إيمان سمباوه
2014-07-08, 06:55 PM
قراءة موجهة في كتاب:
"اتجاهات حديثة في الإشراف التربوي"
للأستاذ الدكتور / عبدالعزيز عبدالوهاب البابطين
تمهيد:
لقد أخذ الإشراف التربوي بالأساليب والطرق الحديثة للإشراف التربوي بمفهومه العصري الذي يتمشى مع المفهوم الجديد للإشراف من أجل النهوض بالعمليتين التربوية والتعليمية، وقد مرّ الإشراف التربوي خلال تطوره بصعوبات جعلته يتعثر في مواكبة التطور في ميادين التربية الأخرى.
ومع هذا التطور الشامل في مفهوم الإشراف التربوي نجد أن ما يمارسه المشرفون التربويون في الميدان لا يتمشى ومفهوم الإشراف التربوي الحديث لتركيزهم على الأساليب التقليدية التي لا تتطلب سوى المتابعة الروتينية الورقية أكثر منها الفنية.
وإن هذا التطور في مفهوم الإشراف التربوي واتجاهاته الحديثة لمواكبة التطور التربوي الذي يحدث في العملية التربوية والتعليمية قد حدا بكثير من المهتمين بهذا الشأن في التنظير لمثل هذه القضايا ومن هذه المؤلفات الحديثة كتاب "اتجاهات حديثة في الإشراف التربوي" والذي نحن بصدد قراءته فيما يأتي من صفحات.
ولقد تمت قراءة هذا الكتاب على النحو التالي:
أولاً: العرض الفني للكتاب، وقد تم ذلك من خلال ذكر عنوان الكتاب ومؤلفه والدار الناشرة للكتاب وعدد الصفحات إجمالاً والصفحات التي تحدثت عن كل موضوع.
ثانياً: العرض العلمي للكتاب، وذلك بذكر موجز علمي عن موضوعات الكتاب التي تطرق إليها مؤلف الكتاب.
ثالثاً: التعليق على الكتاب ، وهو عبارة عن تعليق لما جاء به الكتاب ، ومستنداً فيه إلى الخبرة الميدانية في هذا المجال والملاحظات في البيئة التعليمية من خلال المعايشة ، وكذلك التطرق إلى مدى مناسبة ما جاء في الكتاب لواقعنا التربوي والتعليمي.
أولاً: العرض الفني للكتاب:
يحمل الكتاب عنوان "اتجاهات حديثة في الإشراف التربوي" من تأليف الأستاذ الدكتور/ عبدالعزيز عبدالوهاب البابطين - أستاذ بقسم الإدارة التربوية بكلية التربية جامعة الملك سعود.
يقع الكتاب في (312صفحة) من القطع المتوسط، ويستهل المؤلف الكتاب بالفهرس ويقع في صفحتين (ج – د) حيث قسم المؤلف محتويات الكتاب إلى موضوعات رئيسية ينبثق منها موضوعات فرعية. بدأ المؤلف بالمقدمة وتقع في ثلاثة صفحات (1-3) ناقش فيها أهمية التربية ودور الإشراف التربوي في المؤسسات التعليمية.
وبعد ذلك عرض المؤلف مفهوم الإشراف التربوي وتطوره في ثماني صفحات (4-12) حيث استعرض مفهوم الإشراف التربوي واتجاهاته، ثم بدأ بالموضوع الأول تحت عنوان العوامل الأساسية المؤثرة في تشكيل مفهوم الإشراف التربوي وتطوره في حوالي خمسة عشر صفحة (21-27) ثم تناول المؤلف موضوع أنماط حديثة في الإشراف التربوي في أربعة أقسام ثم بعد ذلك تعرض بالنقاش لموضوع النظرية ودورها في تحسين الممارسات الإشرافية وذلك في حوالي مائة وخمسة وثلاثون صفحة (28 – 174). ثم بدأ المؤلف في تناول موضوع الممارسات الإشرافية في نماذج حديثة حيث استعرض أنواع الممارسات الإشرافية في خمسين صفحة (183 – 189). ثم تناول الكاتب موضوع نماذج حديثة في مجال الممارسات الإشرافية ميدانياً مستعراضاً عملية الإشراف التربوي مع الصيغ التربوية والمخطط الكلي للمنهج المدرسي وذلك في حوالي أربعين صفحة (190 – 234). ثم تناول المؤلف موضوع القيادة والإشراف التربوي والذي ضم أنماط القيادة التربوية ونظريات القيادة ونماذج السلوك القيادي في خمسة عشر صفحة (235 – 249). ثم تعرض لموضوع الاتصال في مجال الإشراف التربوي حيث ضم مقدمة والتعريف وعناصر الاتصال وأنماط الاتصال وفعاليته في العملية الإشرافية في تسعة صفحات (250 – 259). وانتهى المؤلف بموضوع إعداد المشرفين التربويين وتأهيلهم مهنياً مع استعراض لبرامج الإعداد في اثني وثلاثين صفحة (260 – 192). وختم الكاتب بقائمة المراجع العربية والأجنبية في ست صفحات (306 – 312).
وقد صدر الكتاب في طبعته الأولى عام 1425هـ/2004م في المملكة العربية السعودية – الرياض.
ثانياً: العرض العلمي للكتاب:
المقدمة :
بدأ المؤلف كتابه اتجاهات حديثة في الإشراف التربوي بمقدمة ناقش فيها أهمية التربية في إعداد الأجيال القادمة لمواجهة المستقبل وتحدياته ودور الإشراف التربوي على المؤسسات التعليمية وتصميم الخطط والمناهج والبرامج الحديثة لمواكبة المستجدات العالمية.
ذكر المؤلف أنه لكي يؤدي الإشراف التربوي دوره كأسلوب تطوير للعملية التربوية والرقي بها فإنه لا بد له من أن يطور مفاهيمه وأساليبه وأنماطه بما يتفق والاتجاهات العالمية المعاصرة وأن يصبح له دور أساسي وفاعل في تطوير قدرات المعلم وإمكاناته من خلال تزويده بالمعارف والمهارات والاتجاهات الإيجابية التي تمكنه من أداء عمله بكفاءة عالية.
كما أشار المؤلف إلى أن المشرف التربوي يجب أن ينظر إلي على أنه إنسان قادر على تحسين أداء المعلمين وتطوير قدراتهم بناء على ما لديهم من خصائص ذاتية وسمات شخصية.
وقد ذكر المؤلف انه وضع هذا الكتاب على أمل أن يسهم في تطوير الممارسات الإشرافية في المملكة العربية السعودية خاصة ودول الخليج العربية عامة. حيث أحس المؤلف بأهمية تطوير تلك الممارسات وسبل تطبيقها ميدانياً، وتحسين صورتها من خلال الإفادة من التجارب الناجحة والمستجدات التربوية بما يتفق وطبيعة مجتمعاتنا وقيمها وحاجاتها في بناء الأجيال القادمة لمستقبل أفضل.
مفهوم الإشراف التربوي وتطوره:
لقد بدأ المؤلف هذا الجزء من الكتاب بإسهام التربية الإسلامية في مد الحضارة الإنسانية بالمفاهيم والأفكار الجديدة والقيم الراقية حيث كان لها السبق في وضع الأسس الأولى للتربية الحديثة.
تناول الكاتب بعد ذلك نشأة الإشراف التربوي بصورته الحديثة وذكر أنها تعود إلى عام 1654 عندما قام المستوطنون الأوربيون في ولاية ماساشوسيتس الأمريكية بإصدار قانون يعطي الحق لأولياء الأمور ومراقبين من جامعة هارفرد في الإشراف على تعيين الم علمين الجدد في مدارس الولاية وفق شروط معينة. ثم انتقال المسؤولية الإشرافي من أولياء الأمور إلى إدارتين هما إدارة التربية على مستوى الولاية وإدارة المنطقة التعليمية وانتقالها في القرن العشرين إلى مديري المدارس والمشرفين التربويين المتخصصين.
كما يذكر أنه بتطور مفهوم التربية وأساليبها ونظريات التعليم والعلاقات الإنسانية، قد تبعه تطور واضح لمفهوم الإشراف التربوي وأصبحت غير مقيدة بمجال محدد من مجالات العملية التربوية بل ترتبط بجميع المجالات التربوية والناجمة عنها. وأصبحت مهمة الإشراف التربوي واسعة وشاملة ودور المشرف الحديث أصبح كبيراً في تحقيق أهداف المؤسسة التربوية وتطويرها.
ولأن الإشراف التربوي قد مر بعدة مراحل خلال اقرن العشرين حيث كان ينظر إليه في بداية الأمر على أنه امتداد للإدارة التربوية ثم أصبح أكثر ارتباطاً بالمنهج الدراسي وطرق التدريس وبعد ذلك ارتبط بحركة العلاقات الإنسانية.
ونتيجة لتعدد المراحل والاتجاهات التي مر بها الإشراف التربوي والتي شكلت مفهم الإشراف التربوي وقد لخصت رداح الخطيب هذه الاتجاهات الرئيسية التي مر بها الإشراف التربوي كما يلي:
1- الإشراف التربوي هو عملية فنية محضة حيث يركز اهتمامه على تصميم المناهج الدراسية وتطويرها.
2- الإشراف التربوي هو عملية إدارية حيث ينظر له على أنه أحد الجوانب الإدارة المدرسية.
3- الإشراف التربوي هو علاقات إنسانية حيث ينظر إلى الإشراف التربوي على أنه تعامل بين المعلم والمشرف التربوي.
ومن ناحية أخرى ونتيجة لاختلاف مسميات الإشراف التربوي (تفتيش، توجيه، إشراف)، وتعدد اتجاهاته فقد أصبح للإشراف التربوي تعريفات كثيرة ومتباينة فذكر منها تعريف ويلز (wiles) للإشراف التربوي على أنه: "نشاط ذو غاية، يوجد من أجل معاونة المدرسين على أداء وظيفتهم بطريقة أفضل".
كما ذكر المؤلف تعريف آخر لـكروفت (Croft) أن الإشراف التربوي هو الجهود الرامية لتنسيق النمو المستمر للمعلمين ويرفع مستوى ذلك النمو وذكر أيضاً تعريف نشوان لمفهوم الإشراف التربوي على أنه "عملية تعاونية تشخيصية تحليلية، علاجية مستمرة تتم من خلال التفاعل البناء المثمر بين المشرف والمعلم بهدف تحسين عمليتي التعليم والتعلم.
كما ذكر المؤلف تعريف موشر (Mosher) وبريل (Pureel) أن الإشراف التربوي "مهمة قيادية وتدريبية... وتعليم المعلمين كيفية التعليم".
كما ذكر تعريف بوردمان (Bordman) للإشراف التربوي بأنه المجهود الذي يبذل لتنسيق النمو المستمر للمعلمين في المدرسة فرادى أو جماعات وتوجيهه ورفع مستواه.
ونتيجة للتطور الكبير في الفكر التربوي وممارساته الميدانية فقد أصبح مفهوم الإشراف التربوي يهتم بجميع عناصر العملية التعليمية والمتمثلة بالعلم والتعلم والمناهج الدراسية وطرق التدريس والبيئة المادية والاجتماعية في المؤسسات التعليمية.
كما أوضح المؤلف أن معظم الباحثين والمهتمين في مجال الإشراف التربوي يرون أن اتساع مفهوم الإشراف التربوي وشموله أدى إلى عدم دقته ووضوحه.
كما أن معظم الباحثين التربوييين يعيبون على الإشراف التربوي كونه يتراوح في ممارساته بين الإدارة والقيادية التربوية والمناهج وطرق التدريس والعلاقات الإنسانية والاتصالات الإنسانية. علماً بأن أغلب المهتمين والمستغلين في مجال التربية والتعليم يدركون العلاقة الوثيقة والديناميكية بين الحقول المتنوعة للتربية ويدركون أيضاً صعوبة الفصل بينها في كثير من الأحيان.
وفي النهاية يرى المؤلف أنه على الرغم من اتساع مجال الإشراف التربوي وشموله بجميع حقول التربية إلا أن عملية تنفيذه لم تأخذ طريقها الصحيح. حيث أن قيام إنسان واحد وهو المشرف بجميع هذه الأدوار الجسيمة هو عمل غير صحيح في هذه المرحلة الزمنية لذلك يرى ضرورة تحقيق تطور كيفي ونوعي في شتى مجالات التربية والتعليم.
كما أوصى الكاتب بتوزيع فريق العمل من المشرفين التربويين على مستويين وذلك تسهيلاً للعمل الأول لتشخيص الواقع وجمع البيانات والآخر تسند إليه مهمة العلاج وتحسين الواقع وتطويره.
وفي النهاية نجد أن مفهوم الإشراف التربوي يبنى على المسميات الثلاثة التالية تفتيش، وتوجيه، وإشراف على اعتبار أنها تمثل مراحل تطور مفهوم الإشراف التربوي.
ولكنه يرى أن هذه المسميات لا تدل على معانيها الحقيقية ولا تتف قمع مفاهيمها وتطبيقاتها الميدانية وبالتالي فهي لا تتعدى كونها ت غير ألفاظ ومما يدل على ذلك أن بعض الأنظمة التربوية تستعمل أجد المسميات بشكل رسمي مثل إشراف وكلنها تطلق كلمة تفتيش بشكل تلقائي وتمارسه.
العوامل الأساسية المؤثرة في تشكيل مفهوم الإشراف التربوي:
في هذا الجزء من الكتاب تناول المؤلف الحركات التي على أساسها تبنى الممارسات الإشرافية في مجال التربية والتعليم وهذه الحركات هي:
1) الحركة العلمية التقليدية.
2) حركة العلاقات الإنسانية.
3) الحركة العلمية الحديثة.
وقد تناول الكاتب بداية وفلسفة كل حركة من هذه الحركات وتطبيقها في مجال الإشراف التربوي كما يلي:
1) الحركة العلمية التقليدية:
بدأ ظهور هذه الحركة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين حيث برزت حركة تطويرية في ميدان الصناعة الأمريكية أطلق عليها إدارة الورش ثم عرفت بالإدارة العلمية وقد وضع فريد ريك تيلور وهو يعد أباً للإدارة العلمية أربعة مبادئ علمية للإدارة نتيجة لملاحظاته للعاملين في المصانع وهو يربط الأجر بعدد الوحدات المنتجة لذلك فمن الضروري وجود عدد من المراقبين والملاحظين لكل عامل. والإدارة العلمية تتبنى الفلسفةالأوتوقراطية التسلطية في تحقيق أهدافها فتنظر إلى العاملين على أنهم أفراد تابعون ومستأجرون بموجب عقد عمل لأداء أعمال محددة من أصحاب العمل.
