذي لاحظته العيون العربية وعرفت انه لم ينم على مدى يومين متتالين ، ومعه وزير التعدين والرئيس البوليفي ، والى جانب الرئيس التشيلي كانت زوجته وقد ارتدى الجميع لباس الإنقاذ البرتقالي وكأنهم يقولون للعالم إنهم بعض رجال طاقم الإنقاذ ، وأكثر ما شدّ انتباه الجميع من المواطنين العرب هو تلك اللهفة الكبيرة والعارمة من الرئيس التشيلي لاستقبال كل صاعد عبر الكبسولة التشيلية ، ولم يمنعه مركزه الرئاسي أبدا أن يضم وفي كل مرة من نجا إلى صدره ، ولن اصف أبدا ماذا يعني أن يتقدم رئيس تشيلي إلى عامل بقي لمدة أكثر من شهرين محصورا على عمق أكثر من سبعمائة متر وسط الأوحال والأوساخ ودون استحمام ، ليصعد إلى وجه الكرة الأرضية حاملا تلك الروائح ليجد رئيس بلاده يستقبله ويضمه إلى صدره طويلا وكأنه طفله الوحيد وغير عابي بطول ساعات الانتظار على قدميه أو بتلك الروائح الخانقة المبتعثة من الناجين ، وهي صورة صعبة في عيون فاقدي الحنان العربي ممن اعتادت أنفسهم على عصا السلطة منذ المرحلة الابتدائية حتى دخولهم القبر ليلاقوا الراحة الأبدية عند ربهم .
دقائق الاستقبال الحانية لم تكن تمثيلا وإنما أحس بها أصحابها الذين فوجئوا بزوجة الرئيس التشيلي إلى جانبه ترتدي لباس الطوارئ ، مودعة نعومة الحياة الرئاسية ، لتشارك زوجها فرحة استقبال المواطنين من أبناء بلدها ، وكانت وهي تضم أبناء بلدها تمثل للمواطن العربي شخصية قيادية لم يعتادوا أبدا على رؤية أنماطها ،
عملية الإنقاذ التي استمرت يومين طويلين لم تكن هي مدة الإنقاذ ، وإنما سبقها فترة من العمل الشاق من اجل الإعداد لأصعب عملية إنقاذ في العالم واشهرها ، وسجلت فيها حكومة تشيلي أوسع جولة من الاتصالات في العالم امتدت شرقا وغربا ، واتسعت حتى وصلت إلى خبراء البحر والجو ووكالة الفضاء ناسا ، من اجل الوصول الآمن إلى المواطن التشيلي في قعر الأرض ، ودرست فيها عمليات الانتشال بدقة ، ولم تغفل دولة تشيلي حتى عن تزويد الكبسولة بكل وسائل الرفاه والأمان حفاظا على مواطنيها ، وصرفت من اجل ذلك الأموال الطائلة ، فقد كانت حياة هؤلاء العمال بالنسبة للرئيس التشيلي وكأنها حياة أو موت بالنسبة له ولحكومته ، وكان له مااراد ، وتم الإنقاذ ، وفرح الشعب التشيلي بإنقاذ مواطنيه ، ومعهم فرح العالم اجمع بذلك الفرح .
فقط المواطن العربي بقي حزينا أمام تلك الصور الإنسانية الخالدة لصور قادة تشيلي وبوليفيا وزوجاتهم ، فقد افتقدت الصورة صورة البساط الأحمر الذي اعتاد عليه الزعيم العربي والذي لا يستطيع المشي إلا عليه مترافقا مع الموسيقى ، ،
، لقد كانت الصور المباشرة القادمة من تشيلي صورا ليست من اجل نقل عملية الإنقاذ مباشرة وإنما كانت صورة من اجل أن تعرّي بعض القادة العرب ونظامهم ، وتصور مدى خوفهم من هؤلاء المواطنون ، وصورة الرئيس التشيلي الذي جاء مع زوجته وحيدا دون حراسة تبرهن مدى استخدام الشورى في الحكم والديمقراطية في التعامل الإنساني ، حيث يصبح القائد فردا يأمنه المواطن ، ويأمن معه المواطن بوائقه وشروره ، وصورة الرئيس التشيلي دون حراسة كانت تعبيرا عن مدى الخوف الرهيب للقائد العربي الذي يتفاخر بين زملائه بالإعداد الكبيرة من حوله من الحراس ، ومع ذلك فانه ينام وهو خائف وعيونه نصف مغمضة ،.
