يحيى الغامدي
2015-11-16, 01:56 AM
هذه مشاركتي الأولى في المنتدى آمل أن تكون مساهمة جيدة :)
مادة الإنشاء من المواد التي تعتبر مملة نوعا ما لكثير من الطلاب ووقت استرخاء واستراحة لكثير من المعلمين. برغم أهمية تربية جيل يملك أدوات الكتابة الجيدة ويحسن استخدامها للأهمية الكبرى لها، إلا أننا لم نعط هذه المادة حقها من الرعاية والاهتمام.
من هنا خطرت ببالي طريقة تجمع بين المتعة والفائدة وقد لاقت استحسان كثير من الطلاب واستفاد منها عدد جيد منهم.هذه الفكرة هي أن أربط الطلاب بكتاب مميزين يملكون جمال القلم وجمال المعنى الذي يكتبون عنه، فوقع اختياري على كتاب النظرات للمنفلوطي. كان سبب الفكرة هو قناعتي بأنك إذا أردت أن تكتسب مهارات الكتابة الجيدة فالطريقة الصحيحة هي القراءة لكتاب جيدين.
أوصيت الطلاب باقتنائه ذاكرا لهم أنه مقررنا في مادة الإنشاء وعلى الجميع شراؤه من المكتبة. فعلا اشتراه جميع الطلاب حتى نفذت النسخ من مكتبة جرير.
كانت طريقة التدريس كالتالي:
أولا يتم اختيار إحدى موضوعات الكتاب وذلك بمناقشة مع الطلاب واختيار جماعي بيننا. كان الاختيار غالبا من قبل الطلاب الذين قد بدأوا في قراءة بعض المقالات التي أعجبتهم.
ثانيا أطلب من الطلاب قراءة الموضوع المقترح ثم تلخيصه فإن لم يستطيعوا فليكتبوه نسخا.
بدأت الفكرة وأصبح الطلاب يلخصون أو ينسخون ما استطاعوا إذا كان المقال طويلا ثم يلقونه في الفصل ليعتادوا على مهارة الإلقاء. أبدى كثير من الطلاب استحسانهم واستمتاعهم بالقراءة بل قال بعضهم بأن الكتاب أصبح متداولا في البيت.
بعد مضي فترة من الدراسة لعدد من المقالات طلبت منهم أن يتوقفوا عن الكتاب ليكتبوا لي مقالا في أي مجال يريدونه. اختار كل طالب موضوعا وكتب فيه ثم أحضروها لي في الحصة التالية.
مما لا أنساه أن أحد الطلاب الجيدين، لا زلت أذكر اسمه بعد مضي سنوات طويلة، والذي كان يشتكي من عدم فهمه لكيفية الكتابة وعدم رغبته في مادة التعبير/الإنشاء، كتب مقالة ورفع يده ليقرأها أمام زملائه. كانت كتابته رائعة حتى أني ذهلت من جمال أسلوبه فسألته أكثر من مرة يا فلان هل أنت من كتب هذه وهو يؤكد لي بأن نعم والله. العجيب أني لما سألته كيف وأنت كنت تشتكي من صعوبة الكتابة فقال لي والله يا أستاذ لست أدري وإنما لما جاءتني الفكرة أمسكت بالقلم وبدأت الكتابة مباشرة.
هو لا يدري ولكني أدري وذلك عن تجربة مع نفسي ومع طلابي حيث إن قراءتهم لكاتب فذ مثل المنلفوطي وعيشهم مع كتابه فترة من الزمن جعلتهم يتقنون شيئا من مهارات الكتابة دون عناء بل يتقنون أسلوب الكاتب نفسه دون شعور.
أختم هذا بموقف جميل كان السبب في تطبيقي لهذه الفكرة وهي أن شخصا ما جاء لأديب يسأله عن طريقة لتحسين كتابته فقال له لدي طريقة جيدة فإن وعدتني بأن تعمل بها قلتها لك فوعدها بذلك فأعطاه كتاب الذكريات للأديب الكبير الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله وهو عبارة عن 7 أجزاء فيما أذكر وطلب منه أن يقرأها ويكتب له مقال بعد كل جزء، وحين فراغه من آخر جزء أن يحضر له المقال الأول والأخير.
الملفت للنظر أن ذلك الأديب أخذ المقال الأخير لجمع من المهتمين بالأدب وقرأه عليهم ثم سألهم عن الكاتب فقال نصفهم هو الطنطاوي وقال النصف الآخر هو متأثر جدا بالطنطاوي رحمه الله.