وقد انعكس هذا الاتجاه العلمي من إدارة المصانع وميدان الصناعات والمال والأعمال إلى ميدان التربية وفروعها المتعددة وبذلك انتقل الإشراف التربوي في طبيعته وممارساته من العشوائية والارتجالية والاجتهادات الفردية إلى التفكير العلمي المنظم المبنى على التحليل والقياس والموضوعية في معالجة القضايا التربوية المختلفة وتأثر الإشراف التربوي بمبادئ الحركة العلمية بشكل واضح ومن أهم تلك التأثيرات جعل مسؤولية التخطيط بيد المشرف التربوي والقيادات التربوية الأخرى وأصبح المعلم مهمته تنفيذ العمل التربوي بناء على توجيهات وإرشادات المشرف التربوي وكذلك منح المشرف سلطة ونفوذ كبير في تحديد أساليب تحسين مستوى أداء الم علم وتطويره.
نقد الحركة العلمية:
إن تطبيق الأسلوب العلمي في مجال الإشراف التربوي مبنى أساساً على الاعتقاد بأن التعليم هو علم ويفترض أن يقوم بدور فاعل في تجديد تفكير الإنسان وسلوكه بدقة ومنطقية ومن هذا المنظور تم تطبيق الأسلوب العلمي في الإشراف التربوي بطريقة لا تراعي طبيعة العلوم الإنسانية. وبالرغم مما حققته النظرية العلمية من نجاح في مجال التربية والتعليم إلا أن هناك أوجه كثيرة من النقد الموجه إلى فكر تيلور الخاص بالإدارة العلمية، على سبيل المثال:
1- ضعف العلاقات الإنسانية داخل مؤسسات الإنتاج.
2- تجاهل الفروق الفردية بين العاملين.
3- تقييد الحرية الفردية لدى العاملين.
4- عدم إتاحة الفرصة للعمال بالاشتراك في عملية التخطيط مما أدى إلى عزلة العمال وشعورهم بضعف الانتماء لمؤسسة الإنتاج.
ومن إيجابيات الإدارة العلمية التقليدية؛ أنها أدخلت إلى ميدان الصناعة مبادئ جديدة ومفلسفة جديدة في العلاقة بين الإدارة والعاملين وعالجت الكثير من المشاكل الصناعية التي تولدت عن الثورة الصناعية الأولى كما أنها حشدت الطاقات والعقول ضد استغلال الإنسان لأخيه الإنسان وبلورت اتجاهات جديدة تدعو إلى تقدير الإنسان والرفع من شأنه أينما كان ويتمثل هذا الاتجاه الجديد في حركة العلاقات الإنسانية.
2) حركة العلاقات الإنسانية:
تعتبر دراسات وأبحاث مايو وزملاءه في شركة كهرباء الغربية بالولايات المتحدة الأمريكية هي البداية الحقيقية لظهور حركة العلاقات الإنسانية وينظر إلى مفهوم العلاقات الإنسانية على أنه حفز العاملين في التنظيم ودفعهم إلى ذلك لإشاعة روح الفريق بينهم وإشباع حاجاتهم وتحقيق أهداف التنظيم بفعالية. وقد استفادت التربية بعامة والإشراف التربوي بخاصة من تلك الأفكار الجديدة، واتضح ذلك جلياً في إيجاد علاقة متميزة بين المشرف التربوي والمعلمين في ميدان التربية والتعليم. وأصبح دور المشرف التربوي هو إشاعة شعور الرضا بين الم علمين من خلال إظهار روح الاهتمام بكل معلم على أنه إنسان يستحق الاحترام والتقدير ولكي يبلغ الإنسان درجة عالية من الرضا الوظيفي ينبغي أن تتحقق حاجاته النفسية والاجتماعية.
إن حركة العلاقات الإنسانية جاءت بأفكار نظرية جيدة ومهمة، إلا أن بعضها كان غير قابل للتطبيق فضلاً عن أن المغالاة في استخدام العلاقات الإنسانية جعل الأهداف الشخصية فوق الأهداف العامة للمؤسسة، وأصبح المشرف التربوي يجامل المعلم بدرجة كبيرة على حساب العمل وأهدافه مما نجم عنه تكاسل المعلم في أداء عمله فانخفض عطاؤه وإنتاجيته.
ومن المآخذ على أسلوب تطبيق العلاقات الإنسانية في مجال التربية والتعليم:
أ) عدم القدرة على تمكين المعلم من النمو المهني إلى أقصى درجة ممكنة.
ب) عدم التمكن من تفجير طاقات المعلمين واهتماماتهم إلى الحد المطلوب.
ج) انصب الاهتمام كثيراً على تلبية الاحتياجات الإنسانية الدنيا.
د) ضعف الاهتمام بقضايا مهمة مثل: الحصيلة العلمية وتحدي القدرات والمسؤولية والتغذية الراجعة.
ونتيجة لهذه المآخذ بدأ الأصوات تتعالى ضد الإنكار التي جاءت بها هذه الحركة.
3) الحركة العلمية الحديثة:
جاءت الحركة العلمية الحديث وتطبيقاتها في مجال التربية عموماً والإشراف التربوي بشكل خاص كرد فعل ضد ممارسات حركة العلاقات الإنسانية خاصة ف يما يتعلق بدور المعلم داخل حجرة الصف.
ويرى أصحاب الحركة العلمية الحديثة أن حركة العلاقات الإنسانية لم تهتم كثيراً بطبيعة العمل التربوي ولم تحدد بوضوح الأهداف المراد تحقيقيها لذا أسهمت الحركة العلمية الحديثة في تحليل العمل إلى أجزاء صغيرة أو كفايات (مهارات) تعليمية لازمة لعمل المعلم والمشرف التربوي ومدير المدرسة وحددت مستويات الإنجاز المطلوبة في العمل التربوي كما أسهمت في وضع ضوابط دقيقة لقياس مستوى العمل التربوي مثل أدوات ملاحظة التدريس وقوائم الكفايات التعليمية اللازمة للمعلم ولجميع العاملين في حقل التعليم.
ويخلص سيرجوفاني إلى أن جميع هذه الحركات: الحركية العلمية التقليدية وحركة العلاقات الإنسانية والحركة العلمية الحديثة تشترك في عدم القناعة بقدرات المعلم ونقص الثقة في إمكانية إشراكه بأنشطة المدرسة وبرامجها مما جعل أنظار المهتمين بمجال الإشراف التربوي والإدارة التربوية تتجه إلى الاستفادة من إيجابيات الحركات العلمية والعلاقات الإنسانية في تنمية الموارد البشرية مع العناية والاهتمام بالقدرات والإمكانات الخاصة للعاملين في حقل التربية والتعليم.
4) حركة التنمية البشرية:
بالرغم من أن هناك من يرى أن الإشراف التربوي الحال يعاد من جديد إلى ممارساته التفتيشية السابقة، إلا أن حركة تنمية الموارد البشرية تفرض وجودها وهيمنها على ساحة الإشراف التربوي وتطبيقاته الميدانية في الوقت الراهن. ومن منظور هذه الحركة أصبحت مهمة المشرف التربوي هي مساعدة العاملين في المؤسسات التربوية ورفع مستوى مهاراتهم وفاعليتهم إلى أقصى درجة ممكنة. ويرى أصحاب حركة التنمية البشرية ضرورة الدمج والتنسيق بين حاجات العاملين كأفراد وحاجات العمل المدرسي كمؤسسة. كما يرى أصحاب هذه الحركة أن نمو وتطور نظام التعليم مرتبط بدرجة كبيرة بمستوى فاعلية منسوبية كأفراد وجماعات.
وفي ضوء حركة التنمية البشرية قامت الممارسات الإشرافية على عدد من الأسس والمنطلقات وهي:
1- يرغب المعلمون في تحقيق الأهداف المهمة بدرجة عالية من الفاعلية والإبداع.
2- أن معظم المعلمين قادرون على ممارسة المسؤولية والمبادأة والإبداع بشكل أفضل مما يؤدون به أعمالهم حالياً.
3- يساعد المشرف التربوي جميع المعلمين على كيفية استثمار طاقاتهم وقدراتهم إلى أقص درجة ممكنة في سبيل تحقيقي الأهداف المنشودة.
4- يشجع المشرف التربوي جميع المعلمين على المشاركة الفاعلة في اتخاذ القرارات المهمة والروتينية البسيطة على حد سواء.
5- إن جودة مستوى اتخاذ القرارات تسهم في تحسين مستوى المشرفين التربويين والمعلمين معاً إلى أعد درجة ممكنة خاصة في جوانب التفكير الإبداعي والخبرة وتنمية القدرات الخلاقة.
6- يشجع المشرف التربوي زملاءه المعلمين على تحمل المسؤولية الكاملة في التوجيه الذاتي وضبط النفس من أجل تحقيق الأهداف التي أسهم الجميع في صنعها.
أنماط حديثة في الإشراف التربوي:
إن استخدام الأنماط الإشرافية يعد بمثابة أطر نظرية تقود المشرف التربوي إلى ممارسة الإشراف التربوي في ضوء رؤية فلسفية ونفسية واجتماعية محددة وواضحة. وفي الجدول رقم (1) أوضح المؤلف أن هناك أنماط إشرافية متنوفة ومختلفة باختلاف مصدرها. وقد اعتمد أصحاب هذه التصنيفات عند تنظيمهم لأنماط الإشراف التربوي وترتيبهم لها على واحدة أو أكثر من الوسائل التالية: الملاحظة المباشرة، الممارسة الفعلية، الإدراك النظري والتنظير، والبحث الإجرائي الميداني.
إن العدد الإجمالي للأنماط الإشرافية المعمول بها هي سبعة عشر (17) نمطاً إشرافياً. وقد تناول المؤلف أربعة من أهم الأنماط الحديثة في الغشراف التربوي وهي الإشراف التربوي العيادي، الإشراف التربوي بالأهداف والإشراف التربوي التطويري، الإشراف التربوي المتنوع (الخياري).
أولاً: نمط الإشراف التربوي العيادي:
يمثل الإشراف العيادي أحد الأنماط الإشرافية الحديثة التي تؤكد بقوة على المهارات التعليمية وطرق التدريس وأساليب التدريس بهدف تحسين التعليم من خلال الملاحظة الصفية الفاعلة والمباشرة من قبل المشرف التربوي.
كما أن الإشراف العيادي كما أشار أجيسون وجيل يهتم بالتفاعل المبني على التفاهم بدلاً من استخدام التوجيه المباشر ويستخدم الأساليب الشورية "الديموقراطية" بدلاً من الأساليب السلطوية وينظر للمعلم على أنه محور العملية الإشرافية بدلاً من أن يكون المشرف هو محور العملية الإشرافية. جاء الإشراف التربوي العيادي نتيجة للممارسات الإشرافية التقليدية وأسهم في حل كثير من القضايا التربوية التي كان يعاني منها ميدان التربية والتعليم، كما أسهم في تضييق الفجوة بين المشرف التر بوي والمعلمين وتحسين مستوى التدريس الصفي وتنمية قدرات المعلم وإمكاناته.
وأهم مزايا الإشراف التربوي العيادي هي:
1) أسهم الإشراف التربوي العيادي في بناء علاقة احترام متبادلة بين المشرف التربوي والمعلم، وأشاع مناخاً مؤسسياً إيجابياً يدعو إلى الإبداع والتميز.
2) فتح المجال لمشاركة المعلم الفاعلة في جميع مراحل الإشراف التربوي العيادي مثل التخطيط واختيار أسلوب الملاحظة الصفية وتحليل التفاعل الصفي والتغذية الراجعة.
3) يعتمد على أساليب وأدوات ملاحظة موضوعية في التعرف على أداء المعلم الصفي فينعكس هذا إيجابياً على تقبل المعلم للتوجيهات الموضوعية المبنية على أسس علمية.
يشجع المعلم على تطوير قدراته المهنية ذاتياً من خلال المشاركة المباشرة في تحليل تدريسه الصفي.
وعلى الرغم من هذه المحاسن إلا أنه لا يخلو من سلبيات وعيوب منها:
1- تقييد دور المعلم في نطاق النشاط الصفي فقط.
2- أن تميز المشرف التربوي في الخبرة والمستوى العلمي قد يدفعه أحياناً إلى فرض رأيه على المعلم.
3- يتطلب الإشراف العيادي أعداداً كبيرة من المشرفين التربويين للقيام بالمهام الإشرافية على أكمل وجه.
4- يستهلك المشرف التربوي العيادي كمية كبيرة من الوقت مقارنة بالمشرف التقليدي.
ثانياً: نمط الإشراف التربوي المتنوع:
جاء هذا النمط على يد أستاذ التربية جلاتهورن في عام 1984م وينطلق جلاتهورن في فلسفته من الفروق الفردية لدى المعلمين، حين يرى أن المعلمين يتفاوتون في قدراتهم وإمكاناتهم الشخصية والمهنية ومستوياتهم العلمية. عليه يرى أنه من غير المناسب أن يستخدم المشرف التربوي نمط الإشراف العيادي مع جميع المعلمين دون استثناء وأن يتعامل مع جميع المعلمين على اختلاف المراحل التعليمية بنفس الأسلوب على الرغم من أنهم مختلفون في سماتهم الشخصية واحتياجاتهم المهنية والاجتماعية.
ويعتقد جلاتهورن أن الأساليب الإشرافية التالية تقابل جميع أذواق المعلمين في ميدان التربية والتعليم:
1- الإشراف التربوي العيادي.
2- الإشراف التربوي التعاوني.
3- الإشراف التربوي الذاتي.
4- الإشراف التربوي الإداري.
ومن أهم مميزات الإشراف التربوي المتنوع:
1- اختيار المعلم للأسلوب الإشرافي المناسب لقدراته وإمكاناته واحتياجاته الشخصية والمهنية.