كانت عيون المواطن العربي وهي ترمق حبال الإنقاذ وكبسولة النجاة تتذكر حاكما عربيا اختبأ في صرم الشيخ بعيدا عن شعبه وفي ظل حماية صهيونية ، ومعها ملايين الصور من القهر والمرض والفقر والجوع ،
واستذكروا مئآت الشهداء من قتلى القطار الذين احترقوا نتيجة الإهمال ، ومعهم استذكروا شهداء سفينة الإهمال(السلام) والذين أكلتهم قروش السلطة قبل أن تأكلهم قروش البحر ، والى جانبهم سؤال مازال يتردد عن بعض المفقودين الذين ظهروا على وسائل الإعلام في إحدى سفن الإنقاذ ثم اختفوا ولم يظهر لهم أثرا حتى اليوم ، ومع عجلة الإنقاذ دار شريط الذكريات وذهب إلى حي الدويقة ليشاهد عشرات الأسر والأطفال قتلى وصرعى دهستهم الصخور المتساقطة التي رمتها وأسقطتها فوق رؤوس الغافلين الإهمال المتعمد لقطعان اللصوص
، ومع كل ناج كانت الصور تمشي لتصور عربيا اسمه مجدي حسين حكم عليه بالسجن لسنوات لأنه أراد أن يوصل حبل النجاة إلى إخوة الدم والعروبة والإسلام المحاصرين في غزة.
إن صورة النفق المظلم الذي دخل فيه أهل العراق ، ونساء العراق ، وأطفال العراق ، وأيتام العراق وأرامله ، وصورة جيران العراق وهم يرسلون أطنان المتفجرات لقتل من بقي من أهل العراق ، إنها صور لاعلاقة لها أبدا بمن حوصر بأنفاق المنجم المنهار في تشيلي ولكنها كانت صورا لم تغب أبدا عن ناظر المواطن العربي الذي منعت الأنظمة العربية مد أي حبل للعون لذلك الشعب المحترق وتحت طائل الاتهام بالإرهاب لكل قرش يذهب إلى ثكالى العراق،
لقد كانت الصور المارة في شريط الذكريات مروعة وهي تصور سيول الطوفان تشرد الملايين في الأقطار العربية ، ولم يتحرك ضمير قادة تلك البلاد وزوجاتهم إلى ارتداء ثوب الإنقاذ والسعي لتسجيل موقف إنساني واحد سليم يلاقوا به وجه الله ،
.
صور التكنولوجيا المتقدمة التي جلبتها الحكومة التشيلية إلى مكان الإنقاذ ، ومعها السرعة الكبيرة التي استطاعت فيها تشيلي من ترك مكانها بين الدول المتخلفة لــــ تنضوي في ركاب الدول الصناعية ، صاحبها صور لقادة امتنا والذين كلما مر قطار التقدم على الأمم وقادهم سريعا ، نجد إن قادتنا حفروا لامتنا المزيد من الحفر العميقة لكي تأتي الأجيال القادمة فتعيش في عصر حجري مشرق يورثه لهم قادتنا الأفاضل حفظهم الله .
لقد رأى المواطن العربي من خلال الصور القادمة من تشيلي صورة عمر بن الخطاب الذي محا سيرته القادة العرب من كتب التاريخ خوفا من سيرته ، لقد رأى المواطن العربي أثرا لصورة عمر بن الخطاب في تلك البساطة التي شاهدوها في قادة تشيلي ، وكان صدى قول عدلت فأمنت فنمت يصاحب تلك الصور القادمة مع صور الرئيس التشيلي
وهي صور اعتدنا عليها في الدول الأوروبية ، فالحاكم الغربي يحكم البلاد الغربية بموجب عقد بينه وبين الشعب وبموجب عقد يوافق عليه الشعب مقابل راتب شهري له يتقاضاه، ويحاسب أمام الشعب كرجل عادي مخطئ عند الخطأ ولا تجد منافقا واحدا يدافع عن خياناته وعبثه ، أما صورة الحاكم العربي فهي
(( #$%^&*@#$ طلاسم اتركها لكم لــ تعبئتها بما يتناسب ووجهة نظر كلا منكم))
وان العقد الاجتماعي الذي يحكم بموجبه الحاكم الغربي لامكان له في الآمة العربية والتي أصبح من المحرمات فيها أن يحلم فيها المواطن العربي بذلك العقد الذي يقسم عليه كل القادة العرب ثم يبولون عليه في اليوم التالي.