مادة الإنشاء من المواد التي تعتبر مملة نوعا ما لكثير من الطلاب ووقت استرخاء واستراحة لكثير من المعلمين. برغم أهمية تربية جيل يملك أدوات الكتابة الجيدة ويحسن استخدامها للأهمية الكبرى لها، إلا أننا لم نعط هذه المادة حقها من الرعاية والاهتمام.
من هنا خطرت ببالي طريقة تجمع بين المتعة والفائدة وقد لاقت استحسان كثير من الطلاب واستفاد منها عدد جيد منهم.هذه الفكرة هي أن أربط الطلاب بكتاب مميزين يملكون جمال القلم وجمال المعنى الذي يكتبون عنه، فوقع اختياري على كتاب النظرات للمنفلوطي. كان سبب الفكرة هو قناعتي بأنك إذا أردت أن تكتسب مهارات الكتابة الجيدة فالطريقة الصحيحة هي القراءة لكتاب جيدين.
أوصيت الطلاب باقتنائه ذاكرا لهم أنه مقررنا في مادة الإنشاء وعلى الجميع شراؤه من المكتبة. فعلا اشتراه جميع الطلاب حتى نفذت النسخ من مكتبة جرير.
كانت طريقة التدريس كالتالي:
أولا يتم اختيار إحدى موضوعات الكتاب وذلك بمناقشة مع الطلاب واختيار جماعي بيننا. كان الاختيار غالبا من قبل الطلاب الذين قد بدأوا في قراءة بعض المقالات التي أعجبتهم.
ثانيا أطلب من الطلاب قراءة الموضوع المقترح ثم تلخيصه فإن لم يستطيعوا فليكتبوه نسخا.
بدأت الفكرة وأصبح الطلاب يلخصون أو ينسخون ما استطاعوا إذا كان المقال طويلا ثم يلقونه في الفصل ليعتادوا على مهارة الإلقاء. أبدى كثير من الطلاب استحسانهم واستمتاعهم بالقراءة بل قال بعضهم بأن الكتاب أصبح متداولا في البيت.
بعد مضي فترة من الدراسة لعدد من المقالات طلبت منهم أن يتوقفوا عن الكتاب ليكتبوا لي مقالا في أي مجال يريدونه. اختار كل طالب موضوعا وكتب فيه ثم أحضروها لي في الحصة التالية.
مما لا أنساه أن أحد الطلاب الجيدين، لا زلت أذكر اسمه بعد مضي سنوات طويلة، والذي كان يشتكي من عدم فهمه لكيفية الكتابة وعدم رغبته في مادة التعبير/الإنشاء، كتب مقالة ورفع يده ليقرأها أمام زملائه. كانت كتابته رائعة حتى أني ذهلت من جمال أسلوبه فسألته أكثر من مرة يا فلان هل أنت من كتب هذه وهو يؤكد لي بأن نعم والله. العجيب أني لما سألته كيف وأنت كنت تشتكي من صعوبة الكتابة فقال لي والله يا أستاذ لست أدري وإنما لما جاءتني الفكرة أمسكت بالقلم وبدأت الكتابة مباشرة.
هو لا يدري ولكني أدري وذلك عن تجربة مع نفسي ومع طلابي حيث إن قراءتهم لكاتب فذ مثل المنلفوطي وعيشهم مع كتابه فترة من الزمن جعلتهم يتقنون شيئا من مهارات الكتابة دون عناء بل يتقنون أسلوب الكاتب نفسه دون شعور.
أختم هذا بموقف جميل كان السبب في تطبيقي لهذه الفكرة وهي أن شخصا ما جاء لأديب يسأله عن طريقة لتحسين كتابته فقال له لدي طريقة جيدة فإن وعدتني بأن تعمل بها قلتها لك فوعدها بذلك فأعطاه كتاب الذكريات للأديب الكبير الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله وهو عبارة عن 7 أجزاء فيما أذكر وطلب منه أن يقرأها ويكتب له مقال بعد كل جزء، وحين فراغه من آخر جزء أن يحضر له المقال الأول والأخير.
الملفت للنظر أن ذلك الأديب أخذ المقال الأخير لجمع من المهتمين بالأدب وقرأه عليهم ثم سألهم عن الكاتب فقال نصفهم هو الطنطاوي وقال النصف الآخر هو متأثر جدا بالطنطاوي رحمه الله.