2- بناء الإشراف التربوي المتنوع على مبدأ الشورى والأسس الديمقراطية مما يسهم في إيجاد مناخات تروبوية مريحة وصحية.
3- إسهام الإشراف المتنوع في بناء ثقة المعلم بنفسه وقدراته المهنية.
4- رفع مستوى مسؤولية المعلم تجاه عمله التربوي.
5- مراعاة الفروق الفردية بين المعلمين.
6- تركيز الإشراف التربوي على تطوير قدرات المعلمين وتنميتهم مهنياً.
مآخذ على الإشراف التربوي المتنوع:
1- يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين وزيادة الانفاق المادي على التعليم وذلك لبناء خطط طويلة المدى لتهيئة الميدان وتعريف المعلمين والمشرفين فيه.
2- اختيار المعلم لأسلوب الإشراف المناسب قد يكون مجازفة خاصة مع بعض فئات المعلمين ممن لا يحسنون عملية الاختيار.
3- اعتقاد بعض المعلمين أن هذا النمط الإشرافي معناه فصل الإشراف عن عملية التقييم قد يشجعهم على التهاون في أداء مهامهم الموكلة لهم.
4- يعاني هذا النمط من صعوبات إدارية وفنية عند تطبيقه في الميدان.
ثالثاً: نمط الإشراف التربوي التطوري:
يعد الإشراف التربوي التطوري أحد الاتجاهات الحديثة في مجال الإشراف التربوي حيث أنه يهتم بالفروق الفردية لدى المعلم وحدد جلكمان وهو صاحب نظرية الإشراف التربوي المتطور ثلاثثة أساليب إشرافية هي الأسلوب المباشر، الأسلوب التشاركي والأسلوب غير المباشر من أجل تطوير قدرات المعلمين وإمكاناتهم لأداء مهامهم الموكلة لهم على أفضل وجه، ويفترض جلكمان أن هذه الأساليب الإشرافية الثلاثة تقابل جميع الأذواق والفروق الفردية في ميدان التربية والتعليم.
يقوم استخدام أساليب الإشراف التربوي التطوري على قياس مستوى التفكير التجريدي للمعلم، وتحديده بدقة وتصنيفه ضمن أحد المستويات الثلاثة التالية: تفكير تجريدي منخفض، تفكير تجريدي متوسط، تفكير تجريدي عالي. وعملية تشخيص مستوى التفكير التجريدي لكل معلم على حده هي مرحلة مهمة جداً وهي سابقة لمرحلة التطبيق، حيث أن استخدام أساليب إشرافية وتطبيقها ميدانياً قبل الوقوف على قدرات المعلمين وإمكاناتهم أمر يرفضه المنطق والواقع.
ومن مميزات استخدام الإشراف التربوي التطوري:
1- اهتمامه بمراعاة الفروق الفردية لدى المعلمين.
2- تطوير وتنمية طاقات المعلمين وقدراتهم.
3- اختيار الأسلوب الإشرافي بناء على احتياجات المعلم الشخصية والمهنية.
4- استخدام منحى علمي من خلال مراحل واضحة ومرتبة منطقياً.
5- إشاعة مناخ مؤسسي سليم وصحي.
6- توفير اختيارات علمية لتشخيص قدرات المعلم وسبل تطويرها.
المآخذ على الإشراف التربوي التطوري:
1- اختيار المشرف التربوي المناسب للمعلم يؤثر بالسلب على علاقة الزمالة والتعاون بين المشرف والمعلم.
2- يعتبر البعض أن تحديد الأسلوب الإشرافي بناء على مستوى التفكير التجريدي فقط غير كافي وضرورة إضافة متغير آخر هو الدافعية للعمل.
3- يتطلب تطبيق هذا الإشراف تقليل نصاب المشرف التربوي من المعلمين مما يضاعف من أعداد المشرفين التربويين.
4- يتطلب تطبيقه تهيئة الميدان وتدريب مكثف لجميع المشرفين وبالتالي صعوبات إدارية وفنية وزيادة التكلفة المادية.
رابعاً: نمط الإشراف التربوي بالأهداف:
يؤكد الإشراف التربوي بالأهداف على وضع الأهداف المراد تحقيقها وصياغتها بدقة بحي ثتكون قابلة للقياس والتطبيق. ويقوم الإشراف بالأهداف أساساً على مبدأ مشاركة جميع المعنين بالعملية الإشرافية من معلمين ومديرين ومشرفين تربويين وغيرهم في تحديد الأهداف المراد بلوغها. ويعرف الإشراف بالأهداف على أنه عملية مشاركة جميع الأفراد المعنين بالعملية الإشرافية في وضع الأهداف المراد تحقيقيها بغرض زيادة فعالية العملية الإشرافية. وتتضمن هذه العملية تحديد أهداف واضحة وقابلة للقياس والتطبيق ونتائج محددة بدقة، وبرامج واقعية وتقييماً للأداء في ضوء النتائج المتوقعة والإشراف بالأهداف يقوم على المبدأين التاليين:
1- مبدأ المشاركة.
2- مبدأ تحديد الأهداف:
ويمكن إجمال مميزات الإشراف التربوي بالأهداف في النقاط التالية:
1- يساعد على إشاعة أجواء اجتماعية ونفسية ملائمة للإبداع.
2- يسهم في رفع الروح المعنوية للمعلمين وتحسين علاقتهم بالمشرفين.
3- يساعد على تحسين أداء المعلمين ورفع الكفاءة الإنتاجية لنظام الإشراف.
4- يؤكد على تقويض السلطات وتوزيع الأدوار والمهام مما يزيد من شعور المعلمين بالمسؤولية والالتزام بتحقيق الأهداف.
5- يسهم في ربط أهداف المعلم الفردية وتكاملها مع الأهداف العامة لنظام الإشراف.
6- يؤكد على وضع أولويات وأهداف واقعية يمكن قياسها.
محاذير تطبيق الإشراف التربوي بالأهداف:
بالرغم من فوائد الإشراف بالأهداف في تحسين نظام الإشراف التربوي وممارساته الميدانية إلا أنه لا يخلو من سلبيات وعيوب ومنها:
1- الحاجة إلى استثمار كمية كبيرة من الوقت في سبيل تطبيق الإشراف التربوي بالأهداف والتوصل إلى نتائج.
2- وضع أهداف غير قابلة للقياس والتحقيق.
3- الحاجة إلى تقليل نصاب المشرف من المعلمين مما يترتب عليه زيادة كبيرة في عدد المشرفين التربويين.
4- المبالغة في وضع الأهداف السلوكية والإجرائية قد يؤثر على الرؤية الشاملة لنظام الإشراف التربوي وغاياته.
5- فهم هذا النوع من الإشراف التربوي يحتاج إلى برامج تدريبية تؤدي إلى زيادة تكاليف التعليم والانفاق عليه.
6- يتطلب تطبيق الإشراف بالأهداف إخلاصاً للعمل والتزاماً بالواجب والمسؤوليات وقد لا تتوافر هذه السمات في بعض المشرفين التربويين والمعلمين وبالتالي فإن فلسفة الإشراف بالأهداء لا تصلح لجميع الناس.
النظرية ودورها في تحسين الممارسات الإشرافية:
لقد أشار المؤلف إلى أن هناك ضرورة ملحة إلى تأسيس الممارسات الإشرافية على مبادئ وأصول علمية مستمدة من نظرية تسهم في الوقوف على السلوك الممارس وتحديده وتفسيره وتبويبه ووضع التصورات المستقبلية لما ينبغي أن تكون عل يه العملية التعليمية وأصبحت الممارسات الإشرافية التي تعتمد على التلقائية والعفوية والاجتهادات الشخصية ولا تنطلق من إطار مرجعي محدد هي ممارسات قاصرة وبعيدة عن روح العصر الحديث.
ومفهوم النظرية في مجال الإشراف التربوي ينسجم مع النظرة السائدة في مجال العلوم الاجتماعية التي ترى أن النظرية هي نوع من أنواع التعميمات وإصدار الأحكام المبنى على ملاحظة الواقع وإمكانية التحقق منه وتعرف النظرية بأنها مجموعة فروض يستنبط منها قوانين ومبادئ عامة قابلة للفحص والتجريب ولكون النظرية تميل إلى التجريد والعمومية فإنه من غير المنطق الحكم عليها بأ،ها صحيحة تماماً أو خاطئة إجمالاً.
ولقد تطورت معظم النظريات نتيجة لمرورها بثلاث مراحل:
1- المعالجة المنطقية للمشكلة أو الموضوع.
2- تطوير قائمة خصائص محددة.
3- صياغة تصنيف منظم.
ويمكن الاستفادة من هذه المراحل الثلاثة في توجيه سلوك الممارسين الميدانين في مجال الإشراف التربوي من أجل تحسين تلك الممارسات التربوية بمدارس التعليم العام.
وفيما يلي تعريف بالمراحل:
1) المعالجة المنطقية للمشكلة:
تمثل هذه المرحلة الحلقة الأولى من سلسلة تطوير النظرية، وتتكون أساساً من الآتي: العصف الذهني، أو فتح باب نقاش ودي في عالم المثاليات حول موضوع محدد أو التحدث عن النزعات والاتجاهات الحديثة والحديث الودي عن الممارسات والأحداث المدرسية وعن الملاحظات الميدانية، يهيئ بيئة ثرية وصالحة لتعليقات المعلمين المبنية على خبراتهم الميدانية ومناقشة بعض النماذج والأنماط السلوكية المحددة والمنتقاة عشوائياً من الواقع الميداني يمكن أن تكون نقطة بداية سلسلة في تطوير النظرية.
2) تطوير قائمة خصائص محددة:
يتم وضع قوائم الخصائص ظاهرة معنية بناء على ملاحظات مباشرة لعينات يتم انتقاؤها عشوائيا وهذه الملاحظات تقود بشكل مباشر إلى تصميم قائمة من التعميمات وتسهم تلك الملاحظات العامة ذات التكرارات المناسبة في صياغة قائمة واضحة ومحددة م الخصائص القابلة التصنيف والتبويب.
3) صياغة تصنيف منظم:
آخر مراحل تطور النظرية يتم من خلالها تدوين سلسلة من ملاحظات المعلمين والمشرفين التربويين والإداريين المنتقاة بطريقة عشوائية لقضايا تربوية محددة مثل: الممارسات الميدانية وسلوك التلاميذ ونتيجة لتلك الملاحظات التي تم اختيارها عشوائيا تقدم إرشادات وتوجيهات ذات قيمة علمية وفنية للعاملين التربويين في الميدان حيث يمكن للمعلم مثلاً أن يضم خططاً منظمة لأنشطته التعليمية أو تجعل المشرف التربوي يغير من سلوكه الإشرافي.
خصائص النظرية الجيدة في الإشراف التربوي:
1- أن تكون قابلة للملاحظة والتطبيق.
2- أن تكون ذات قابلية ومرونة لتعديلها إلى بعض الصيغ النظامية الصادقة.
3- أن تكون ذات بعد مستقبلي وتبني على أسا من التخطيط السليم.
4- يجب أن تسهم النظرية في تكوين رؤية واضحة للعلاقات بين أهداف المؤسسة التربوية وقدرات وإمكانات العاملين.
5- ينبغي أن تسهم النظرية الجيدة في أعمال الفكر قبل الاستجابة للمواقف المتباينة.
الممارسات الإشرافية في نماذج حديثة:
لقد تعددت أنماط الإشراف التربوي وقد مرت بالممارسات الإشرافية بعدة مراحل وأشكال ويمكن إيجازها على النحو التالي:
أولاً: الممارسات الإشرافية التقليدية:
وتتمثل في قيام المشرف التربوي بزيارات ميدانية للمعلمين، وتقديم نصح وإرشادات وتوجيهات عامة لجميع المعلمين في الميدان وكأن المعلمين متشابهون في كل شيء من سمات شخصية وقدرات عقلية وإمكاناته علمية وتربوية مما أدرى إلى أن المشرف التربوي بدأ يكر نفسه في كثير من المواقف التربوية.
ثانياً: الممارسات الإشرافية المبنية على الفروق الفردية:
وفيها ينظر إلى المعلم على أنه حالة متميزة وفريدة من نوعها وأن المعلم يحتاج إلى عناية ورعاية خاصة ومختلفة عن غيره وأصبحت عملية تطوير المعلم وتنمية قدراته العلمية والمهنية تتم من خلال جلسات مطولة ومتكررة بين المشرف والمعلم للوقوف على احتياجات المعلم وسبل تحقيقيها وتتجلى هذه الممارسات الإشرافية في تطبيق الإشراف التربوي العيادي.
ثالثاً: الممارسات الإشرافية الجماعية المبنية على رأي المشرف التربوي وقناعاته:
يتمثل هذا الاتجاه في تطبيق الإشراف التربوي التطوري ميدانياً من خلال توزيع المعلمين إلى ثلاث فئات متجانسة من حيث مستوى القدرة على التفكير التجريدي بعد تشخيص مستويات المعلمين حسب التفكير التجريري يتم توزيعهم إلى ثلاث مجموعات، كل مجموعة يستخدم معها أسلوب إشرافي مناسب لتفكير المعلمين وهذه الأساليب هي: المباشر التتشاركي وغير المباشر.
رابعاً: الممارسات الإشرافية الجماعية المبنية على اختيار المعلم وقناعته:
إن اختيار المعلم للأسلوب الإشرافي المناسب له يؤدي إلى تحقيق النتائج التالية:
1- تفاعل المعلم الإيجابي مع الأسلوب المختار.
2- تحمل المعلم جزءا من مهمة الإشراف التربوي.
3- المساهمة في تقليل عدد المشرفين التربويين,
ويضع أصحاب هذا الاتجاه أربعة أنواع من الإشراف التربوي يختار المعلم منها ما يناسب قدراته وإمكاناته العلمية والمهنية، وهذه الأنواع هي: الإشراف العيادي، الإشراف التعاوني، الإشراف الإداري، إشراف الإقران.