.................
انتهى
الموضوع كما ذكرت سابقا , رائع رغم تحفظي على بعض الافكار والالفاظ فيه والتي اجتهدت على قدر استطاعتي ولم اضعها هنا
وبما انني وضعت الموضوع في منتدى تربية وتعليم , فــ انني اتمنى على كل قاريء , له . وقــــارئه ان يضعونه في مقياس التربية والتعليم , فيستخرجون منه ايجابيات ترتقي بنا وبــ العمليه التعليميه
وووبس
:01211:
وقد قُــــبروا وهم احياء ,بل ان القبر لا يَبعُد عن سطح الارض اكثر من 2 م وهم يبعدون عنه بــ اكثر من 700 م ؟!
وأتأمل حالهم ,, ثم حــــالنا ,,
لكنني وجدت هذا المقال ,يفي بالغرض مقال جدا رائع ,, يسد ويكفي ,, بــ قلم :- د.محمد رحال
بـــ تاريخ : 18-10-2010
قراءه ممتعه ....:fruits_cherry:
لمدة شهرين متتالين استطاعت دولة تشيلي أن تشد أنظار العالم إليها، فــ انهيار منجم, في العالم( وخاصة في البلاد الاشتراكية التي يتغنى بقايا أصحاب الحلم الشيوعي بوساختها) كان يعني قطعا موت العمال الذين في داخله ، ولكن تشيلي استطاعت أن تهزم هذه النظرية حينما أعلن وزير المعادن فيها عن عزم الدولة على إنقاذ مواطنيها ، وبدعم كبير ومتواصل من رئيس تشيلي.
كانت أنظار العالم في الأيام الأخيرة متجهة إلى كبسولة الإنقاذ، وكانت العيون تتابع دوران عجلة الحبال، وكانت القلوب تخفق طوال نزول الكبسولة إلى ارض النفق، ومع صعود كل ناج من المحاصرين كانت صيحات الانتصار الإنساني تنطلق من القلوب عالمية الصدى ، ومعها تلك اللحظات التي يقابل بها الناجون احد ذويهم فيضمهم إلى صدره في عناق طويل دمعت معه العيون تأثرا بلحظات إنسانية يتأثر بها كل ذو كبد رطبة .
المواطن العربي تابع تلك اللحظات ولكن عيونه كانت مركّزة ليس على من نجا من العمال ، وإنما كانت مركزة على الرئيس التشيلي الذي لاحظته العيون العربية وعرفت انه لم ينم على مدى يومين متتالين ، ومعه وزير التعدين والرئيس البوليفي ، والى جانب الرئيس التشيلي كانت زوجته وقد ارتدى الجميع لباس الإنقاذ البرتقالي وكأنهم يقولون للعالم إنهم بعض رجال طاقم الإنقاذ ، وأكثر ما شدّ انتباه الجميع من المواطنين العرب هو تلك اللهفة الكبيرة والعارمة من الرئيس التشيلي لاستقبال كل صاعد عبر الكبسولة التشيلية ، ولم يمنعه مركزه الرئاسي أبدا أن يضم وفي كل مرة من نجا إلى صدره ، ولن اصف أبدا ماذا يعني أن يتقدم رئيس تشيلي إلى عامل بقي لمدة أكثر من شهرين محصورا على عمق أكثر من سبعمائة متر وسط الأوحال والأوساخ ودون استحمام ، ليصعد إلى وجه الكرة الأرضية حاملا تلك الروائح ليجد رئيس بلاده يستقبله ويضمه إلى صدره طويلا وكأنه طفله الوحيد وغير عابي بطول ساعات الانتظار على قدميه أو بتلك الروائح الخانقة المبتعثة من الناجين ، وهي صورة صعبة في عيون فاقدي الحنان العربي ممن اعتادت أنفسهم على عصا السلطة منذ المرحلة الابتدائية حتى دخولهم القبر ليلاقوا الراحة الأبدية عند ربهم .
