سمية محمد
2014-10-01, 10:47 AM
دخلت المعلمة بعد أن رن جرس الحصة . السادسة . هناك أصوات , وهناك نظرات
, أما هنالك ..! على ذلك الكرسي تجلس فتاة عمرها لا يتعدى الخامسة عشر . كان الحزن يملأ عينيها ,
والجفاف يكاد أن يقطع شفتيها , تبدوا شاحبة .. ما بك يا صغيرتي ؟ هل انت مريضة !!
هذا ما نطقت به المعلمه بلا توقف عندما نظرت إليها .. لم تجب ولا بكلمة واحدة ,
مسحت على رأسها وقالت : هل ضايقتك احدى زميلاتك ..؟
لا ’ لا يا معلمتي فأنا لم أتحدث معهن منذ الصباح .. قلتِ " زميلتك " لِمَ لا تقولي " صديقتك "
ظل قلبها يردد هذه العبارة .. احترقت شمس الظهيرة , انتهى الدوام ,
عادت إلى المنزل وهي تشعر بضيق شديد ..
في تلك اللحظة شعرت لو أن أحدهم في المنزل حدثها بكلمة واحدة ستموت اختناقا
من كثرة الكلمات ’ وقسوة العبارات ’ الموجودة بداخلها .. ولكن لحسن الحظ
فـ : الوالدة مشغولة في المطبخ , والإخوة في غرفتهم , ولا توجد سوى
" خِرقة " الخادمة تمسح بها أرض المنزل بابتسامة ..
تمنت لو أن الخادمة تمسح قلبها لتزيل الهم الذي بداخله ,
أكملت المسير إلى غرفتها لترتاح بعد أن تصلي الظهر .. مرت 25 دقيقة استلقت على السرير
نظرت إلى جانب " الابجورة " رأت صورتها مع صديقتها التي تركتها منذ اسبوع ,
لا تعلم إلى أين ذهبت .. كل ما تحاول الاتصال بها ~ هاتفهم مغلق ~ اختفت تماما صديقتها التي عاشت
بقربها أجمل اللحظات ’ وأمتع الساعات ’
كانتا معا في أصعب الأوقات ’ الكل يعرفهما ^ معا دوما وفي كل شيء ^ يُخطئا ويُبدعا ويحزنا ويفرحا ويُشكرا معا , تضيع احداهن بدون الأخرى ْْ الجميع يستغرب عندما يرى الاولى بدون الثانية ,
اعتادوا على جسدان ملتصقا في بعضهما في وقت واحد ..:subforum_old:
مر الاسبوع والثاني وأتى الشهر .. وهي مازالت تنتظر سماع صوت توأمها الجميل ,
وما هي إلا لحظات حتى سمعت صوت الهاتف يرن ّّّّّ
ولكن نظرة إلى شاشة الهاتف بحزن فإذا باسم صديقتها المنتظرة منذ زمن ..
تركت المكالمة حتى انتهت , وقالت في نفسها أخاف ..
أخاف إن أجبتُ على المكالمة فأسقط مُغمىً عليا أرضا من شدة الشوق لهذه
’ القاسية ’ الناسية ’ العاصية ’ لمن تألمت على فراقها .. ويـــا للأسف ْ. عادت المكالمة مره أخرى ..
الهاتف يرن ْْْْ وإذا بها تُمسك بالسماعة وتضعها بلهفة على
أذنيها لترتطم بمسمعها موجةً جعلت الزمن يتوقف لبرهة
" صــــديــــقــــتــــــكِ فــــارقـــــــت الـــــحـــيــــــاة ....!!!
توقف كل شيء فجأة .. ماذا ؟ هل انتهى كل شيء ؟! أم أنه بدأ لتوه .. ؟ـــــ؟ تمنت لو
أن الخوف ظل يسكنها , أو أن الهاتف تعطل حينها , كي لا تصل هذه العبارة إلى أذنها ,
بل تمنت لو كانت
قد فقدت سمعها , ولكن .. لم يحدث حتى شيء من ذلك كله .. سقطت سماعة الهاتف
على الأرض وإذا بصوت المنادي هيا يا أختي الجميع في انتظارك ..
حرّك مؤقت المنبه ليرن ثم وضعه في أذن أخته التي قد غطّت في نوم
عميق من تعب ذلك الصباح والذي كان مليئا بالشوق والحرمان .. استيقظت أخيرا على صوت المنبه ,
صرخت في وجه أخيها الصغير " يــا أحمـــق " لِمَ أيقظتني ..؟
فيرد عليها صوت أشبه بصوتها , ناعم كالحرير , آتٍ من باب غرفتها ..
ههـــ أيقظكِ لترينني أمامك يا رفيقتي ! انهضي يا كسولة ..
لم تتمالك نفسها رغم أنها لم تصدق ما حدث , أخذت تحضن صديقتها وتؤنبها " بكلـــــمات "
ألم تموتين بعد ..؟ أما زلتِ حية !! لا .. لا يا حبيبتي آسفة لأني جعلتك تتألمين لفراقي ..
أنهكتنا ظروف " الحمد لله " ولكني آتيت بنفسي إلى بيتكم لأراكِ
ربما لن تصدقوا .. ولكن هذا ما جرى ..؟
بقلمي : سمية محمد ..