نماذج حديثة في مجال الممارسات الإشرافية ميدانياً:
أولاً: خيارات وبدائل في عملية الممارسات الإشرافية:
قامت سوليفان وجلانز عام 2000 بفحص بعض الخيارات المفيدة في عملية ممارسة الإشراف التربوي ميدانياً وبالرغم من أن هذه الخيارات والبدائل مبنية أساساً على الممارسات الميدانية للإشراف التربوي إلا أنها لم تغفل البعد النظري للعملية الإشرافية وتتمثل البدائل والخيارات في الآتي:
1- إرشاد المعلم المبتدئ (أو قليل الخبرة).
2- تدريب المعلم لزميله وتمكينه من الاستفادة من خبراته الميدانية.
3- حقائق مهنية للإشراف التربوي المتنوع.
4- تقويم الإقران (الزملاء).
5- إجراء الأبحاث الميدانية (الإجرائية).
استطاع هذه الخيارات الخمسة أن تلفت أنظار العاملين والمهتمين بالإشراف التربوي إلى أهمية تطبيقها للتغلب على الممارسات الإشرافية التقليدية، وتسعى هذه الخيارات إلى تحقيق التوجيه (الإشراف) الذاتي، والاستقلالية المهنية للمعلم من خلال علاقات إيجابية متبادلة، المشاركة في صنع القرارات، الإصغاء التأملي، والاستجابة الفاعلة للميدان.
إن طرح هذه الخيارات في ممارسة العملية الإشرافية يتمشى مع روح العصر وعالم القرن الحادي والعشرين، لأن الإشراف التربوي الحديث يتجه بقوة على التأكيد على الفكر (الديموقراطي) الشورى. كما أنها تسهم في دفع القيادات التربوية إلى توصيف أفكارهم ومهاراتهم وقيمهم في خدمة العملية التعليمية عن طريق العلاقات المتبادلة والمشاركة الفاعلة للمعلمين أثناء أدائهم لأدوارهم المنوطة بهم.
ثانياً: نظام نموذج فكري لتطوير الممارسات الإشرافية:
عرض المؤلف النموذج الإدراكي الذي قدمه الباحثان فسلر وبورك بغرض تطوير الإشراف التربوي ويقدم هذا النظام إطاراً فكرياً للباحثين ولرجال الميدان حيث يمكن أن يستخدم رجال الميدان هذا النظام في وضع خطة استشرافية منظمة بقصد تحسين أداء الإشراف التربوي كما يمكن للعالمين الميدانيين بناء برنامج متكامل لتطوير المعلمين أثناء الخدمة. وقد يساهم هذا النظام أيضاً في تحديد المشكلات، ووضع الاستراتيجيات المناسبة لبحث عليها من أجل تحسين مهنة التعليم. كما يمكن للباحثين استخدام هذا النظام في تحليل واختبار الفرضيات بهدف تحسين النمو المهني لدى العاملين في ميدان التربية والتعليم.
ثالثاً: مزاوجة بين أنماط الإشراف العيادي ووظائف العقل البشري كاتجاه حديث في ممارسة الإشراف التربوي:
يرى أصحاب هذا الاتجاه الحديث في الإشراف التربوي أنه بإمكان المشرف التربوي اختيار النمط الإشرافي المناسب له أو للموقف التعليمي من خلال الاطلاع على أعمال عالم النفس كارل جونج، ويرى الباحث أن تطبيقات أفكار جونج في مجال الإشراف القيادي قد تسهم في إثراء البيئة التعليمية.
التعرف على شخصية المعلم تساعد المشرف التربوي في أداء عمله:
إن الخصائص الشخصية تلعب دوراً مهما في تقرير نوعية الأنماط السلوكية للفرد وتساعد المشرف التربوي في فهم المعلمين وتطوير قدراتهم وقد قدم المؤلف بعض الدراسات الميدانية التي هدفها التعرف على الفروق في الأنماط الشخصية لدى الطلبة المعلمين كما وضح المؤلف بطاقة توكمان الذي اهتم بطبيعة المعلم ومساعدته والارتقاء بمستواه المهني والذي اطلق عليها اسم بطاقة توكمان للتغذية الراجعة لتحديد مستوى فاعلية التدريس وتطويره ويمكن للمشرف التربوي استخدامها بهدف التنويع في الممارسات الإشرافية.
المخطط الكلي للمنهج المدرسي والإشراف التربوي:
إن المخطط الكلي للمنهج المدرسي يمثل أحد الأساليب المفيدة في تسهيل مهمة المشرف التربوي في مجال المناهج الدراسية ويرى ونستين أن عملية المخطط الكلي للمنهج الدراسي تساعد المشرف التربوي على معرفة:
1- كمية الوقت التي يستثمرها المعلم فعلياً في عملية التدريس.
2- مجال المقرر الدراسي وتتابع مفرداته.
3- أوجه التشابه والاختلاف في تدريس موضوع محدد بين معلم وآخر ومدرسة وأخرى ومستوى دراسي وآخر.
4- نسبة التداخل أو التكرار بين موضوعات المقررات الدراسية.
5- مدى التزام المعلمين باللوائح والأنظمة التعليمية المعتمدة.
6- تدريس موضوعات المقرر وتغطيتها تماماً قبل إجراء الاختبار فيها.
القيادة والإشراف التربوي:
لقد عرفت القيادة التربوية تعاريف عدة منها: تعريف هامفيل وكونس بأنها هي: السلوك الذي يمارسه الفرد أثناء تعاملع مع الأنشطة الجماعية بقصد تحقيق أهداف مشتركة، كما عرفها ذكي بأنها: توجيه لسلوك الآخرين نحو غرض معين أو هي السلوك الذي يقوم به الفرد حين يوجه نشاط جماعة نحو هدف مشترك.
وذلك يعني أن القائد التربوي يمارس سلوكاً مؤثراً في سلوك الآخرين يهدف إلى إحداث تغيير يخدم أهداف المؤسسة التربوية وغاياتها والمشرف التربوي هو قائد تربوي يتوقع أن يؤثر سلوكه القيادي في ممارساته الإشرافية الميدانية أثناء تفاعله مع المعلمين بما يخدم أهدفا العملية التعليمية.
ومن أهم خصائص المشرف التربوي الذي يتصف بالروح القيادية هي النزع إلى المشاركة والتفاعل مع المعلمين والرغبة في عملية التغيير والتجديد التربوي.
أنماط القيادة التربوية:
يلعب نمط القيادة السائد دوراً مؤثراً في اتجاهات العاملين ومستوى معنوياتهم نحو العمل بعامة والإشراف التربوي على وجه الخصوص ويتوقف على نمط سلوك المشرف التربوي القائد مستوى نجاح المعلمين في أداء مهامهم المنوطة بهم والذي ينعكس أثره على العملية التعليمية برمتها وأهم هذه الأنماط هي:
1) النمط السلطوي "الأوتوقراطي":
يتصف هذا النمط من القيادة بأن القائد (المشرف التربوي) يتخذ من سلطته الرسمية أسلوباً لإجبار المعلمين وغيرهم من العاملين على أداء مهامهم المنوطة بهم من أجل تحقيق الأهداف المنشودة. ويميل سلوك المشرف الأوتوقراطي إلى الاعتماد على مركزية السلطة والاحتفاظ بالقرارات لنفسه وعدم مشاركة المعلم من خلال إبعاده عن المشاركة في صنع القرارات المهمة أو التخطيط لنموه المهني. تتكون لدى المعلم جملة من الأحاسيس والمشاعر السلبية نحو المشرف بخاصة والإشراف التربوي بعامة وعمله إصلاح الخلل في العلاقة بين المشرف والمعلم هي عملية معقدة في ظل الإدارة المركزية والتنظيم الهرمي وتدفق الأوامر والتعليمات من أعلى الهرم إلى أسفله.
2) النمط الشوري "الديموقراطي":
يتصف هذا النمط من القيادة بكونه يتيح الفرصة للمرؤوسين بالمشاركة الفاعلة في صنع القرارات والإسهام في المهام القيادية من خلال علاقات إنسانية متميزة بين القائد والمرؤوسين فالمشرف التربوي الشوري "الديموقراطي" يقيم علاقات إنسانية وثيقة مع معلمية ويفوض سلطاته المتعلقة بالنمو المهني لبعض المعلمين ممن يمتلكون القدرة على ذلك كما يشجع العلم على تنمية قدراته وإمكاناته وتوسيع رفعة مشاركاته في اتخاذ القرارات المهمة وباستخدام هذا النمط يساهم المشرف التربوي في اختفاء بعض الممارسات السلبية في مجال الإشراف التربوي مثل التعالي على المعلمين وتحسين العلاقات الإنسانية المتوترة بين الشمرف والمعلم.
3) النمط الترسلي:
يتصف هذا النمط القيادي بمنح جميع المرؤوسين أكبر قدر ممكن من الحرية في ممارسة مهامهم الموكلة لهم رسمياً دون توجيه مباشر من قبل القائد فالقائد الترسلي يسعى على كسب رضا المرؤوسين من خلال تفويض سلطاته لهم. وينزع المشرف ذو السلوك الترسلي إلى مجاملة المعلمين ومنحهم حرية كافي لأداء مهامهم الموكلة لهم وعلى الرغم من إعطاء المشرف الحرية للمعلم في اتخاذ القرارات المهمة، إلا أنه لا يحظى باحترام المعلمين وتقديرهم.
نظريات القيادة ونماذج السلوك القيادي:
أسهمت الدراسات والأبحاث العلمية في تحديد مفهوم القيادة ونجم عن ذلك عدد من نظريات القيادة ونماذج السلوك القيادي. ومن أهم هذه النظريات:
1) نظرية الإنسان العظيم:
يرى أصحاب هذه النظرية أن الرجل العظيم هو إنسان موهوب بالفطرة التي وهبها الله، ويرون كذلك أن نجاح القائد يتوقف على خصائص ومعايير شخصية محددة، يتفرد بها القائد عما سواه وقد تعرضت هذه النظرية إلى انتقادات كثيرة من أهمها أنها الغت أثر البيئة والمجتمع في صنع القائد وحقل مواهبه. وباختفاء هذه النظرية برزت نظرية أخرى شبيهة بها هي نظري السمات.
2) نظريات السمات:
لقد توصلت بعض الدراسات إلى أن هناك علاقة بين القيادة الناجحة وبعض السمات الشخصية مثل: الأمانة، الذكاء، الثقة بالنفس، القدرة على التعبير وبالرغم من أن بعض الدراسات كشفت عن وجود ارتباط إيجابي بين بعض السمات والقيادة الفاعلة إلا أن تعمم تلك النتائج بناء على شواهد محدودة يعد ضرباً من ضروب المجازفة.
3) نظرية الموقف:
تعتمد هذه النظرية على أساس أنه لا يوجد أسلوب قيادي واحد يصلح لجميع المواقف لأن سمات القيادة تختلف باختلاف المواقف القيادية وفيها يبدي المشرف مرونة فائقة في تكيفه مع جميع المواقف التي تصادفه أثناء عملية الإشراف أي أن المشرف لا يعتمد فقط على السمات الشخصية بل ربطت القيادة بالمواقف المختلفة.
4) النظرية التفاعلية (المدخل التوفيقي):
حاولت نظرية التفاعل أن تربط بين نظرية السمات ونظرية الموقف وتوائم بينهما وإن توازن بين أثر السمات الجسمية والنفسية وأثر الموقف وعوامل البيئة في تشكل السلوك القيادي. وعليه فالمشرف التربوي الناجح هو الذي يمتلك الاستعداد والقدرة على تمثيل أهداف المرؤوسين، ومقابلة مطالبهم وكسب رضاهم وقناعتهم بأنه أنسب إنسان للاضطلاع بهذا الدور.
5) نموذج تانينبوم وشمد:
يحدد هذا النموذج اتجاهين مختلفين ومتباينين لإمكانيات سلوك المشرف مع المرؤوسين ففي أقصى الاتجاه الأيمن يتمثل نمط السلوك الديموقراطي وفي أقصى الاتجاه الأيسر يتمثل النمط الأوتوقراطي، وبين هذين الاتجاهين عدد من أنماط السلوك القيادية.
6) نموذج الشبكة الإدارية:
يؤكد هذا النموذج على بعدين أساسيين هما العاملون والعمل وقد أطلق على هذا النموذج الشبكة لأنه مصمم على شكل محورين: محور أفقي خاص بالعمل ومحور عمودي خاص بالعاملين وبالرغم من أن الموقف القيادي هو الذي يحدد نوع النمط القيادي المناسب إلا أن الممارسة العلمية تشير إلى أن النمط القيادي هو أنسب الأنماط القيادية لأنه يخصص درجة اهتمام عالية بالعمل والعاملين في نفس الوقت.
7) نموذج ريدن:
لاحظ ريدن بأن نموذج الشبكة ركز على بعدين أساسيين للسلوك القيادي وهما: بعد العمل وبعد العاملين، ورأى ريدن ضرورة إضافة بعد ثالث هو بعد الفعالية، فأصبح نموذج ريدن يعتمد على ثلاثة أبعاد هي: العمل، العاملون، الفاعلية وبناء على هذه الأبعاد الثلاثة، نسج ريدن أربعة أنماط أساسية للسلوك القيادي وهي النمط القيادي المتفاني والذي يهتم بالعمل فقط والنمط القيادي المتكامل ويهتم بالعمل والعاملين في آن واحد والنمط القيادي المنعزل وهو لا يهتم بالعمل ولا بالعاملين.
ومما يؤخذ على نموذج ريدن عدم وضوح المقصود بالمواقف المناسبة وغير المناسبة التي تواجه القائد (المشرف التربوي).
8) نموذج الهدف والمسار:
يعمل هذا النموذج على الربط بين السلوك القيادي ودافعية العاملين ومشاعرهم. ويؤكد مضمون هذا النموذج على الكيفية التي يمكن أن يحدث بها سلوك القائد (المشرف) التربوي أثراً في دافعية المعلمين واتجاهاتهم نحو العمل.
يتضح من استعراض النظريات والنماذج القيادية المذكورة آنفاً أن هناك عدداً من الأنماط القيادية التي يمكن أن يمارسها المشرف التربوي خلال أدائه لمهامه الإشرافية وهي تمحور حول بعدين أساسيين هما:
- السلوك القيادي الذي يهتم بالمعلم.