دقائق الاستقبال الحانية لم تكن تمثيلا وإنما أحس بها أصحابها الذين فوجئوا بزوجة الرئيس التشيلي إلى جانبه ترتدي لباس الطوارئ ، مودعة نعومة الحياة الرئاسية ، لتشارك زوجها فرحة استقبال المواطنين من أبناء بلدها ، وكانت وهي تضم أبناء بلدها تمثل للمواطن العربي شخصية قيادية لم يعتادوا أبدا على رؤية أنماطها ،
عملية الإنقاذ التي استمرت يومين طويلين لم تكن هي مدة الإنقاذ ، وإنما سبقها فترة من العمل الشاق من اجل الإعداد لأصعب عملية إنقاذ في العالم واشهرها ، وسجلت فيها حكومة تشيلي أوسع جولة من الاتصالات في العالم امتدت شرقا وغربا ، واتسعت حتى وصلت إلى خبراء البحر والجو ووكالة الفضاء ناسا ، من اجل الوصول الآمن إلى المواطن التشيلي في قعر الأرض ، ودرست فيها عمليات الانتشال بدقة ، ولم تغفل دولة تشيلي حتى عن تزويد الكبسولة بكل وسائل الرفاه والأمان حفاظا على مواطنيها ، وصرفت من اجل ذلك الأموال الطائلة ، فقد كانت حياة هؤلاء العمال بالنسبة للرئيس التشيلي وكأنها حياة أو موت بالنسبة له ولحكومته ، وكان له مااراد ، وتم الإنقاذ ، وفرح الشعب التشيلي بإنقاذ مواطنيه ، ومعهم فرح العالم اجمع بذلك الفرح .
فقط المواطن العربي بقي حزينا أمام تلك الصور الإنسانية الخالدة لصور قادة تشيلي وبوليفيا وزوجاتهم ، فقد افتقدت الصورة صورة البساط الأحمر الذي اعتاد عليه الزعيم العربي والذي لا يستطيع المشي إلا عليه مترافقا مع الموسيقى ، ،
، لقد كانت الصور المباشرة القادمة من تشيلي صورا ليست من اجل نقل عملية الإنقاذ مباشرة وإنما كانت صورة من اجل أن تعرّي بعض القادة العرب ونظامهم ، وتصور مدى خوفهم من هؤلاء المواطنون ، وصورة الرئيس التشيلي الذي جاء مع زوجته وحيدا دون حراسة تبرهن مدى استخدام الشورى في الحكم والديمقراطية في التعامل الإنساني ، حيث يصبح القائد فردا يأمنه المواطن ، ويأمن معه المواطن بوائقه وشروره ، وصورة الرئيس التشيلي دون حراسة كانت تعبيرا عن مدى الخوف الرهيب للقائد العربي الذي يتفاخر بين زملائه بالإعداد الكبيرة من حوله من الحراس ، ومع ذلك فانه ينام وهو خائف وعيونه نصف مغمضة ،.
كانت عيون المواطن العربي وهي ترمق حبال الإنقاذ وكبسولة النجاة تتذكر حاكما عربيا اختبأ في صرم الشيخ بعيدا عن شعبه وفي ظل حماية صهيونية ، ومعها ملايين الصور من القهر والمرض والفقر والجوع ،
واستذكروا مئآت الشهداء من قتلى القطار الذين احترقوا نتيجة الإهمال ، ومعهم استذكروا شهداء سفينة الإهمال(السلام) والذين أكلتهم قروش السلطة قبل أن تأكلهم قروش البحر ، والى جانبهم سؤال مازال يتردد عن بعض المفقودين الذين ظهروا على وسائل الإعلام في إحدى سفن الإنقاذ ثم اختفوا ولم يظهر لهم أثرا حتى اليوم ، ومع عجلة الإنقاذ دار شريط الذكريات وذهب إلى حي الدويقة ليشاهد عشرات الأسر والأطفال قتلى وصرعى دهستهم الصخور المتساقطة التي رمتها وأسقطتها فوق رؤوس الغافلين الإهمال المتعمد لقطعان اللصوص
، ومع كل ناج كانت الصور تمشي لتصور عربيا اسمه مجدي حسين حكم عليه بالسجن لسنوات لأنه أراد أن يوصل حبل النجاة إلى إخوة الدم والعروبة والإسلام المحاصرين في غزة.
