المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اليابس اللي ما يعرف المواجيب


ام سيفان
2014-05-29, 07:54 AM
قال ابن الوردي:
" بين تبذير وبخل رتبة....... وكِلا هذين إن زاد قتل "
الوسط من كل شيء وفي كل شيء ..هو الاعتدال، لا سيما في المال وتدبيره..
" ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك، ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا" .. وما عال من اقتصد.. ومن أنفق ولم يحسب هلك ولم يدر..
وقد يظن بالمرء بخيلا من ينزل الأمور منازلها..ويدبر معيشته تدبيراً حكيماً
وقد يظن سخيا من يخبط خبط العشواء ويفرط بدون حساب ولا تدبير..
وقد قيل: في جانب كل اسراف حق مضيع، ولهذا سمي بطل هذه القصة بالياااابس،اتهاما له بالبخل.




أصاب ابن عم له عوز وعلقه دين، فتذكر ابن عمه(اليابس)، ولكن كيف يذهب إليه والناس يبخلونه..

إنه يخشى من ذهابٍ يثمر المذلة، ومن ثم يعود صفر اليدين..ولكن ليجرب فلا ضير إذا جرب.
ركب راحلته وتوجه شطره، وحينما أقبل على بيته، وإذا به أمام البيت يجبَر رجل (حمل) ولد البارحة فوطأته دابة فكسرت رجله فجعل يجبرها..فكانت صدمة لهذا، أيأتيه يطلب منه رفدا وهو منكب على حمل يجبره؟!! هذا ماكان يخشاه، مكث لديه ما شاء الله، وعاد ولم يفاتحه في شيء.
وفي السنة التي تليها راودته نفسه أن يعاود ابن عمه ففعل،
ولما قدم عليه وظل معه حول القهوة، وإذا بابنة صاحب البيت تعود بعدما ذهبت بغنمها للرعي، تقول لأمها: أنها ضيعت ابرتها، وتريد غيرها.. فغضب الأب لماذا تضيع الابرة، فقام وعاتبها. فكانت هذه صدمته الثانية، ووازعا يزعه أن يفاتح ابن عمه في رفده، فكث لديه ما شاء الله ومضى..
وجاءت السنة الثالثة، يحمل أملا جديدا، فوجد الأب يوزع الأبر على بناته، كل واحدة منهن يعطيها ابرة ويوصيها بأن تحافظ عليها..فكانت هذه ثالثة الأثافي.. ولما هم بالرجوع عازم على أن لا يعود، قال له صاحب البيت: انك جئتني ثلاث مرات كل سنة مرة، وما أراك فاتحتني في شيء يعينك على شئون دنياك؟!
قال له: يابن عمي في كل مرة آتيك وأنا معوز جدا، ولكن تصرفاتك التي شاهدتها تجعلني احجم عن مفاتحتك في شيء، وقص عليه خبر الحمل والابر..
فضحك وقال: يابن عمي مثل هذه الأمور ينبغي أن تجعلك تحجم عن قصدك..؟ إن ما فعلته بالحمل هو أنني أعرف أنه لولا حقير المال لما يأت كبيره..فالذي وجدتني اجبره تلك السنة هو الذي ذبحته لك البارحة، صبرت عليه حتى كبر، ثم أنفقته في وجه انفاقه..
وعملي مع بناتي في قصة الابر لا لبخل، ولكن للتربية والتنشئة..فمن أضاع الصغير أضاع الكبير، والذي يفرط في الحقير يتساهل في الأثير..
ومثل هذا لا يسمى بخلا، ولا يمكن أن يكون حائلا بينك وبين قصدك.. ولكن انظر الابل هذه التي تسير خذ منها الجملين الأولين، فقالت أم صاحب البيت: لا ياولدي يكفيه واحد.. فقال: خذ الناقتين اللتين خلفهما معهما، فصاحت الأم ونهرته.. ولم يزل حتى اقتطع قطعة كبيرة من إبله وأعطاه إياه!!



فأخذها وأنشد:


سمُوك باليابس وهم كاذبين... اليابس اللي ما يعرف المواجيب

أسيرة القمر
2014-05-30, 04:11 PM
قصة غريبة وطريفه

لو فاتحه بالموضوع من اول ماكان هذا اللي حصل له ههههه

ام سيفان
2014-06-01, 11:21 AM
قصة من الواقع..
وسبحان الله قد يكون في التأخير خير..حتى يظهر الله براءة الرجل،
وهناك مواقف في الحياة من أناس لا نفهم مغزى تصرفاتهم،
فلكل حادثة حكمة و يمكن سبب خفي..
شكرا لمرورك..