- السلوك القيادي الذي يهتم بالعمل الإشرافي.
"اتجاهات حديثة في الإشراف التربوي"
للأستاذ الدكتور / عبدالعزيز عبدالوهاب البابطين
تمهيد:
لقد أخذ الإشراف التربوي بالأساليب والطرق الحديثة للإشراف التربوي بمفهومه العصري الذي يتمشى مع المفهوم الجديد للإشراف من أجل النهوض بالعمليتين التربوية والتعليمية، وقد مرّ الإشراف التربوي خلال تطوره بصعوبات جعلته يتعثر في مواكبة التطور في ميادين التربية الأخرى.
ومع هذا التطور الشامل في مفهوم الإشراف التربوي نجد أن ما يمارسه المشرفون التربويون في الميدان لا يتمشى ومفهوم الإشراف التربوي الحديث لتركيزهم على الأساليب التقليدية التي لا تتطلب سوى المتابعة الروتينية الورقية أكثر منها الفنية.
وإن هذا التطور في مفهوم الإشراف التربوي واتجاهاته الحديثة لمواكبة التطور التربوي الذي يحدث في العملية التربوية والتعليمية قد حدا بكثير من المهتمين بهذا الشأن في التنظير لمثل هذه القضايا ومن هذه المؤلفات الحديثة كتاب "اتجاهات حديثة في الإشراف التربوي" والذي نحن بصدد قراءته فيما يأتي من صفحات.
ولقد تمت قراءة هذا الكتاب على النحو التالي:
أولاً: العرض الفني للكتاب، وقد تم ذلك من خلال ذكر عنوان الكتاب ومؤلفه والدار الناشرة للكتاب وعدد الصفحات إجمالاً والصفحات التي تحدثت عن كل موضوع.
ثانياً: العرض العلمي للكتاب، وذلك بذكر موجز علمي عن موضوعات الكتاب التي تطرق إليها مؤلف الكتاب.
ثالثاً: التعليق على الكتاب ، وهو عبارة عن تعليق لما جاء به الكتاب ، ومستنداً فيه إلى الخبرة الميدانية في هذا المجال والملاحظات في البيئة التعليمية من خلال المعايشة ، وكذلك التطرق إلى مدى مناسبة ما جاء في الكتاب لواقعنا التربوي والتعليمي.
أولاً: العرض الفني للكتاب:
يحمل الكتاب عنوان "اتجاهات حديثة في الإشراف التربوي" من تأليف الأستاذ الدكتور/ عبدالعزيز عبدالوهاب البابطين - أستاذ بقسم الإدارة التربوية بكلية التربية جامعة الملك سعود.
يقع الكتاب في (312صفحة) من القطع المتوسط، ويستهل المؤلف الكتاب بالفهرس ويقع في صفحتين (ج – د) حيث قسم المؤلف محتويات الكتاب إلى موضوعات رئيسية ينبثق منها موضوعات فرعية. بدأ المؤلف بالمقدمة وتقع في ثلاثة صفحات (1-3) ناقش فيها أهمية التربية ودور الإشراف التربوي في المؤسسات التعليمية.
وبعد ذلك عرض المؤلف مفهوم الإشراف التربوي وتطوره في ثماني صفحات (4-12) حيث استعرض مفهوم الإشراف التربوي واتجاهاته، ثم بدأ بالموضوع الأول تحت عنوان العوامل الأساسية المؤثرة في تشكيل مفهوم الإشراف التربوي وتطوره في حوالي خمسة عشر صفحة (21-27) ثم تناول المؤلف موضوع أنماط حديثة في الإشراف التربوي في أربعة أقسام ثم بعد ذلك تعرض بالنقاش لموضوع النظرية ودورها في تحسين الممارسات الإشرافية وذلك في حوالي مائة وخمسة وثلاثون صفحة (28 – 174). ثم بدأ المؤلف في تناول موضوع الممارسات الإشرافية في نماذج حديثة حيث استعرض أنواع الممارسات الإشرافية في خمسين صفحة (183 – 189). ثم تناول الكاتب موضوع نماذج حديثة في مجال الممارسات الإشرافية ميدانياً مستعراضاً عملية الإشراف التربوي مع الصيغ التربوية والمخطط الكلي للمنهج المدرسي وذلك في حوالي أربعين صفحة (190 – 234). ثم تناول المؤلف موضوع القيادة والإشراف التربوي والذي ضم أنماط القيادة التربوية ونظريات القيادة ونماذج السلوك القيادي في خمسة عشر صفحة (235 – 249). ثم تعرض لموضوع الاتصال في مجال الإشراف التربوي حيث ضم مقدمة والتعريف وعناصر الاتصال وأنماط الاتصال وفعاليته في العملية الإشرافية في تسعة صفحات (250 – 259). وانتهى المؤلف بموضوع إعداد المشرفين التربويين وتأهيلهم مهنياً مع استعراض لبرامج الإعداد في اثني وثلاثين صفحة (260 – 192). وختم الكاتب بقائمة المراجع العربية والأجنبية في ست صفحات (306 – 312).
وقد صدر الكتاب في طبعته الأولى عام 1425هـ/2004م في المملكة العربية السعودية – الرياض.
ثانياً: العرض العلمي للكتاب:
المقدمة :
بدأ المؤلف كتابه اتجاهات حديثة في الإشراف التربوي بمقدمة ناقش فيها أهمية التربية في إعداد الأجيال القادمة لمواجهة المستقبل وتحدياته ودور الإشراف التربوي على المؤسسات التعليمية وتصميم الخطط والمناهج والبرامج الحديثة لمواكبة المستجدات العالمية.
ذكر المؤلف أنه لكي يؤدي الإشراف التربوي دوره كأسلوب تطوير للعملية التربوية والرقي بها فإنه لا بد له من أن يطور مفاهيمه وأساليبه وأنماطه بما يتفق والاتجاهات العالمية المعاصرة وأن يصبح له دور أساسي وفاعل في تطوير قدرات المعلم وإمكاناته من خلال تزويده بالمعارف والمهارات والاتجاهات الإيجابية التي تمكنه من أداء عمله بكفاءة عالية.
كما أشار المؤلف إلى أن المشرف التربوي يجب أن ينظر إلي على أنه إنسان قادر على تحسين أداء المعلمين وتطوير قدراتهم بناء على ما لديهم من خصائص ذاتية وسمات شخصية.
وقد ذكر المؤلف انه وضع هذا الكتاب على أمل أن يسهم في تطوير الممارسات الإشرافية في المملكة العربية السعودية خاصة ودول الخليج العربية عامة. حيث أحس المؤلف بأهمية تطوير تلك الممارسات وسبل تطبيقها ميدانياً، وتحسين صورتها من خلال الإفادة من التجارب الناجحة والمستجدات التربوية بما يتفق وطبيعة مجتمعاتنا وقيمها وحاجاتها في بناء الأجيال القادمة لمستقبل أفضل.
مفهوم الإشراف التربوي وتطوره:
لقد بدأ المؤلف هذا الجزء من الكتاب بإسهام التربية الإسلامية في مد الحضارة الإنسانية بالمفاهيم والأفكار الجديدة والقيم الراقية حيث كان لها السبق في وضع الأسس الأولى للتربية الحديثة.
تناول الكاتب بعد ذلك نشأة الإشراف التربوي بصورته الحديثة وذكر أنها تعود إلى عام 1654 عندما قام المستوطنون الأوربيون في ولاية ماساشوسيتس الأمريكية بإصدار قانون يعطي الحق لأولياء الأمور ومراقبين من جامعة هارفرد في الإشراف على تعيين الم علمين الجدد في مدارس الولاية وفق شروط معينة. ثم انتقال المسؤولية الإشرافي من أولياء الأمور إلى إدارتين هما إدارة التربية على مستوى الولاية وإدارة المنطقة التعليمية وانتقالها في القرن العشرين إلى مديري المدارس والمشرفين التربويين المتخصصين.
كما يذكر أنه بتطور مفهوم التربية وأساليبها ونظريات التعليم والعلاقات الإنسانية، قد تبعه تطور واضح لمفهوم الإشراف التربوي وأصبحت غير مقيدة بمجال محدد من مجالات العملية التربوية بل ترتبط بجميع المجالات التربوية والناجمة عنها. وأصبحت مهمة الإشراف التربوي واسعة وشاملة ودور المشرف الحديث أصبح كبيراً في تحقيق أهداف المؤسسة التربوية وتطويرها.
ولأن الإشراف التربوي قد مر بعدة مراحل خلال اقرن العشرين حيث كان ينظر إليه في بداية الأمر على أنه امتداد للإدارة التربوية ثم أصبح أكثر ارتباطاً بالمنهج الدراسي وطرق التدريس وبعد ذلك ارتبط بحركة العلاقات الإنسانية.
ونتيجة لتعدد المراحل والاتجاهات التي مر بها الإشراف التربوي والتي شكلت مفهم الإشراف التربوي وقد لخصت رداح الخطيب هذه الاتجاهات الرئيسية التي مر بها الإشراف التربوي كما يلي:
1- الإشراف التربوي هو عملية فنية محضة حيث يركز اهتمامه على تصميم المناهج الدراسية وتطويرها.
2- الإشراف التربوي هو عملية إدارية حيث ينظر له على أنه أحد الجوانب الإدارة المدرسية.
3- الإشراف التربوي هو علاقات إنسانية حيث ينظر إلى الإشراف التربوي على أنه تعامل بين المعلم والمشرف التربوي.
ومن ناحية أخرى ونتيجة لاختلاف مسميات الإشراف التربوي (تفتيش، توجيه، إشراف)، وتعدد اتجاهاته فقد أصبح للإشراف التربوي تعريفات كثيرة ومتباينة فذكر منها تعريف ويلز (wiles) للإشراف التربوي على أنه: "نشاط ذو غاية، يوجد من أجل معاونة المدرسين على أداء وظيفتهم بطريقة أفضل".
كما ذكر المؤلف تعريف آخر لـكروفت (Croft) أن الإشراف التربوي هو الجهود الرامية لتنسيق النمو المستمر للمعلمين ويرفع مستوى ذلك النمو وذكر أيضاً تعريف نشوان لمفهوم الإشراف التربوي على أنه "عملية تعاونية تشخيصية تحليلية، علاجية مستمرة تتم من خلال التفاعل البناء المثمر بين المشرف والمعلم بهدف تحسين عمليتي التعليم والتعلم.
كما ذكر المؤلف تعريف موشر (Mosher) وبريل (Pureel) أن الإشراف التربوي "مهمة قيادية وتدريبية... وتعليم المعلمين كيفية التعليم".
كما ذكر تعريف بوردمان (Bordman) للإشراف التربوي بأنه المجهود الذي يبذل لتنسيق النمو المستمر للمعلمين في المدرسة فرادى أو جماعات وتوجيهه ورفع مستواه.
ونتيجة للتطور الكبير في الفكر التربوي وممارساته الميدانية فقد أصبح مفهوم الإشراف التربوي يهتم بجميع عناصر العملية التعليمية والمتمثلة بالعلم والتعلم والمناهج الدراسية وطرق التدريس والبيئة المادية والاجتماعية في المؤسسات التعليمية.
كما أوضح المؤلف أن معظم الباحثين والمهتمين في مجال الإشراف التربوي يرون أن اتساع مفهوم الإشراف التربوي وشموله أدى إلى عدم دقته ووضوحه.
كما أن معظم الباحثين التربوييين يعيبون على الإشراف التربوي كونه يتراوح في ممارساته بين الإدارة والقيادية التربوية والمناهج وطرق التدريس والعلاقات الإنسانية والاتصالات الإنسانية. علماً بأن أغلب المهتمين والمستغلين في مجال التربية والتعليم يدركون العلاقة الوثيقة والديناميكية بين الحقول المتنوعة للتربية ويدركون أيضاً صعوبة الفصل بينها في كثير من الأحيان.
وفي النهاية يرى المؤلف أنه على الرغم من اتساع مجال الإشراف التربوي وشموله بجميع حقول التربية إلا أن عملية تنفيذه لم تأخذ طريقها الصحيح. حيث أن قيام إنسان واحد وهو المشرف بجميع هذه الأدوار الجسيمة هو عمل غير صحيح في هذه المرحلة الزمنية لذلك يرى ضرورة تحقيق تطور كيفي ونوعي في شتى مجالات التربية والتعليم.
كما أوصى الكاتب بتوزيع فريق العمل من المشرفين التربويين على مستويين وذلك تسهيلاً للعمل الأول لتشخيص الواقع وجمع البيانات والآخر تسند إليه مهمة العلاج وتحسين الواقع وتطويره.
وفي النهاية نجد أن مفهوم الإشراف التربوي يبنى على المسميات الثلاثة التالية تفتيش، وتوجيه، وإشراف على اعتبار أنها تمثل مراحل تطور مفهوم الإشراف التربوي.
ولكنه يرى أن هذه المسميات لا تدل على معانيها الحقيقية ولا تتف قمع مفاهيمها وتطبيقاتها الميدانية وبالتالي فهي لا تتعدى كونها ت غير ألفاظ ومما يدل على ذلك أن بعض الأنظمة التربوية تستعمل أجد المسميات بشكل رسمي مثل إشراف وكلنها تطلق كلمة تفتيش بشكل تلقائي وتمارسه.
العوامل الأساسية المؤثرة في تشكيل مفهوم الإشراف التربوي:
في هذا الجزء من الكتاب تناول المؤلف الحركات التي على أساسها تبنى الممارسات الإشرافية في مجال التربية والتعليم وهذه الحركات هي:
1) الحركة العلمية التقليدية.
2) حركة العلاقات الإنسانية.
3) الحركة العلمية الحديثة.
وقد تناول الكاتب بداية وفلسفة كل حركة من هذه الحركات وتطبيقها في مجال الإشراف التربوي كما يلي:
1) الحركة العلمية التقليدية:
بدأ ظهور هذه الحركة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين حيث برزت حركة تطويرية في ميدان الصناعة الأمريكية أطلق عليها إدارة الورش ثم عرفت بالإدارة العلمية وقد وضع فريد ريك تيلور وهو يعد أباً للإدارة العلمية أربعة مبادئ علمية للإدارة نتيجة لملاحظاته للعاملين في المصانع وهو يربط الأجر بعدد الوحدات المنتجة لذلك فمن الضروري وجود عدد من المراقبين والملاحظين لكل عامل. والإدارة العلمية تتبنى الفلسفةالأوتوقراطية التسلطية في تحقيق أهدافها فتنظر إلى العاملين على أنهم أفراد تابعون ومستأجرون بموجب عقد عمل لأداء أعمال محددة من أصحاب العمل.
وقد انعكس هذا الاتجاه العلمي من إدارة المصانع وميدان الصناعات والمال والأعمال إلى ميدان التربية وفروعها المتعددة وبذلك انتقل الإشراف التربوي في طبيعته وممارساته من العشوائية والارتجالية والاجتهادات الفردية إلى التفكير العلمي المنظم المبنى على التحليل والقياس والموضوعية في معالجة القضايا التربوية المختلفة وتأثر الإشراف التربوي بمبادئ الحركة العلمية بشكل واضح ومن أهم تلك التأثيرات جعل مسؤولية التخطيط بيد المشرف التربوي والقيادات التربوية الأخرى وأصبح المعلم مهمته تنفيذ العمل التربوي بناء على توجيهات وإرشادات المشرف التربوي وكذلك منح المشرف سلطة ونفوذ كبير في تحديد أساليب تحسين مستوى أداء الم علم وتطويره.
نقد الحركة العلمية:
إن تطبيق الأسلوب العلمي في مجال الإشراف التربوي مبنى أساساً على الاعتقاد بأن التعليم هو علم ويفترض أن يقوم بدور فاعل في تجديد تفكير الإنسان وسلوكه بدقة ومنطقية ومن هذا المنظور تم تطبيق الأسلوب العلمي في الإشراف التربوي بطريقة لا تراعي طبيعة العلوم الإنسانية. وبالرغم مما حققته النظرية العلمية من نجاح في مجال التربية والتعليم إلا أن هناك أوجه كثيرة من النقد الموجه إلى فكر تيلور الخاص بالإدارة العلمية، على سبيل المثال:
1- ضعف العلاقات الإنسانية داخل مؤسسات الإنتاج.
2- تجاهل الفروق الفردية بين العاملين.
3- تقييد الحرية الفردية لدى العاملين.
4- عدم إتاحة الفرصة للعمال بالاشتراك في عملية التخطيط مما أدى إلى عزلة العمال وشعورهم بضعف الانتماء لمؤسسة الإنتاج.
ومن إيجابيات الإدارة العلمية التقليدية؛ أنها أدخلت إلى ميدان الصناعة مبادئ جديدة ومفلسفة جديدة في العلاقة بين الإدارة والعاملين وعالجت الكثير من المشاكل الصناعية التي تولدت عن الثورة الصناعية الأولى كما أنها حشدت الطاقات والعقول ضد استغلال الإنسان لأخيه الإنسان وبلورت اتجاهات جديدة تدعو إلى تقدير الإنسان والرفع من شأنه أينما كان ويتمثل هذا الاتجاه الجديد في حركة العلاقات الإنسانية.
2) حركة العلاقات الإنسانية:
تعتبر دراسات وأبحاث مايو وزملاءه في شركة كهرباء الغربية بالولايات المتحدة الأمريكية هي البداية الحقيقية لظهور حركة العلاقات الإنسانية وينظر إلى مفهوم العلاقات الإنسانية على أنه حفز العاملين في التنظيم ودفعهم إلى ذلك لإشاعة روح الفريق بينهم وإشباع حاجاتهم وتحقيق أهداف التنظيم بفعالية. وقد استفادت التربية بعامة والإشراف التربوي بخاصة من تلك الأفكار الجديدة، واتضح ذلك جلياً في إيجاد علاقة متميزة بين المشرف التربوي والمعلمين في ميدان التربية والتعليم. وأصبح دور المشرف التربوي هو إشاعة شعور الرضا بين الم علمين من خلال إظهار روح الاهتمام بكل معلم على أنه إنسان يستحق الاحترام والتقدير ولكي يبلغ الإنسان درجة عالية من الرضا الوظيفي ينبغي أن تتحقق حاجاته النفسية والاجتماعية.
إن حركة العلاقات الإنسانية جاءت بأفكار نظرية جيدة ومهمة، إلا أن بعضها كان غير قابل للتطبيق فضلاً عن أن المغالاة في استخدام العلاقات الإنسانية جعل الأهداف الشخصية فوق الأهداف العامة للمؤسسة، وأصبح المشرف التربوي يجامل المعلم بدرجة كبيرة على حساب العمل وأهدافه مما نجم عنه تكاسل المعلم في أداء عمله فانخفض عطاؤه وإنتاجيته.
ومن المآخذ على أسلوب تطبيق العلاقات الإنسانية في مجال التربية والتعليم:
أ) عدم القدرة على تمكين المعلم من النمو المهني إلى أقصى درجة ممكنة.
ب) عدم التمكن من تفجير طاقات المعلمين واهتماماتهم إلى الحد المطلوب.
ج) انصب الاهتمام كثيراً على تلبية الاحتياجات الإنسانية الدنيا.
د) ضعف الاهتمام بقضايا مهمة مثل: الحصيلة العلمية وتحدي القدرات والمسؤولية والتغذية الراجعة.
ونتيجة لهذه المآخذ بدأ الأصوات تتعالى ضد الإنكار التي جاءت بها هذه الحركة.
3) الحركة العلمية الحديثة:
جاءت الحركة العلمية الحديث وتطبيقاتها في مجال التربية عموماً والإشراف التربوي بشكل خاص كرد فعل ضد ممارسات حركة العلاقات الإنسانية خاصة ف يما يتعلق بدور المعلم داخل حجرة الصف.
ويرى أصحاب الحركة العلمية الحديثة أن حركة العلاقات الإنسانية لم تهتم كثيراً بطبيعة العمل التربوي ولم تحدد بوضوح الأهداف المراد تحقيقيها لذا أسهمت الحركة العلمية الحديثة في تحليل العمل إلى أجزاء صغيرة أو كفايات (مهارات) تعليمية لازمة لعمل المعلم والمشرف التربوي ومدير المدرسة وحددت مستويات الإنجاز المطلوبة في العمل التربوي كما أسهمت في وضع ضوابط دقيقة لقياس مستوى العمل التربوي مثل أدوات ملاحظة التدريس وقوائم الكفايات التعليمية اللازمة للمعلم ولجميع العاملين في حقل التعليم.
ويخلص سيرجوفاني إلى أن جميع هذه الحركات: الحركية العلمية التقليدية وحركة العلاقات الإنسانية والحركة العلمية الحديثة تشترك في عدم القناعة بقدرات المعلم ونقص الثقة في إمكانية إشراكه بأنشطة المدرسة وبرامجها مما جعل أنظار المهتمين بمجال الإشراف التربوي والإدارة التربوية تتجه إلى الاستفادة من إيجابيات الحركات العلمية والعلاقات الإنسانية في تنمية الموارد البشرية مع العناية والاهتمام بالقدرات والإمكانات الخاصة للعاملين في حقل التربية والتعليم.
4) حركة التنمية البشرية:
بالرغم من أن هناك من يرى أن الإشراف التربوي الحال يعاد من جديد إلى ممارساته التفتيشية السابقة، إلا أن حركة تنمية الموارد البشرية تفرض وجودها وهيمنها على ساحة الإشراف التربوي وتطبيقاته الميدانية في الوقت الراهن. ومن منظور هذه الحركة أصبحت مهمة المشرف التربوي هي مساعدة العاملين في المؤسسات التربوية ورفع مستوى مهاراتهم وفاعليتهم إلى أقصى درجة ممكنة. ويرى أصحاب حركة التنمية البشرية ضرورة الدمج والتنسيق بين حاجات العاملين كأفراد وحاجات العمل المدرسي كمؤسسة. كما يرى أصحاب هذه الحركة أن نمو وتطور نظام التعليم مرتبط بدرجة كبيرة بمستوى فاعلية منسوبية كأفراد وجماعات.
وفي ضوء حركة التنمية البشرية قامت الممارسات الإشرافية على عدد من الأسس والمنطلقات وهي:
1- يرغب المعلمون في تحقيق الأهداف المهمة بدرجة عالية من الفاعلية والإبداع.
2- أن معظم المعلمين قادرون على ممارسة المسؤولية والمبادأة والإبداع بشكل أفضل مما يؤدون به أعمالهم حالياً.
3- يساعد المشرف التربوي جميع المعلمين على كيفية استثمار طاقاتهم وقدراتهم إلى أقص درجة ممكنة في سبيل تحقيقي الأهداف المنشودة.
4- يشجع المشرف التربوي جميع المعلمين على المشاركة الفاعلة في اتخاذ القرارات المهمة والروتينية البسيطة على حد سواء.
5- إن جودة مستوى اتخاذ القرارات تسهم في تحسين مستوى المشرفين التربويين والمعلمين معاً إلى أعد درجة ممكنة خاصة في جوانب التفكير الإبداعي والخبرة وتنمية القدرات الخلاقة.
6- يشجع المشرف التربوي زملاءه المعلمين على تحمل المسؤولية الكاملة في التوجيه الذاتي وضبط النفس من أجل تحقيق الأهداف التي أسهم الجميع في صنعها.
أنماط حديثة في الإشراف التربوي:
إن استخدام الأنماط الإشرافية يعد بمثابة أطر نظرية تقود المشرف التربوي إلى ممارسة الإشراف التربوي في ضوء رؤية فلسفية ونفسية واجتماعية محددة وواضحة. وفي الجدول رقم (1) أوضح المؤلف أن هناك أنماط إشرافية متنوفة ومختلفة باختلاف مصدرها. وقد اعتمد أصحاب هذه التصنيفات عند تنظيمهم لأنماط الإشراف التربوي وترتيبهم لها على واحدة أو أكثر من الوسائل التالية: الملاحظة المباشرة، الممارسة الفعلية، الإدراك النظري والتنظير، والبحث الإجرائي الميداني.
إن العدد الإجمالي للأنماط الإشرافية المعمول بها هي سبعة عشر (17) نمطاً إشرافياً. وقد تناول المؤلف أربعة من أهم الأنماط الحديثة في الغشراف التربوي وهي الإشراف التربوي العيادي، الإشراف التربوي بالأهداف والإشراف التربوي التطويري، الإشراف التربوي المتنوع (الخياري).
أولاً: نمط الإشراف التربوي العيادي:
يمثل الإشراف العيادي أحد الأنماط الإشرافية الحديثة التي تؤكد بقوة على المهارات التعليمية وطرق التدريس وأساليب التدريس بهدف تحسين التعليم من خلال الملاحظة الصفية الفاعلة والمباشرة من قبل المشرف التربوي.
كما أن الإشراف العيادي كما أشار أجيسون وجيل يهتم بالتفاعل المبني على التفاهم بدلاً من استخدام التوجيه المباشر ويستخدم الأساليب الشورية "الديموقراطية" بدلاً من الأساليب السلطوية وينظر للمعلم على أنه محور العملية الإشرافية بدلاً من أن يكون المشرف هو محور العملية الإشرافية. جاء الإشراف التربوي العيادي نتيجة للممارسات الإشرافية التقليدية وأسهم في حل كثير من القضايا التربوية التي كان يعاني منها ميدان التربية والتعليم، كما أسهم في تضييق الفجوة بين المشرف التر بوي والمعلمين وتحسين مستوى التدريس الصفي وتنمية قدرات المعلم وإمكاناته.
وأهم مزايا الإشراف التربوي العيادي هي:
1) أسهم الإشراف التربوي العيادي في بناء علاقة احترام متبادلة بين المشرف التربوي والمعلم، وأشاع مناخاً مؤسسياً إيجابياً يدعو إلى الإبداع والتميز.
2) فتح المجال لمشاركة المعلم الفاعلة في جميع مراحل الإشراف التربوي العيادي مثل التخطيط واختيار أسلوب الملاحظة الصفية وتحليل التفاعل الصفي والتغذية الراجعة.
3) يعتمد على أساليب وأدوات ملاحظة موضوعية في التعرف على أداء المعلم الصفي فينعكس هذا إيجابياً على تقبل المعلم للتوجيهات الموضوعية المبنية على أسس علمية.
يشجع المعلم على تطوير قدراته المهنية ذاتياً من خلال المشاركة المباشرة في تحليل تدريسه الصفي.
وعلى الرغم من هذه المحاسن إلا أنه لا يخلو من سلبيات وعيوب منها:
1- تقييد دور المعلم في نطاق النشاط الصفي فقط.
2- أن تميز المشرف التربوي في الخبرة والمستوى العلمي قد يدفعه أحياناً إلى فرض رأيه على المعلم.
3- يتطلب الإشراف العيادي أعداداً كبيرة من المشرفين التربويين للقيام بالمهام الإشرافية على أكمل وجه.
4- يستهلك المشرف التربوي العيادي كمية كبيرة من الوقت مقارنة بالمشرف التقليدي.
ثانياً: نمط الإشراف التربوي المتنوع:
جاء هذا النمط على يد أستاذ التربية جلاتهورن في عام 1984م وينطلق جلاتهورن في فلسفته من الفروق الفردية لدى المعلمين، حين يرى أن المعلمين يتفاوتون في قدراتهم وإمكاناتهم الشخصية والمهنية ومستوياتهم العلمية. عليه يرى أنه من غير المناسب أن يستخدم المشرف التربوي نمط الإشراف العيادي مع جميع المعلمين دون استثناء وأن يتعامل مع جميع المعلمين على اختلاف المراحل التعليمية بنفس الأسلوب على الرغم من أنهم مختلفون في سماتهم الشخصية واحتياجاتهم المهنية والاجتماعية.
ويعتقد جلاتهورن أن الأساليب الإشرافية التالية تقابل جميع أذواق المعلمين في ميدان التربية والتعليم:
1- الإشراف التربوي العيادي.
2- الإشراف التربوي التعاوني.
3- الإشراف التربوي الذاتي.
4- الإشراف التربوي الإداري.
ومن أهم مميزات الإشراف التربوي المتنوع:
1- اختيار المعلم للأسلوب الإشرافي المناسب لقدراته وإمكاناته واحتياجاته الشخصية والمهنية.
2- بناء الإشراف التربوي المتنوع على مبدأ الشورى والأسس الديمقراطية مما يسهم في إيجاد مناخات تروبوية مريحة وصحية.
3- إسهام الإشراف المتنوع في بناء ثقة المعلم بنفسه وقدراته المهنية.
4- رفع مستوى مسؤولية المعلم تجاه عمله التربوي.
5- مراعاة الفروق الفردية بين المعلمين.
6- تركيز الإشراف التربوي على تطوير قدرات المعلمين وتنميتهم مهنياً.
مآخذ على الإشراف التربوي المتنوع:
1- يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين وزيادة الانفاق المادي على التعليم وذلك لبناء خطط طويلة المدى لتهيئة الميدان وتعريف المعلمين والمشرفين فيه.
2- اختيار المعلم لأسلوب الإشراف المناسب قد يكون مجازفة خاصة مع بعض فئات المعلمين ممن لا يحسنون عملية الاختيار.
3- اعتقاد بعض المعلمين أن هذا النمط الإشرافي معناه فصل الإشراف عن عملية التقييم قد يشجعهم على التهاون في أداء مهامهم الموكلة لهم.
4- يعاني هذا النمط من صعوبات إدارية وفنية عند تطبيقه في الميدان.
ثالثاً: نمط الإشراف التربوي التطوري:
يعد الإشراف التربوي التطوري أحد الاتجاهات الحديثة في مجال الإشراف التربوي حيث أنه يهتم بالفروق الفردية لدى المعلم وحدد جلكمان وهو صاحب نظرية الإشراف التربوي المتطور ثلاثثة أساليب إشرافية هي الأسلوب المباشر، الأسلوب التشاركي والأسلوب غير المباشر من أجل تطوير قدرات المعلمين وإمكاناتهم لأداء مهامهم الموكلة لهم على أفضل وجه، ويفترض جلكمان أن هذه الأساليب الإشرافية الثلاثة تقابل جميع الأذواق والفروق الفردية في ميدان التربية والتعليم.
يقوم استخدام أساليب الإشراف التربوي التطوري على قياس مستوى التفكير التجريدي للمعلم، وتحديده بدقة وتصنيفه ضمن أحد المستويات الثلاثة التالية: تفكير تجريدي منخفض، تفكير تجريدي متوسط، تفكير تجريدي عالي. وعملية تشخيص مستوى التفكير التجريدي لكل معلم على حده هي مرحلة مهمة جداً وهي سابقة لمرحلة التطبيق، حيث أن استخدام أساليب إشرافية وتطبيقها ميدانياً قبل الوقوف على قدرات المعلمين وإمكاناتهم أمر يرفضه المنطق والواقع.
ومن مميزات استخدام الإشراف التربوي التطوري:
1- اهتمامه بمراعاة الفروق الفردية لدى المعلمين.
2- تطوير وتنمية طاقات المعلمين وقدراتهم.
3- اختيار الأسلوب الإشرافي بناء على احتياجات المعلم الشخصية والمهنية.
4- استخدام منحى علمي من خلال مراحل واضحة ومرتبة منطقياً.
5- إشاعة مناخ مؤسسي سليم وصحي.
6- توفير اختيارات علمية لتشخيص قدرات المعلم وسبل تطويرها.
المآخذ على الإشراف التربوي التطوري:
1- اختيار المشرف التربوي المناسب للمعلم يؤثر بالسلب على علاقة الزمالة والتعاون بين المشرف والمعلم.
2- يعتبر البعض أن تحديد الأسلوب الإشرافي بناء على مستوى التفكير التجريدي فقط غير كافي وضرورة إضافة متغير آخر هو الدافعية للعمل.
3- يتطلب تطبيق هذا الإشراف تقليل نصاب المشرف التربوي من المعلمين مما يضاعف من أعداد المشرفين التربويين.
4- يتطلب تطبيقه تهيئة الميدان وتدريب مكثف لجميع المشرفين وبالتالي صعوبات إدارية وفنية وزيادة التكلفة المادية.
رابعاً: نمط الإشراف التربوي بالأهداف:
يؤكد الإشراف التربوي بالأهداف على وضع الأهداف المراد تحقيقها وصياغتها بدقة بحي ثتكون قابلة للقياس والتطبيق. ويقوم الإشراف بالأهداف أساساً على مبدأ مشاركة جميع المعنين بالعملية الإشرافية من معلمين ومديرين ومشرفين تربويين وغيرهم في تحديد الأهداف المراد بلوغها. ويعرف الإشراف بالأهداف على أنه عملية مشاركة جميع الأفراد المعنين بالعملية الإشرافية في وضع الأهداف المراد تحقيقيها بغرض زيادة فعالية العملية الإشرافية. وتتضمن هذه العملية تحديد أهداف واضحة وقابلة للقياس والتطبيق ونتائج محددة بدقة، وبرامج واقعية وتقييماً للأداء في ضوء النتائج المتوقعة والإشراف بالأهداف يقوم على المبدأين التاليين:
1- مبدأ المشاركة.
2- مبدأ تحديد الأهداف:
ويمكن إجمال مميزات الإشراف التربوي بالأهداف في النقاط التالية:
1- يساعد على إشاعة أجواء اجتماعية ونفسية ملائمة للإبداع.
2- يسهم في رفع الروح المعنوية للمعلمين وتحسين علاقتهم بالمشرفين.
3- يساعد على تحسين أداء المعلمين ورفع الكفاءة الإنتاجية لنظام الإشراف.
4- يؤكد على تقويض السلطات وتوزيع الأدوار والمهام مما يزيد من شعور المعلمين بالمسؤولية والالتزام بتحقيق الأهداف.
5- يسهم في ربط أهداف المعلم الفردية وتكاملها مع الأهداف العامة لنظام الإشراف.
6- يؤكد على وضع أولويات وأهداف واقعية يمكن قياسها.
محاذير تطبيق الإشراف التربوي بالأهداف:
بالرغم من فوائد الإشراف بالأهداف في تحسين نظام الإشراف التربوي وممارساته الميدانية إلا أنه لا يخلو من سلبيات وعيوب ومنها:
1- الحاجة إلى استثمار كمية كبيرة من الوقت في سبيل تطبيق الإشراف التربوي بالأهداف والتوصل إلى نتائج.
2- وضع أهداف غير قابلة للقياس والتحقيق.
3- الحاجة إلى تقليل نصاب المشرف من المعلمين مما يترتب عليه زيادة كبيرة في عدد المشرفين التربويين.
4- المبالغة في وضع الأهداف السلوكية والإجرائية قد يؤثر على الرؤية الشاملة لنظام الإشراف التربوي وغاياته.
5- فهم هذا النوع من الإشراف التربوي يحتاج إلى برامج تدريبية تؤدي إلى زيادة تكاليف التعليم والانفاق عليه.
6- يتطلب تطبيق الإشراف بالأهداف إخلاصاً للعمل والتزاماً بالواجب والمسؤوليات وقد لا تتوافر هذه السمات في بعض المشرفين التربويين والمعلمين وبالتالي فإن فلسفة الإشراف بالأهداء لا تصلح لجميع الناس.
النظرية ودورها في تحسين الممارسات الإشرافية:
لقد أشار المؤلف إلى أن هناك ضرورة ملحة إلى تأسيس الممارسات الإشرافية على مبادئ وأصول علمية مستمدة من نظرية تسهم في الوقوف على السلوك الممارس وتحديده وتفسيره وتبويبه ووضع التصورات المستقبلية لما ينبغي أن تكون عل يه العملية التعليمية وأصبحت الممارسات الإشرافية التي تعتمد على التلقائية والعفوية والاجتهادات الشخصية ولا تنطلق من إطار مرجعي محدد هي ممارسات قاصرة وبعيدة عن روح العصر الحديث.
ومفهوم النظرية في مجال الإشراف التربوي ينسجم مع النظرة السائدة في مجال العلوم الاجتماعية التي ترى أن النظرية هي نوع من أنواع التعميمات وإصدار الأحكام المبنى على ملاحظة الواقع وإمكانية التحقق منه وتعرف النظرية بأنها مجموعة فروض يستنبط منها قوانين ومبادئ عامة قابلة للفحص والتجريب ولكون النظرية تميل إلى التجريد والعمومية فإنه من غير المنطق الحكم عليها بأ،ها صحيحة تماماً أو خاطئة إجمالاً.
ولقد تطورت معظم النظريات نتيجة لمرورها بثلاث مراحل:
1- المعالجة المنطقية للمشكلة أو الموضوع.
2- تطوير قائمة خصائص محددة.
3- صياغة تصنيف منظم.
ويمكن الاستفادة من هذه المراحل الثلاثة في توجيه سلوك الممارسين الميدانين في مجال الإشراف التربوي من أجل تحسين تلك الممارسات التربوية بمدارس التعليم العام.
وفيما يلي تعريف بالمراحل:
1) المعالجة المنطقية للمشكلة:
تمثل هذه المرحلة الحلقة الأولى من سلسلة تطوير النظرية، وتتكون أساساً من الآتي: العصف الذهني، أو فتح باب نقاش ودي في عالم المثاليات حول موضوع محدد أو التحدث عن النزعات والاتجاهات الحديثة والحديث الودي عن الممارسات والأحداث المدرسية وعن الملاحظات الميدانية، يهيئ بيئة ثرية وصالحة لتعليقات المعلمين المبنية على خبراتهم الميدانية ومناقشة بعض النماذج والأنماط السلوكية المحددة والمنتقاة عشوائياً من الواقع الميداني يمكن أن تكون نقطة بداية سلسلة في تطوير النظرية.
2) تطوير قائمة خصائص محددة:
يتم وضع قوائم الخصائص ظاهرة معنية بناء على ملاحظات مباشرة لعينات يتم انتقاؤها عشوائيا وهذه الملاحظات تقود بشكل مباشر إلى تصميم قائمة من التعميمات وتسهم تلك الملاحظات العامة ذات التكرارات المناسبة في صياغة قائمة واضحة ومحددة م الخصائص القابلة التصنيف والتبويب.
3) صياغة تصنيف منظم:
آخر مراحل تطور النظرية يتم من خلالها تدوين سلسلة من ملاحظات المعلمين والمشرفين التربويين والإداريين المنتقاة بطريقة عشوائية لقضايا تربوية محددة مثل: الممارسات الميدانية وسلوك التلاميذ ونتيجة لتلك الملاحظات التي تم اختيارها عشوائيا تقدم إرشادات وتوجيهات ذات قيمة علمية وفنية للعاملين التربويين في الميدان حيث يمكن للمعلم مثلاً أن يضم خططاً منظمة لأنشطته التعليمية أو تجعل المشرف التربوي يغير من سلوكه الإشرافي.
خصائص النظرية الجيدة في الإشراف التربوي:
1- أن تكون قابلة للملاحظة والتطبيق.
2- أن تكون ذات قابلية ومرونة لتعديلها إلى بعض الصيغ النظامية الصادقة.
3- أن تكون ذات بعد مستقبلي وتبني على أسا من التخطيط السليم.
4- يجب أن تسهم النظرية في تكوين رؤية واضحة للعلاقات بين أهداف المؤسسة التربوية وقدرات وإمكانات العاملين.
5- ينبغي أن تسهم النظرية الجيدة في أعمال الفكر قبل الاستجابة للمواقف المتباينة.
الممارسات الإشرافية في نماذج حديثة:
لقد تعددت أنماط الإشراف التربوي وقد مرت بالممارسات الإشرافية بعدة مراحل وأشكال ويمكن إيجازها على النحو التالي:
أولاً: الممارسات الإشرافية التقليدية:
وتتمثل في قيام المشرف التربوي بزيارات ميدانية للمعلمين، وتقديم نصح وإرشادات وتوجيهات عامة لجميع المعلمين في الميدان وكأن المعلمين متشابهون في كل شيء من سمات شخصية وقدرات عقلية وإمكاناته علمية وتربوية مما أدرى إلى أن المشرف التربوي بدأ يكر نفسه في كثير من المواقف التربوية.
ثانياً: الممارسات الإشرافية المبنية على الفروق الفردية:
وفيها ينظر إلى المعلم على أنه حالة متميزة وفريدة من نوعها وأن المعلم يحتاج إلى عناية ورعاية خاصة ومختلفة عن غيره وأصبحت عملية تطوير المعلم وتنمية قدراته العلمية والمهنية تتم من خلال جلسات مطولة ومتكررة بين المشرف والمعلم للوقوف على احتياجات المعلم وسبل تحقيقيها وتتجلى هذه الممارسات الإشرافية في تطبيق الإشراف التربوي العيادي.
ثالثاً: الممارسات الإشرافية الجماعية المبنية على رأي المشرف التربوي وقناعاته:
يتمثل هذا الاتجاه في تطبيق الإشراف التربوي التطوري ميدانياً من خلال توزيع المعلمين إلى ثلاث فئات متجانسة من حيث مستوى القدرة على التفكير التجريدي بعد تشخيص مستويات المعلمين حسب التفكير التجريري يتم توزيعهم إلى ثلاث مجموعات، كل مجموعة يستخدم معها أسلوب إشرافي مناسب لتفكير المعلمين وهذه الأساليب هي: المباشر التتشاركي وغير المباشر.
رابعاً: الممارسات الإشرافية الجماعية المبنية على اختيار المعلم وقناعته:
إن اختيار المعلم للأسلوب الإشرافي المناسب له يؤدي إلى تحقيق النتائج التالية:
1- تفاعل المعلم الإيجابي مع الأسلوب المختار.
2- تحمل المعلم جزءا من مهمة الإشراف التربوي.
3- المساهمة في تقليل عدد المشرفين التربويين,
ويضع أصحاب هذا الاتجاه أربعة أنواع من الإشراف التربوي يختار المعلم منها ما يناسب قدراته وإمكاناته العلمية والمهنية، وهذه الأنواع هي: الإشراف العيادي، الإشراف التعاوني، الإشراف الإداري، إشراف الإقران.
نماذج حديثة في مجال الممارسات الإشرافية ميدانياً:
أولاً: خيارات وبدائل في عملية الممارسات الإشرافية:
قامت سوليفان وجلانز عام 2000 بفحص بعض الخيارات المفيدة في عملية ممارسة الإشراف التربوي ميدانياً وبالرغم من أن هذه الخيارات والبدائل مبنية أساساً على الممارسات الميدانية للإشراف التربوي إلا أنها لم تغفل البعد النظري للعملية الإشرافية وتتمثل البدائل والخيارات في الآتي:
1- إرشاد المعلم المبتدئ (أو قليل الخبرة).
2- تدريب المعلم لزميله وتمكينه من الاستفادة من خبراته الميدانية.
3- حقائق مهنية للإشراف التربوي المتنوع.
4- تقويم الإقران (الزملاء).
5- إجراء الأبحاث الميدانية (الإجرائية).
استطاع هذه الخيارات الخمسة أن تلفت أنظار العاملين والمهتمين بالإشراف التربوي إلى أهمية تطبيقها للتغلب على الممارسات الإشرافية التقليدية، وتسعى هذه الخيارات إلى تحقيق التوجيه (الإشراف) الذاتي، والاستقلالية المهنية للمعلم من خلال علاقات إيجابية متبادلة، المشاركة في صنع القرارات، الإصغاء التأملي، والاستجابة الفاعلة للميدان.
إن طرح هذه الخيارات في ممارسة العملية الإشرافية يتمشى مع روح العصر وعالم القرن الحادي والعشرين، لأن الإشراف التربوي الحديث يتجه بقوة على التأكيد على الفكر (الديموقراطي) الشورى. كما أنها تسهم في دفع القيادات التربوية إلى توصيف أفكارهم ومهاراتهم وقيمهم في خدمة العملية التعليمية عن طريق العلاقات المتبادلة والمشاركة الفاعلة للمعلمين أثناء أدائهم لأدوارهم المنوطة بهم.
ثانياً: نظام نموذج فكري لتطوير الممارسات الإشرافية:
عرض المؤلف النموذج الإدراكي الذي قدمه الباحثان فسلر وبورك بغرض تطوير الإشراف التربوي ويقدم هذا النظام إطاراً فكرياً للباحثين ولرجال الميدان حيث يمكن أن يستخدم رجال الميدان هذا النظام في وضع خطة استشرافية منظمة بقصد تحسين أداء الإشراف التربوي كما يمكن للعالمين الميدانيين بناء برنامج متكامل لتطوير المعلمين أثناء الخدمة. وقد يساهم هذا النظام أيضاً في تحديد المشكلات، ووضع الاستراتيجيات المناسبة لبحث عليها من أجل تحسين مهنة التعليم. كما يمكن للباحثين استخدام هذا النظام في تحليل واختبار الفرضيات بهدف تحسين النمو المهني لدى العاملين في ميدان التربية والتعليم.
ثالثاً: مزاوجة بين أنماط الإشراف العيادي ووظائف العقل البشري كاتجاه حديث في ممارسة الإشراف التربوي:
يرى أصحاب هذا الاتجاه الحديث في الإشراف التربوي أنه بإمكان المشرف التربوي اختيار النمط الإشرافي المناسب له أو للموقف التعليمي من خلال الاطلاع على أعمال عالم النفس كارل جونج، ويرى الباحث أن تطبيقات أفكار جونج في مجال الإشراف القيادي قد تسهم في إثراء البيئة التعليمية.
التعرف على شخصية المعلم تساعد المشرف التربوي في أداء عمله:
إن الخصائص الشخصية تلعب دوراً مهما في تقرير نوعية الأنماط السلوكية للفرد وتساعد المشرف التربوي في فهم المعلمين وتطوير قدراتهم وقد قدم المؤلف بعض الدراسات الميدانية التي هدفها التعرف على الفروق في الأنماط الشخصية لدى الطلبة المعلمين كما وضح المؤلف بطاقة توكمان الذي اهتم بطبيعة المعلم ومساعدته والارتقاء بمستواه المهني والذي اطلق عليها اسم بطاقة توكمان للتغذية الراجعة لتحديد مستوى فاعلية التدريس وتطويره ويمكن للمشرف التربوي استخدامها بهدف التنويع في الممارسات الإشرافية.
المخطط الكلي للمنهج المدرسي والإشراف التربوي:
إن المخطط الكلي للمنهج المدرسي يمثل أحد الأساليب المفيدة في تسهيل مهمة المشرف التربوي في مجال المناهج الدراسية ويرى ونستين أن عملية المخطط الكلي للمنهج الدراسي تساعد المشرف التربوي على معرفة:
1- كمية الوقت التي يستثمرها المعلم فعلياً في عملية التدريس.
2- مجال المقرر الدراسي وتتابع مفرداته.
3- أوجه التشابه والاختلاف في تدريس موضوع محدد بين معلم وآخر ومدرسة وأخرى ومستوى دراسي وآخر.
4- نسبة التداخل أو التكرار بين موضوعات المقررات الدراسية.
5- مدى التزام المعلمين باللوائح والأنظمة التعليمية المعتمدة.
6- تدريس موضوعات المقرر وتغطيتها تماماً قبل إجراء الاختبار فيها.
القيادة والإشراف التربوي:
لقد عرفت القيادة التربوية تعاريف عدة منها: تعريف هامفيل وكونس بأنها هي: السلوك الذي يمارسه الفرد أثناء تعاملع مع الأنشطة الجماعية بقصد تحقيق أهداف مشتركة، كما عرفها ذكي بأنها: توجيه لسلوك الآخرين نحو غرض معين أو هي السلوك الذي يقوم به الفرد حين يوجه نشاط جماعة نحو هدف مشترك.
وذلك يعني أن القائد التربوي يمارس سلوكاً مؤثراً في سلوك الآخرين يهدف إلى إحداث تغيير يخدم أهداف المؤسسة التربوية وغاياتها والمشرف التربوي هو قائد تربوي يتوقع أن يؤثر سلوكه القيادي في ممارساته الإشرافية الميدانية أثناء تفاعله مع المعلمين بما يخدم أهدفا العملية التعليمية.
ومن أهم خصائص المشرف التربوي الذي يتصف بالروح القيادية هي النزع إلى المشاركة والتفاعل مع المعلمين والرغبة في عملية التغيير والتجديد التربوي.
أنماط القيادة التربوية:
يلعب نمط القيادة السائد دوراً مؤثراً في اتجاهات العاملين ومستوى معنوياتهم نحو العمل بعامة والإشراف التربوي على وجه الخصوص ويتوقف على نمط سلوك المشرف التربوي القائد مستوى نجاح المعلمين في أداء مهامهم المنوطة بهم والذي ينعكس أثره على العملية التعليمية برمتها وأهم هذه الأنماط هي:
1) النمط السلطوي "الأوتوقراطي":
يتصف هذا النمط من القيادة بأن القائد (المشرف التربوي) يتخذ من سلطته الرسمية أسلوباً لإجبار المعلمين وغيرهم من العاملين على أداء مهامهم المنوطة بهم من أجل تحقيق الأهداف المنشودة. ويميل سلوك المشرف الأوتوقراطي إلى الاعتماد على مركزية السلطة والاحتفاظ بالقرارات لنفسه وعدم مشاركة المعلم من خلال إبعاده عن المشاركة في صنع القرارات المهمة أو التخطيط لنموه المهني. تتكون لدى المعلم جملة من الأحاسيس والمشاعر السلبية نحو المشرف بخاصة والإشراف التربوي بعامة وعمله إصلاح الخلل في العلاقة بين المشرف والمعلم هي عملية معقدة في ظل الإدارة المركزية والتنظيم الهرمي وتدفق الأوامر والتعليمات من أعلى الهرم إلى أسفله.
2) النمط الشوري "الديموقراطي":
يتصف هذا النمط من القيادة بكونه يتيح الفرصة للمرؤوسين بالمشاركة الفاعلة في صنع القرارات والإسهام في المهام القيادية من خلال علاقات إنسانية متميزة بين القائد والمرؤوسين فالمشرف التربوي الشوري "الديموقراطي" يقيم علاقات إنسانية وثيقة مع معلمية ويفوض سلطاته المتعلقة بالنمو المهني لبعض المعلمين ممن يمتلكون القدرة على ذلك كما يشجع العلم على تنمية قدراته وإمكاناته وتوسيع رفعة مشاركاته في اتخاذ القرارات المهمة وباستخدام هذا النمط يساهم المشرف التربوي في اختفاء بعض الممارسات السلبية في مجال الإشراف التربوي مثل التعالي على المعلمين وتحسين العلاقات الإنسانية المتوترة بين الشمرف والمعلم.
3) النمط الترسلي:
يتصف هذا النمط القيادي بمنح جميع المرؤوسين أكبر قدر ممكن من الحرية في ممارسة مهامهم الموكلة لهم رسمياً دون توجيه مباشر من قبل القائد فالقائد الترسلي يسعى على كسب رضا المرؤوسين من خلال تفويض سلطاته لهم. وينزع المشرف ذو السلوك الترسلي إلى مجاملة المعلمين ومنحهم حرية كافي لأداء مهامهم الموكلة لهم وعلى الرغم من إعطاء المشرف الحرية للمعلم في اتخاذ القرارات المهمة، إلا أنه لا يحظى باحترام المعلمين وتقديرهم.
نظريات القيادة ونماذج السلوك القيادي:
أسهمت الدراسات والأبحاث العلمية في تحديد مفهوم القيادة ونجم عن ذلك عدد من نظريات القيادة ونماذج السلوك القيادي. ومن أهم هذه النظريات:
1) نظرية الإنسان العظيم:
يرى أصحاب هذه النظرية أن الرجل العظيم هو إنسان موهوب بالفطرة التي وهبها الله، ويرون كذلك أن نجاح القائد يتوقف على خصائص ومعايير شخصية محددة، يتفرد بها القائد عما سواه وقد تعرضت هذه النظرية إلى انتقادات كثيرة من أهمها أنها الغت أثر البيئة والمجتمع في صنع القائد وحقل مواهبه. وباختفاء هذه النظرية برزت نظرية أخرى شبيهة بها هي نظري السمات.
2) نظريات السمات:
لقد توصلت بعض الدراسات إلى أن هناك علاقة بين القيادة الناجحة وبعض السمات الشخصية مثل: الأمانة، الذكاء، الثقة بالنفس، القدرة على التعبير وبالرغم من أن بعض الدراسات كشفت عن وجود ارتباط إيجابي بين بعض السمات والقيادة الفاعلة إلا أن تعمم تلك النتائج بناء على شواهد محدودة يعد ضرباً من ضروب المجازفة.
3) نظرية الموقف:
تعتمد هذه النظرية على أساس أنه لا يوجد أسلوب قيادي واحد يصلح لجميع المواقف لأن سمات القيادة تختلف باختلاف المواقف القيادية وفيها يبدي المشرف مرونة فائقة في تكيفه مع جميع المواقف التي تصادفه أثناء عملية الإشراف أي أن المشرف لا يعتمد فقط على السمات الشخصية بل ربطت القيادة بالمواقف المختلفة.
4) النظرية التفاعلية (المدخل التوفيقي):
حاولت نظرية التفاعل أن تربط بين نظرية السمات ونظرية الموقف وتوائم بينهما وإن توازن بين أثر السمات الجسمية والنفسية وأثر الموقف وعوامل البيئة في تشكل السلوك القيادي. وعليه فالمشرف التربوي الناجح هو الذي يمتلك الاستعداد والقدرة على تمثيل أهداف المرؤوسين، ومقابلة مطالبهم وكسب رضاهم وقناعتهم بأنه أنسب إنسان للاضطلاع بهذا الدور.
5) نموذج تانينبوم وشمد:
يحدد هذا النموذج اتجاهين مختلفين ومتباينين لإمكانيات سلوك المشرف مع المرؤوسين ففي أقصى الاتجاه الأيمن يتمثل نمط السلوك الديموقراطي وفي أقصى الاتجاه الأيسر يتمثل النمط الأوتوقراطي، وبين هذين الاتجاهين عدد من أنماط السلوك القيادية.
6) نموذج الشبكة الإدارية:
يؤكد هذا النموذج على بعدين أساسيين هما العاملون والعمل وقد أطلق على هذا النموذج الشبكة لأنه مصمم على شكل محورين: محور أفقي خاص بالعمل ومحور عمودي خاص بالعاملين وبالرغم من أن الموقف القيادي هو الذي يحدد نوع النمط القيادي المناسب إلا أن الممارسة العلمية تشير إلى أن النمط القيادي هو أنسب الأنماط القيادية لأنه يخصص درجة اهتمام عالية بالعمل والعاملين في نفس الوقت.
7) نموذج ريدن:
لاحظ ريدن بأن نموذج الشبكة ركز على بعدين أساسيين للسلوك القيادي وهما: بعد العمل وبعد العاملين، ورأى ريدن ضرورة إضافة بعد ثالث هو بعد الفعالية، فأصبح نموذج ريدن يعتمد على ثلاثة أبعاد هي: العمل، العاملون، الفاعلية وبناء على هذه الأبعاد الثلاثة، نسج ريدن أربعة أنماط أساسية للسلوك القيادي وهي النمط القيادي المتفاني والذي يهتم بالعمل فقط والنمط القيادي المتكامل ويهتم بالعمل والعاملين في آن واحد والنمط القيادي المنعزل وهو لا يهتم بالعمل ولا بالعاملين.
ومما يؤخذ على نموذج ريدن عدم وضوح المقصود بالمواقف المناسبة وغير المناسبة التي تواجه القائد (المشرف التربوي).
8) نموذج الهدف والمسار:
يعمل هذا النموذج على الربط بين السلوك القيادي ودافعية العاملين ومشاعرهم. ويؤكد مضمون هذا النموذج على الكيفية التي يمكن أن يحدث بها سلوك القائد (المشرف) التربوي أثراً في دافعية المعلمين واتجاهاتهم نحو العمل.
يتضح من استعراض النظريات والنماذج القيادية المذكورة آنفاً أن هناك عدداً من الأنماط القيادية التي يمكن أن يمارسها المشرف التربوي خلال أدائه لمهامه الإشرافية وهي تمحور حول بعدين أساسيين هما:
- السلوك القيادي الذي يهتم بالمعلم.
- السلوك القيادي الذي يهتم بالعمل الإشرافي.