, أما هنالك ..! على ذلك الكرسي تجلس فتاة عمرها لا يتعدى الخامسة عشر . كان الحزن يملأ عينيها ,
والجفاف يكاد أن يقطع شفتيها , تبدوا شاحبة .. ما بك يا صغيرتي ؟ هل انت مريضة !!
هذا ما نطقت به المعلمه بلا توقف عندما نظرت إليها .. لم تجب ولا بكلمة واحدة ,
مسحت على رأسها وقالت : هل ضايقتك احدى زميلاتك ..؟
لا ’ لا يا معلمتي فأنا لم أتحدث معهن منذ الصباح .. قلتِ " زميلتك " لِمَ لا تقولي " صديقتك "
ظل قلبها يردد هذه العبارة .. احترقت شمس الظهيرة , انتهى الدوام ,
عادت إلى المنزل وهي تشعر بضيق شديد ..
في تلك اللحظة شعرت لو أن أحدهم في المنزل حدثها بكلمة واحدة ستموت اختناقا
من كثرة الكلمات ’ وقسوة العبارات ’ الموجودة بداخلها .. ولكن لحسن الحظ
فـ : الوالدة مشغولة في المطبخ , والإخوة في غرفتهم , ولا توجد سوى
" خِرقة " الخادمة تمسح بها أرض المنزل بابتسامة ..
تمنت لو أن الخادمة تمسح قلبها لتزيل الهم الذي بداخله ,
أكملت المسير إلى غرفتها لترتاح بعد أن تصلي الظهر .. مرت 25 دقيقة استلقت على السرير
نظرت إلى جانب " الابجورة " رأت صورتها مع صديقتها التي تركتها منذ اسبوع ,
لا تعلم إلى أين ذهبت .. كل ما تحاول الاتصال بها ~ هاتفهم مغلق ~ اختفت تماما صديقتها التي عاشت
بقربها أجمل اللحظات ’ وأمتع الساعات ’
كانتا معا في أصعب الأوقات ’ الكل يعرفهما ^ معا دوما وفي كل شيء ^ يُخطئا ويُبدعا ويحزنا ويفرحا ويُشكرا معا , تضيع احداهن بدون الأخرى ْْ الجميع يستغرب عندما يرى الاولى بدون الثانية ,
اعتادوا على جسدان ملتصقا في بعضهما في وقت واحد ..:subforum_old:
مر الاسبوع والثاني وأتى الشهر .. وهي مازالت تنتظر سماع صوت توأمها الجميل ,
وما هي إلا لحظات حتى سمعت صوت الهاتف يرن ّّّّّ
ولكن نظرة إلى شاشة الهاتف بحزن فإذا باسم صديقتها المنتظرة منذ زمن ..
تركت المكالمة حتى انتهت , وقالت في نفسها أخاف ..
أخاف إن أجبتُ على المكالمة فأسقط مُغمىً عليا أرضا من شدة الشوق لهذه
’ القاسية ’ الناسية ’ العاصية ’ لمن تألمت على فراقها .. ويـــا للأسف ْ. عادت المكالمة مره أخرى ..
الهاتف يرن ْْْْ وإذا بها تُمسك بالسماعة وتضعها بلهفة على
أذنيها لترتطم بمسمعها موجةً جعلت الزمن يتوقف لبرهة
" صــــديــــقــــتــــــكِ فــــارقـــــــت الـــــحـــيــــــاة ....!!!
توقف كل شيء فجأة .. ماذا ؟ هل انتهى كل شيء ؟! أم أنه بدأ لتوه .. ؟ـــــ؟ تمنت لو
أن الخوف ظل يسكنها , أو أن الهاتف تعطل حينها , كي لا تصل هذه العبارة إلى أذنها ,
بل تمنت لو كانت
قد فقدت سمعها , ولكن .. لم يحدث حتى شيء من ذلك كله .. سقطت سماعة الهاتف
على الأرض وإذا بصوت المنادي هيا يا أختي الجميع في انتظارك ..
حرّك مؤقت المنبه ليرن ثم وضعه في أذن أخته التي قد غطّت في نوم
عميق من تعب ذلك الصباح والذي كان مليئا بالشوق والحرمان .. استيقظت أخيرا على صوت المنبه ,
صرخت في وجه أخيها الصغير " يــا أحمـــق " لِمَ أيقظتني ..؟
فيرد عليها صوت أشبه بصوتها , ناعم كالحرير , آتٍ من باب غرفتها ..
ههـــ أيقظكِ لترينني أمامك يا رفيقتي ! انهضي يا كسولة ..
لم تتمالك نفسها رغم أنها لم تصدق ما حدث , أخذت تحضن صديقتها وتؤنبها " بكلـــــمات "
ألم تموتين بعد ..؟ أما زلتِ حية !! لا .. لا يا حبيبتي آسفة لأني جعلتك تتألمين لفراقي ..
أنهكتنا ظروف " الحمد لله " ولكني آتيت بنفسي إلى بيتكم لأراكِ
ربما لن تصدقوا .. ولكن هذا ما جرى ..؟
بقلمي : سمية محمد ..