ابومودة
2010-05-22, 06:19 PM
http://www.okaz.com.sa/new/myfiles/authors/ayman_bdr.jpg (http://www.okaz.com.sa/new/index.cfm?method=home.authors&authorsID=542)
رؤيـــــة
ياليتني كنت جاهلا!
د. أيمن بدر كريم (http://www.okaz.com.sa/new/index.cfm?method=home.authors&authorsID=542)
قال صديقي «يرحمه الله»: ياليتني كنت جاهلا، لم أنل من الشهادات أعلاها، واكتفيت بالمتواضع منها، واغتنمت الوقت في تعلم «من أين تؤكل الكتف».
وياليت أهلي لم يعلموني أصول الذوق الرفيع، ولم أتعرف على «إيتيكيت» التعامل وأبجديات السلوك القويم، وتجاهلت انتظار دوري، حتى لا يفوتني الدور، أو أصبح غريبا بين أفراد لا يعترفون إلا بتزاحم الأكتاف، وتسلقها أيضا، وتبني قاعدة: «خدوهم بالصوت لايغلبوكم».
وياليتني تخليت عن بعض المبادئ التي تربيت عليها، وانصهرت مع كثير من أفراد مجتمعي ذوي المبادئ المائعة، والأخلاق المتقلبة، الصالحة لكل زمان ورجال، فهي في أسوأ حالاتها «أخلاق تجارية».
وياليتني انتهزت الفرص لتوثيق علاقاتي «بأصدقاء أوفياء» في كل دائرة ومؤسسة حتى «أمشي حالي»، واستمرأت المحسوبية في بعض تعاملاتي لأختصر الوقت، حتى لو اجتزأت شيئا من حقوق الآخرين، ورضيت بالنفاق الوظيفي، وليس التمسك بمبدأ درسته قديما، يصعب في مجتمعي تطبيقه: «من جد وجد».
وياليت لو كانت أحاسيسي متبلدة، لا أهتم بنظرة الناس عند تجاوزي الإشارة الحمراء، ولا ألتفت لرعبهم واشمئزازهم حين أقود سيارتي عكس اتجاه السير.
وحبذا لو كان صدري رحبا، يسع التجاوزات الإدارية والإهمال المهني من بعض غير الأمناء، فأنام قرير العين، وكان لساني معقودا، يسكت عن ظلم بعض المنتفعين، فلا يتسلط عليّ أحد منهم !.
وتخيلت لو كان قلبي قاسيا، يثيرني حادث سيارة مُروِّع، فأقف بسيارتي وسط الطريق، مع الإخوة الفضوليين، أصور الجثة العائمة في دمائها بكاميرا هاتفي النقال، وكلي حماس وغبطة !!.
وياليتني تعلمت أن بعض الناس يرون أن «اللي معاه قرش، يسوى قرش»، حتى لا أصدم بسفيه من سفهاء الأحلام، أخلاقه منخفضة، يملك «قروشا كثيرة» وأناسا أكثر!.
وأخيرا، تمنيت لو أن عشت أيامي بلا أمل، حتى لا تصيبني في كل يوم خيبته!.
قال الشاعر (يرحمه الله أيضا): ذو العَقل يَشقى في النعيم بعقله * * وأخو الجهالة في الجهالة ينعم !!.
* استشاري أمراض صدرية واضطرابات نوم.
رؤيـــــة
ياليتني كنت جاهلا!
د. أيمن بدر كريم (http://www.okaz.com.sa/new/index.cfm?method=home.authors&authorsID=542)
قال صديقي «يرحمه الله»: ياليتني كنت جاهلا، لم أنل من الشهادات أعلاها، واكتفيت بالمتواضع منها، واغتنمت الوقت في تعلم «من أين تؤكل الكتف».
وياليت أهلي لم يعلموني أصول الذوق الرفيع، ولم أتعرف على «إيتيكيت» التعامل وأبجديات السلوك القويم، وتجاهلت انتظار دوري، حتى لا يفوتني الدور، أو أصبح غريبا بين أفراد لا يعترفون إلا بتزاحم الأكتاف، وتسلقها أيضا، وتبني قاعدة: «خدوهم بالصوت لايغلبوكم».
وياليتني تخليت عن بعض المبادئ التي تربيت عليها، وانصهرت مع كثير من أفراد مجتمعي ذوي المبادئ المائعة، والأخلاق المتقلبة، الصالحة لكل زمان ورجال، فهي في أسوأ حالاتها «أخلاق تجارية».
وياليتني انتهزت الفرص لتوثيق علاقاتي «بأصدقاء أوفياء» في كل دائرة ومؤسسة حتى «أمشي حالي»، واستمرأت المحسوبية في بعض تعاملاتي لأختصر الوقت، حتى لو اجتزأت شيئا من حقوق الآخرين، ورضيت بالنفاق الوظيفي، وليس التمسك بمبدأ درسته قديما، يصعب في مجتمعي تطبيقه: «من جد وجد».
وياليت لو كانت أحاسيسي متبلدة، لا أهتم بنظرة الناس عند تجاوزي الإشارة الحمراء، ولا ألتفت لرعبهم واشمئزازهم حين أقود سيارتي عكس اتجاه السير.
وحبذا لو كان صدري رحبا، يسع التجاوزات الإدارية والإهمال المهني من بعض غير الأمناء، فأنام قرير العين، وكان لساني معقودا، يسكت عن ظلم بعض المنتفعين، فلا يتسلط عليّ أحد منهم !.
وتخيلت لو كان قلبي قاسيا، يثيرني حادث سيارة مُروِّع، فأقف بسيارتي وسط الطريق، مع الإخوة الفضوليين، أصور الجثة العائمة في دمائها بكاميرا هاتفي النقال، وكلي حماس وغبطة !!.
وياليتني تعلمت أن بعض الناس يرون أن «اللي معاه قرش، يسوى قرش»، حتى لا أصدم بسفيه من سفهاء الأحلام، أخلاقه منخفضة، يملك «قروشا كثيرة» وأناسا أكثر!.
وأخيرا، تمنيت لو أن عشت أيامي بلا أمل، حتى لا تصيبني في كل يوم خيبته!.
قال الشاعر (يرحمه الله أيضا): ذو العَقل يَشقى في النعيم بعقله * * وأخو الجهالة في الجهالة ينعم !!.
* استشاري أمراض صدرية واضطرابات نوم.