إن صورة النفق المظلم الذي دخل فيه أهل العراق ، ونساء العراق ، وأطفال العراق ، وأيتام العراق وأرامله ، وصورة جيران العراق وهم يرسلون أطنان المتفجرات لقتل من بقي من أهل العراق ، إنها صور لاعلاقة لها أبدا بمن حوصر بأنفاق المنجم المنهار في تشيلي ولكنها كانت صورا لم تغب أبدا عن ناظر المواطن العربي الذي منعت الأنظمة العربية مد أي حبل للعون لذلك الشعب المحترق وتحت طائل الاتهام بالإرهاب لكل قرش يذهب إلى ثكالى العراق،
لقد كانت الصور المارة في شريط الذكريات مروعة وهي تصور سيول الطوفان تشرد الملايين في الأقطار العربية ، ولم يتحرك ضمير قادة تلك البلاد وزوجاتهم إلى ارتداء ثوب الإنقاذ والسعي لتسجيل موقف إنساني واحد سليم يلاقوا به وجه الله ،
.
صور التكنولوجيا المتقدمة التي جلبتها الحكومة التشيلية إلى مكان الإنقاذ ، ومعها السرعة الكبيرة التي استطاعت فيها تشيلي من ترك مكانها بين الدول المتخلفة لــــ تنضوي في ركاب الدول الصناعية ، صاحبها صور لقادة امتنا والذين كلما مر قطار التقدم على الأمم وقادهم سريعا ، نجد إن قادتنا حفروا لامتنا المزيد من الحفر العميقة لكي تأتي الأجيال القادمة فتعيش في عصر حجري مشرق يورثه لهم قادتنا الأفاضل حفظهم الله .
لقد رأى المواطن العربي من خلال الصور القادمة من تشيلي صورة عمر بن الخطاب الذي محا سيرته القادة العرب من كتب التاريخ خوفا من سيرته ، لقد رأى المواطن العربي أثرا لصورة عمر بن الخطاب في تلك البساطة التي شاهدوها في قادة تشيلي ، وكان صدى قول عدلت فأمنت فنمت يصاحب تلك الصور القادمة مع صور الرئيس التشيلي
وهي صور اعتدنا عليها في الدول الأوروبية ، فالحاكم الغربي يحكم البلاد الغربية بموجب عقد بينه وبين الشعب وبموجب عقد يوافق عليه الشعب مقابل راتب شهري له يتقاضاه، ويحاسب أمام الشعب كرجل عادي مخطئ عند الخطأ ولا تجد منافقا واحدا يدافع عن خياناته وعبثه ، أما صورة الحاكم العربي فهي
(( #$%^&*@#$ طلاسم اتركها لكم لــ تعبئتها بما يتناسب ووجهة نظر كلا منكم))
وان العقد الاجتماعي الذي يحكم بموجبه الحاكم الغربي لامكان له في الآمة العربية والتي أصبح من المحرمات فيها أن يحلم فيها المواطن العربي بذلك العقد الذي يقسم عليه كل القادة العرب ثم يبولون عليه في اليوم التالي.
.................
انتهى
الموضوع كما ذكرت سابقا , رائع رغم تحفظي على بعض الافكار والالفاظ فيه والتي اجتهدت على قدر استطاعتي ولم اضعها هنا
وبما انني وضعت الموضوع في منتدى تربية وتعليم , فــ انني اتمنى على كل قاريء , له . وقــــارئه ان يضعونه في مقياس التربية والتعليم , فيستخرجون منه ايجابيات ترتقي بنا وبــ العمليه التعليميه
وووبس
:01211: